
ديلي سبورت عربي-وكالات
على الرغم من تحقيقه 12 انتصاراً متتالياً—في أطول سلسلة في تاريخ المنتخب المغربي—يواجه وليد الركراكي، مدرب “أسود الأطلس”، موجة انتقادات متزايدة، وسط مطالب واضحة بتحسين الأداء قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها المملكة بين ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) المقبلين.
12 فوزاً متتالياً لا تُقنع الجماهير ولا الإعلام المغربي بـ الركراكي
آخر انتصارات المنتخب كانت على تونس (2-0) وبنين (1-0) في مواجهتين وديتين بداية يونيو، لتتجاوز سلسلة الركراكي الرقم السابق المسجل باسم وحيد خليلودجيتش (11 فوزاً متتالياً).
لكن الأداء الفني لم يواكب هذه النتائج، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية المنتخب للمنافسة على اللقب القاري.
أداء باهت واختيارات مثيرة للجدل
رغم توافر مجموعة من أبرز المواهب الكروية في تاريخ المغرب، تتكرر الانتقادات بشأن ضعف الأداء الجماعي، غياب أسلوب لعب محدد، وبطء في الإيقاع، إلى جانب قرارات فنية مثيرة للجدل تتعلق باختيارات التشكيلة.
حتى في مباراتي مارس ضد النيجر (2-1) وتنزانيا (2-0)، بدت العناصر الوطنية دون المستوى المتوقع، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للركراكي في الإعلام الرياضي المحلي.
ضغط الجماهير واستحقاق القارة
تترقب الجماهير المغربية بشغف فرصة التتويج باللقب الأفريقي الثاني بعد غياب دام نحو 50 عاماً، وسط توقعات عالية مرتبطة بتنظيم البطولة على أرض المملكة.
هذا الحلم تحول إلى ضغط حقيقي على الجهاز الفني، مع تنامي المطالب بتقديم أداء مقنع وليس فقط النتائج.
صحيفة المنتخب تساءلت مؤخراً: “أرقام قياسية، انتصارات متتالية وأسئلة استفهامية… فلماذا نحن غير مقتنعين؟”، بينما رأت صحيفة الصباح أن “منتخب الركراكي يواصل التقدم نحو الوراء”، ووصفت الأحداث المغربية وضع المدرب بـ”التخبط المحيّر”.
الركراكي يرد بعصبية: “أنا الأفضل في التاريخ”
ردّ وليد الركراكي على هذه الانتقادات بانفعال عقب مباراة بنين، قائلاً: “أحببتم أم كرهتم، أنا أفضل مدرب في تاريخ المنتخب حتى الآن”.
واستعرض حصيلة مشواره قائلاً: “شبابنا الفريق، وصلنا لنصف نهائي كأس العالم، حققنا 12 فوزاً متتالياً، ماذا تريدون أكثر؟”.
لكن هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ ذكّره المنتقدون بالخروج المخيب من كأس أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار، بعد خسارة أمام جنوب أفريقيا (0-2) في ثمن النهائي، رغم أن المنتخب كان أحد أبرز المرشحين بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022.
هل فشل الركراكي في التحول من “كرة المرتدات” إلى أسلوب هجومي متوازن؟
الصحافي الرياضي حمزة حشلاف يرى أن الجدل الحالي يعكس استمرار صدمة الخروج “الكاريكاتيري” من البطولة الأفريقية الأخيرة، مضيفاً: “بقينا ننتظر تغيّراً بعد كأس العالم… لكننا لم ننجح في تطوير الأسلوب”.
اقرأ أيضًا: الركراكي يعقد اجتماعًا خاصًا لاختيار الظهير الأيسر في معسكر “أسود الأطلس”

من جانبه، يشير الدولي السابق فخر الدين رجحي إلى أن “مستوى المنتخب لم يتطور منذ قطر”، مؤكداً أن الأداء في المباريات الأخيرة كشف عن “نقائص كبيرة”، مطالباً بطيّ صفحة المونديال والتركيز على المستقبل.
الاتحاد يجدد الثقة… لكن الشكوك مستمرة
رغم كل الجدل، أكدت مصادر من داخل الاتحاد المغربي لكرة القدم أن الركراكي مستمر في منصبه، ووصفت الوضع بأنه “طبيعي”.
لكن غياب التطور الواضح في الأداء، وتكرار الاعتماد على الأسماء نفسها، يطرح تساؤلات عميقة حول مدى جاهزية المنتخب للمنافسة في البطولة القارية.
الركراكي نفسه يراهن على “الانسجام والطاقة الإيجابية”، كما صرّح قبل الوديتين الأخيرتين: “أنا قادر عليها… لن تجدوا أفضل مني للفوز بالكأس”.




