
ديلي سبورت عربي-وكالات
منذ تولّي المدير الرياضي الإسباني مونتشي مسؤولياته في صيف 2023، تبنّى نادي أستون فيلا الإنجليزي استراتيجية مزدوجة في سوق الانتقالات، تستهدف الموازنة بين تحقيق النجاح الرياضي والامتثال للوائح الاستدامة المالية.
استراتيجيتان واضحتان لـ أستون فيلا : اللاعب الجاهز و”المحتمل”
وفقاً لما نشرته شبكة The Athletic، تتوزع صفقات أستون فيلا على فئتين:
لاعبون جاهزون لتعزيز الفريق الأول تحت قيادة المدرب أوناي إيمري، حتى إن لم يكونوا ضمن التشكيلة الأساسية.
لاعبون شبّان “محتملون” يتم التعاقد معهم من دوريات أقل شهرة، بغرض تطويرهم على المدى المتوسط أو الطويل.
الصفقات في الفئة الثانية نادراً ما تتجاوز قيمتها 9 ملايين يورو، ويُنظر إليها كاستثمار مستقبلي أكثر من كونها دعماً فورياً.
استثمار منخفض، عائد مرتفع
خلال آخر 18 شهراً، باتت سياسة النادي واضحة: ضم مواهب غير معروفة نسبيًا تتراوح قيمتهم بين 5 إلى 9 ملايين يورو، وغالباً ما تتم إعارتهم مباشرة بعد التوقيع.
هذه المنهجية تسمح للنادي بجني أرباح محتملة مستقبلًا، سواء عبر تأهيل اللاعب للفريق الأول أو إعادة بيعه بأرباح، ما يحقق التوازن المالي المطلوب تحت ضغوط قواعد الاستدامة والربحية (PSR) في الدوري الإنجليزي.
هيكلة جديدة… وتحليل بيانات في صلب القرار
أحد أبرز تحولات أستون فيلا كان إعادة هيكلة قسم التوظيف والتحليل بقيادة مونتشي. طُلب من الكشافين التركيز على مناطق جغرافية محددة، كما تم نقل وحدة تحليل البيانات لتكون قرب مكتب المدير الرياضي، لتعزيز سرعة واتساق اتخاذ القرار.
أمثلة حية: اللاعبون “المحتملون” تحت المجهر
كوستا نيديليكوفيتش (صربيا)
انضم الظهير الأيمن الشاب من النجم الأحمر مقابل 9 ملايين يورو، ثم أُعير لناديه حتى نهاية الموسم. رغم مشاركته في تسع مباريات خلال التحضير، لم يُسجّل حضوره في الدوري، وأُعير لاحقاً إلى لايبزيغ الألماني مع خيار الشراء (لم يُفعّل).
سفيره نيبان (النرويج)
كان هدفاً لأستون فيلا، وأبدى النادي اهتماماً كبيراً بتأمين توقيعه، لكن بعد تأخره في الحسم، فَقَد النادي الثقة وأُغلق الملف.
نيبان انتقل في النهاية إلى مانشستر سيتي مقابل 12.5 مليون جنيه إسترليني، ما يعكس مرونة السياسة السعرية لدى فيلا.
أندريس غارسيا (إسبانيا)
الظهير الشاب القادم من ليفانتي مقابل 7 ملايين يورو شارك في 7 مباريات بالدوري، وأثبت قدرة على التكيف، مما قد يرفع قيمته السوقية مستقبلاً إلى ضعفين أو ثلاثة.
ياسين أوزجان (تركيا)
مدافع أعسر يبلغ من العمر 19 عاماً، جاء من قاسم باشا مقابل 7 ملايين + مليون حوافز.
لعب أكثر من 90 مباراة بالدوري التركي، وتُجرى تجربته حالياً في مراكز مختلفة، تمهيداً لتحديد موقعه النهائي بالفريق أو إمكانية إعارته.
ييمار موسكيرا (كولومبيا)
قادم من دوري الدرجة الثانية في كولومبيا، أُعير مباشرة إلى ريال أونيون الإسباني (التابع للنادي). يبلغ من العمر 20 عاماً ويخضع حالياً للتقييم الفني قبل اتخاذ قرار بشأن مستقبله.
مودو كيبا سيسيه (السنغال)
انضم من لاسك النمساوي مقابل 5 ملايين يورو، وتقررت إعارته مجدداً لناديه السابق.
لاعب وسط سابق تحوّل إلى قلب دفاع، ويُوصف بأنه “بوغبا الجديد” من قِبل مدربيه السابقين.
إحباط الجماهير… وواقعية الإدارة
هذه الصفقات “الهادئة” قد تُثير بعض الإحباط في صفوف جماهير النادي، خصوصاً أن أغلب هؤلاء اللاعبين لا يتركون بصمة فورية، بل قد لا يُشاهدون على الإطلاق بقميص الفريق الأول.
اقرأ أيضًا: أندية الدوري السعودي تستهدف ثنائي أستون فيلا بيلي ومارتينيز

لكن الإدارة تدرك هذه المعضلة جيداً، وهي تراهن على الزمن لإثبات صواب الرؤية الفنية.
النجاح… كيف يُقاس؟
في النهاية، تعتمد جدوى هذه السياسة على تعريف “النجاح” نفسه. في أستون فيلا، لا يُشترط أن يكون كل لاعب شاب هو “النجم القادم”، بل يكفي أن يُصبح: دعامة مستقبلية للفريق، أو أصلًا تجارياً يمكن بيعه بأرباح.
هذه الفلسفة تعكس أسلوب مونتشي التقليدي في “صناعة القيمة” أكثر من مجرد شراء الأسماء الكبيرة.




