إنجلتراالرئيسية

ليفربول 3 – 2 نيوكاسل | مراهق يحسم القمة في سانت جيمس بارك

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

في كرة القدم، هناك مباريات لا تُنسى، لا بسبب النتيجة فقط، بل بسبب السيناريوهات التي تبدو وكأنها مقتبسة من روايات خيالية. مباراة نيوكاسل يونايتد وليفربول في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2025/2026 كانت إحدى تلك الليالي.

فوز ليفربول 3-2 على أرضية “سانت جيمس بارك” حمل بصمات الدراما الخالصة: هدف قاتل في الدقيقة 100 من لاعب يبلغ 16 عامًا،

طرد مثير للجدل لأنطوني غوردون، عودة أسطورية من أصحاب الأرض بعشرة لاعبين، وانكسار جديد في أزمة ألكسندر إيساك الذي رفض المشاركة.

البداية النارية: جماهير غاضبة وأجواء كهربائية لليفربول ونيوكاسل

قبل صافرة البداية، كان الحدث الأكبر خارج المستطيل الأخضر: “إيساك دربي”. المهاجم السويدي الأشهر في نيوكاسل قاطع المباراة في ظل صراع مفتوح مع الإدارة ورغبة معلنة في الرحيل نحو ليفربول. جماهير “التون آرمي” رفعت الصوت إلى أقصى حد، لتصب جام غضبها على الريدز الذين اتُّهموا بزعزعة استقرار نجمهم.

ومع صافرة الحكم، تحولت المدرجات إلى بركان. كل تدخل بدني كان يُقابل بتصفيق، وكل خطأ من ليفربول كان يُستقبل بالهتافات. الأجواء بدت وكأنها مباراة نهائية لا تُلعب في أغسطس.

غرافنبرخ يفتتح التسجيل وسط الفوضى

رغم الهيجان الجماهيري، كان ليفربول أول من بادر بالتهديف. عند الدقيقة 28، تسلّم الهولندي ريان غرافنبرخ تمريرة من كودي غاكبو، ليطلق تسديدة منخفضة ارتطمت بقدم برونو غيمارايش قبل أن تسكن الشباك.
الجماهير صُدمت، والملعب انقلب فجأة من الصخب إلى الصمت، قبل أن يعود صوت الاحتجاجات سريعًا ضد الحكم.

لحظة الجنون: طرد غوردون

في الدقيقة 37، جاء المشهد الأكثر إثارة للجدل. قائد ليفربول فيرجيل فان دايك كان يبعد الكرة من منطقة الجزاء حين اندفع أنطوني غوردون بسرعة جنونية، وارتطمت أقدامه مباشرة بساق الهولندي.
الحكم أشهر البطاقة الصفراء أولًا، لكن تدخل تقنية الـVAR غيّر القرار إلى بطاقة حمراء مباشرة.

ومع خروج غوردون، بدا أن نيوكاسل يدخل في نفق مظلم.

اقرأ أيضاً: الوداد يعلن عودة زهير المترجي بعقد لثلاثة مواسم

ليفربول

إيكيتكي يضاعف النتيجة… وغياب إيساك يُلقي بظلاله

مع بداية الشوط الثاني، لم يمنح ليفربول أصحاب الأرض أي فرصة لاستعادة التوازن. الفرنسي هوغو إيكيتكي، هدف نيوكاسل في الصيف الماضي والذي انتهى به المطاف في أنفيلد، سجل الهدف الثاني في الدقيقة 47 بلمسة باردة داخل المنطقة.
المفارقة كانت قاسية: نيوكاسل يخسر 0-2 في غياب مهاجمه إيساك، بينما مهاجم كان على رادارهم يهز شباكهم بالقميص الأحمر.

عودة الجنون: برونو يقود الانتفاضة

لكن إذا كان هناك شيء يميز نيوكاسل تحت قيادة إيدي هاو، فهو رفض الاستسلام. رغم النقص العددي، اندفع الفريق بكل طاقته، مستندًا إلى صخب الجماهير.
في الدقيقة 65، أرسل ليفرامنتو كرة عرضية مثالية وجاءت ضربة رأسية من برونو غيمارايش لتعيد الأمل. الهدف أشعل المدرجات وأعاد المباراة إلى أجواء ملتهبة.

