آسياالرئيسيةكرة قدم عربية

مدرب منتخب فلسطين يستلهم صموده من غزة

ديلي سبورت عربي-وكالات

وسط ضوضاء المنافسة وضغط النتائج، تختلط كرة القدم بالمعاناة اليومية في حياة إيهاب أبو جزر، مدرب منتخب فلسطين. فالرجل الذي يقود الفدائي نحو ربع نهائي تاريخي في كأس العرب، يتلقى دعمه المعنوي وتوجيهاته الفنية من والدته، المقيمة في خيمة داخل قطاع غزة الذي يعيش واحدة من أكثر لحظاته قسوة. هذه التفاصيل لا تكشف فقط عن قصة شخصية مؤثرة، بل تفسر الروح التي يلعب بها المنتخب اليوم.

شريان الاتصال مع غزة

لا يتحدث أبو جزر مع والدته عن تفاصيل الحياة اليومية، كما يقول، بل عن كرة القدم فقط. هي تريد تركيزه كاملاً على المنتخب. تسأل عن اللاعبين، خططه للمباراة، ومعنويات الفريق. رغم الظروف القاسية، يبدو أن صوتها يشكل ركيزة أساسية في إعداد المدرب قبل كل مواجهة.

المدرب، الذي تولى قيادة الفدائي أواخر 2024، لا يخفي حجم الدمار الذي لحق بعائلته: منزله هُدم، منازل إخوته كذلك، ووالدته تعيش في خيمة تبحث يوميًا عن طريقة لتشغيل المولد الكهربائي كي تتابع مباريات المنتخب. هذه الصورة تحولت إلى دافع، لا عبء. يقول أبو جزر: كل ما يحدث يجعلنا نقاتل حتى آخر نفس.

الضغط النفسي… وديناميكية عدم الاستسلام

اعترف المدرب أن الظروف شكلت عبئًا كبيرًا في بداية الحرب، قبل أن يتعلم كيف يوازن بين الواقع القاسي ومسؤولياته الفنية. يؤكد أن الفلسطينيين يمتلكون ما يسميه جينات عدم الاستسلام، تلك التي تمنعهم من التراجع مهما اشتدت العواصف. ليست شعارات بالنسبة له، بل واقع يعيشه يوميًا.

المنتخب كمرآة لقضية كاملة

يرى أبو جزر أن منتخب فلسطين لا يمثل فريقًا لكرة القدم فقط، بل شعبًا كاملًا يحمل إرثًا من الشهداء والجرحى والأسرى والمهجرين.

يضيف: نحن رسالة شعب يريد أن يعيش مثل بقية شعوب العالم. ومن خلال هذه الرسالة، تنعكس الطاقة الإيجابية التي يتلقاها من الداخل وغزة والضفة والشتات.

مسار التأهل… لماذا يبدو الفدائي قريبًا من التاريخ؟

يملك منتخب فلسطين أربع نقاط، ويكفيه التعادل أمام سوريا ليضمن عبورًا غير مسبوق إلى ربع النهائي بعد خمس مشاركات خرج فيها دائمًا من الدور الأول.

سوريا، صاحبة خبرة طويلة في البطولة، ستكون خصمًا شرسًا، لكن الشكل الحالي للفدائي يمنحه أفضلية معنوية واضحة.

المنتخب الفلسطيني حقق فوزًا دراميًا على قطر في اللحظات الأخيرة، ثم عاد من تأخر بهدفين ليخطف تعادلًا مثيرًا أمام تونس. فريق يبرز بلياقة عالية وروح جماعية واضحة، وهي بصمة يعرف الجميع أنها تحمل توقيع ابن غزة.

الروح الجماعية… عائلة فلسطينية داخل الملعب

يصف أبو جزر لاعبيه بأنهم أسرة صغيرة تمثل أسرة أكبر اسمها الشعب الفلسطيني. الضغط الكبير الذي يعيشه الفريق يتحول إلى طاقة إيجابية، خاصة مع رسائل الدعم التي تصل من غزة ومن الداخل الفلسطيني. هذه الروح تظهر في ردود الفريق داخل الملعب، وفي قدرته على قلب المواقف الصعبة.

منهجية العمل… خطوة بخطوة

منذ وصول المنتخب إلى الدوحة، لم يفكر المدرب إلا في المباراة التالية فقط: ليبيا في التصفيات، ثم قطر، فـتونس. الآن سوريا. لا وعود كبيرة ولا شعارات مرفوعة، فقط تركيز على 90 دقيقة هي التي ستحسم مصير الفدائي في البطولة.

اقرأ أيضًا: منتخب فلسطين يصعق قطر بهدف قاتل في افتتاح كأس العرب

مدرب منتخب فلسطين
مدرب منتخب فلسطين

بالنسبة لأبو جزر، لا يشكل التعادل عبئًا نفسيًا. يصفه بأنه واحد من سيناريوهات المباراة. المهم هو أن يتحكم فريقه في تفاصيل اللقاء وأن يحافظ على توازنه حتى اللحظة الأخيرة.

نحو إنجاز مستحق

يشدد المدرب على أن رغبة التأهل لا تأتي من منطلق الإنجاز الرياضي فقط، بل من منطلق الوفاء لمعاناة يعيشها شعب كامل.

يقول: نريد أن نحقق إنجازًا نستحقه. ومن يتابع الفدائي في هذه البطولة يعرف أن الفريق لا يلعب فقط من أجل النقاط، بل من أجل قصة أكبر تتجاوز المستطيل الأخضر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى