
ديلي سبورت عربي _ وكالات
عندما ظهر ليونيل ميسي، وهو يوقّع عقده الجديد داخل موقع بناء ملعب ميامي فريدوم بارك، كانت الصورة رمزية أكثر منها احتفالية. لم يكن ذلك مجرد تمديد لعقد لاعب أسطوري، بل تأكيدًا على أن مغامرته الأمريكية لم تكن محطة عابرة، بل مشروع حياة.
ليونيل ميسي عقد طويل الأمد… ورؤية تتجاوز الملعب
العقد الجديد، الممتد حتى عام 2028، يُبقي ميسي في ميامي حتى بعد عيد ميلاده الثاني والأربعين. خطوة غير اعتيادية في عالم كرة القدم، لكنها منسجمة تمامًا مع مسيرته في الولايات المتحدة — حيث بات اللاعب الأهم في تاريخ الدوري الأمريكي (MLS) ليس فقط بالأرقام، بل بالتأثير.

منذ وصوله في صيف 2023، غيّر ميسي وجه اللعبة في البلاد: الحضور الجماهيري ارتفع، نسب المشاهدة تضاعفت، وقمصان ميامي وردية اللون أصبحت جزءًا من الثقافة الرياضية الجديدة في أميركا.
في موسمه الأول، قاد الفريق للفوز بكأس الدوريات، ثم درع المشجعين في 2024، وتُوّج أفضل لاعب في البطولة.
واليوم، بعد 82 مباراة، و71 هدفًا، و37 تمريرة حاسمة، يبدو أن القصة لم تنتهِ بعد.
بيكهام وماس… مشروع تحول إلى هوية
منذ تأسيس إنتر ميامي، وعد ديفيد بيكهام وشريكه خورخي ماس بـ”نادي يحلم مثل المدينة التي ينتمي إليها”. ومع تمديد ميسي، يشعران أن الحلم اكتمل.
قال ماس بعد الإعلان: “توقيع ليونيل حتى 2028 هو قصيدة حب لمدينتنا. ما نفعله ليس مجرد كرة قدم، بل بناء قصة عن الطموح.”
أما بيكهام، الذي كان أول من زرع فكرة “ميسي في ميامي” قبل سنوات، فقد بدا أكثر عاطفية من أي وقت مضى: “جلبنا أعظم لاعب في تاريخ اللعبة إلى مدينتنا. إنه التزام منا ومنه في الوقت نفسه — تجاه الجماهير، وتجاه كرة القدم في هذا البلد.”

تحديات قادمة… وحياة بعد برشلونة
في سن الثامنة والثلاثين، يعرف ميسي أن الرحلة لم تعد عن الألقاب فقط. لقد عاشها كلها — من برشلونة إلى باريس، ومن كأس العالم إلى كأس الدوريات. لكن البقاء في ميامي حتى 2028 يعني أكثر من مجرّد موسم آخر.
إنه إعلان نضج. مرحلة ما بعد الأسطورة، حين يصبح اللاعب مشروعًا ثقافيًا واقتصاديًا ورياضيًا في آن واحد.
مع اعتزال بوسكيتس وألبا، واقتراب عقد لويس سواريز من نهايته، سيخوض ميسي مرحلة انتقالية في ميامي — من نجم الفريق إلى “القائد المؤسس” للجيل القادم.
الملعب الجديد، الذي سيفتتح العام المقبل، سيكون بيته الأخير كلاعب.

عناوين أخرى تهمك
ليونيل ميسي… الاستثناء الدائم
منذ وصوله إلى الدوري الأمريكي، لعب ميسي 53 مباراة سجل خلالها 50 هدفًا. أرقام لا تصدّق في بطولة بدنية وسريعة الإيقاع.
ورغم أنه خاض الموسم الماضي أقل من نصف الدقائق الممكنة، فإن حضوره ظل طاغيًا. كل تمريرة، كل وقفة أمام الكرة، تحمل طاقة مختلفة — كما لو أنه يوقظ اللعبة في كل لمسة.