أوسولا… المنقذ البديل

بعد برونو، جاء الدور على الدنماركي ويليام أوسولا، المهاجم الشاب القادم من شيفيلد يونايتد. دخل بديلًا وترك بصمته فورًا. في الدقيقة 85، تلقى تمريرة ذكية، راوغ أليسون بيكر بحركة مذهلة ثم أرسل الكرة بين ساقيه لتستقر في الشباك.
النتيجة أصبحت 2-2، والجماهير اعتبرت ذلك معجزة صغيرة. حتى اللحظة، بدا أن نيوكاسل، بعشرة لاعبين ومن دون إيساك، أنقذ نقطة بطولية.

ريو نغوموها: ولادة نجم في الدقيقة 100

لكن كرة القدم لا تُكتب بالمنطق دائمًا. في الدقيقة 100، وبينما الجميع يترقب صافرة النهاية، ظهر الفتى ريو نغوموها.
اللاعب البالغ 16 عامًا، المنضم هذا الصيف من أكاديمية تشيلسي، استلم الكرة داخل المنطقة، وببرود الكبار سددها أرضية قوية داخل المرمى.
الصدمة كانت هائلة: الملعب سقط في صمت مطبق، والفرحة العارمة انفجرت في مدرج صغير مخصص لجماهير ليفربول.

عناوين قد تهمك:

نيوكاسل

قراءة في تفاصيل اللقاء

  1. لياقة بدنية استثنائية: رغم لعبهم بعشرة لاعبين لأكثر من ساعة، لم يتراجع نيوكاسل بدنيًا بل ضغط بقوة حتى النهاية.

  2. صلابة ليفربول الذهنية: بعد أن شاهدوا عودة أصحاب الأرض، لم يفقد لاعبو الريدز التركيز، ونجحوا في تسجيل هدف الفوز القاتل.

  3. فضيحة إيساك الغائب: وصفه التقرير الإنجليزي بـ”الساحر السويدي المتذمر”، غيابه عن المباراة كان حديث الساعة، وهدف نغوموها زاد الطين بلة بالنسبة لعلاقته مع النادي.

  4. تألق الشباب: نغوموها سرق العناوين، لكن أيضًا أوسولا من جانب نيوكاسل أكد أن الأسماء الجديدة قد تصنع الفارق هذا الموسم.

إحصائيات المباراة

ليفربول أكثر نادٍ نجح في الفوز أمام إدي هاو في مسيرة الإنجليزي التدريبية برصيد 19 انتصار

ريو نغوموها ثاني أصغر لاعب في تاريخ البريميرليغ يسجل هدف الفوز لفريقه، بعد واين روني أمام ارسنال 2002

ريو نغوموها رابع أصغر لاعب يسجل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد جيمس فوغان، جيمس ميلنر، واين روني

نغوموها (16 عام – 362 يوم) أصغر لاعب يسجل بقميص ليفربول في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، محطمًا رقم مايكل اوين (17 عام – 142 يوم)

سجل ريو نغوموها البالغ من العمر 16 عامًا هدف الفوز في الدقيقة 100 في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول، بعد 4 دقائق فقط من دخوله كبديل.

ردود الأفعال

  • إيدي هاو بدا محطمًا في المؤتمر الصحفي: “لقد قاتلنا حتى آخر ثانية، لكننا خرجنا بخسارة قاسية. لا يمكنني لوم اللاعبين”.

  • آرني سلوت، مدرب ليفربول، قال: “هذه الانتصارات الصغيرة في أغسطس قد تعني الكثير في مايو. نغوموها أثبت أن الأكاديمية لا تزال قادرة على صنع الفارق”.

  • جماهير نيوكاسل على وسائل التواصل الاجتماعي انقسمت: البعض حمل إيساك المسؤولية، وآخرون اعتبروا أن غياب الانضباط التحكيمي دمر الليلة.

مباراة للتاريخ

نيوكاسل 2 – 3 ليفربول لم تكن مجرد مباراة في الجولة الثانية من الدوري. كانت لوحة درامية تجسد قوة البريميرليغ: أهداف متأخرة، طرد مثير للجدل، نجم شاب يُولد في لحظة، ونادٍ عملاق يثبت أنه يعرف كيف يحسم المواجهات الكبيرة.
أما نيوكاسل، فسيبقى السؤال معلقًا: هل يستطيعون المضي قدمًا مع إيساك “المتمرد”؟ أم أن هذه الخسارة ستسرع خروجه وتفتح الباب أمام بناء جديد يقوده أوسولا ورفاقه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى