ديمبيلي «الأفضل في العالم» بعد مبابي؟

ديلي سبورت عربي-وكالات
دخل عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، مواجهة نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام ريال مدريد كأحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام.
ديمبيلي .. من هامش التوقعات إلى قمة المجد مع باريس سان جيرمان
بعد الأداء اللافت الذي قدمه أمام الفريق الملكي، ازدادت التوقعات حول تتويجه كأفضل لاعب في العالم، وهو ما لم ينكره اللاعب نفسه، قائلاً: “أفكر في الكرة الذهبية، وأعلم أنني لست بعيداً عنها”.
موسم استثنائي… ثلاثية محلية وأبطال أوروبا
كان ديمبيلي جزءاً محورياً في موسم تاريخي لباريس سان جيرمان، حيث توج الفريق بثلاثية دوري أبطال أوروبا، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، ويطمح الآن لإكمال الرباعية بلقب كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.
وفي نصف النهائي، سحق سان جيرمان ريال مدريد برباعية نظيفة، في مواجهة حملت بُعداً شخصياً، حيث التقى ديمبيلي بزميله السابق كيليان مبابي، المنتقل إلى ريال مدريد.
المفارقة: باريس يتوّج بالأبطال بعد رحيل مبابي
رغم أن مبابي هو الهداف التاريخي لباريس برصيد 256 هدفاً منذ انضمامه في 2017، فإن الحلم الأكبر للنادي، وهو التتويج الأوروبي، تحقق لأول مرة بعد مغادرته.
ومن هنا، بدأ فصل جديد بقيادة عثمان ديمبيلي، الذي قدَّم في سن الـ28 أفضل مواسمه على الإطلاق.
أرقام ديمبيلي المذهلة
35 هدفاً
16 تمريرة حاسمة
52 مباراة في جميع المسابقات
هذه الإحصائيات جعلت منه النجم الأبرز في تشكيلة باريس الجديدة. وقال ناصر الخليفي، رئيس النادي، قبل مواجهة الريال: “إذا لم يفز ديمبيلي بالكرة الذهبية، فهناك مشكلة في هذه الجائزة”.
وقد جاء ديمبيلي إلى باريس في أغسطس 2023 مقابل 43.5 مليون جنيه إسترليني فقط، وكان حينها أحد الأسماء القوية لكن غير المتوقعة لقيادة المشروع الجديد.
لويس إنريكي أعاد صياغة دور ديمبيلي
مع رحيل مبابي، منح المدرب لويس إنريكي ديمبيلي حرية هجومية كاملة، مطالباً إياه بالتسجيل وصناعة الأهداف بفعالية أكبر.
فبدلاً من اللعب على الطرف كما في السابق، بات يؤدي دور المهاجم الوهمي، ويتحرك بحرية في عمق الملعب، ما زاد من تأثيره على إيقاع اللعب وبناء الهجمات.
ورداً على سؤال حول من يستحق الكرة الذهبية، قال مبابي: “هل سأصوّت لديمبيلي؟ نعم. خياري واضح”.
رحلة شاقة إلى القمة
منذ انتقاله إلى برشلونة في 2017 مقابل 135.5 مليون جنيه إسترليني، ظل ديمبيلي موضع جدل.
فرغم مهاراته الكبيرة، عانى من 14 إصابة عضلية خلال فترة لعبه مع النادي الكتالوني، ما أبعده عن الملاعب أكثر من 784 يوماً.
كما أثّرت مشاكله في الالتزام والانضباط—من السهر المتكرر إلى الغرامات المتراكمة—على فرصته في التألق.
نقطة التحول: الزواج والأبوة
لكن في أواخر 2021، تغيّر كل شيء. تزوج ديمبيلي من صديقته المغربية ريما في حفل مفاجئ لزملائه، وبعد فترة قصيرة، أصبح أباً.
تغيرت عاداته، وأصبح يعتمد على مختص تغذية فرنسي، ويخضع لجلسات علاج وقائي في بلاده، واستعاد اهتمامه بصحته البدنية والمهنية.
“لقد تغيّر كل شيء منذ زواجه”، يقول أحد المقربين منه. “أصبح أكثر نضجاً واستقراراً، وهو ما انعكس فوراً على مستواه”.
“أفضل من مبابي”؟ تصريحات قديمة تتحقّق
رئيس برشلونة خوان لابورتا وصفه ذات مرة بأنه “أفضل من مبابي”، بينما قال تشافي هيرنانديز إنه إذا تم استخدامه بشكل صحيح، فيمكن أن يصبح “أفضل لاعب في العالم”.
اقرأ أيضًا: لامين يامال يتحدى عثمان ديمبيلي على جائزة الكرة الذهبية


واليوم، وبعد سنوات من التذبذب، يبدو أن ديمبيلي بالفعل يقترب من تحقيق هذه النبوءة.
ديمبيلي… نجم باريس الجديد
مع رحيل مبابي، وغياب نيمار وميسي، كان باريس بحاجة إلى نجم جديد. ولم يكن هناك من ينتظر أن يكون عثمان ديمبيلي هو هذا الرجل، لكنه لم يخذل التوقعات.
بأسلوبه المتطور، وسرعته، ومراوغاته، بات اللاعب الأهم في مشروع باريس الجديد.
صعود عثمان لم يكن وليد لحظة أو نتيجة مباشرة لرحيل مبابي، بل حصيلة نضوج شخصي، وتطور تكتيكي، وعمل مستمر لإعادة بناء مسيرته.
وفي موسم 2023–2024، تحققت أخيراً التوليفة التي طال انتظارها: عثمان ديمبيلي، قائد باريس سان جيرمان… ونجم العالم القادم.




