في ظل مارادونا وميسي.. لاوتارو مارتينيز يكتب فصلاً جديدًا مع الأرجنتين

ديلي سبورت عربي _ وكالات
في الوقت الذي كان فيه ملعب “هارد روك” في ميامي يغصّ بالأنصار، كان لاوتارو مارتينيز يعيش لحظة جديدة من لحظات نضجه الكروي. المهاجم الأرجنتيني الذي لطالما حملته الجماهير بين الأمل والشك، بات اليوم واحدًا من رموز التانجو الحديثة، بعد أن دوّن اسمه في سجل التاريخ متجاوزًا دييجو مارادونا. لكن المجد الدولي لا يأتي دون ثمن، وثمنه هذه المرة قد تدفعه جماهير إنتر ميلان.
ما بعد مارادونا
بهدفيه في مرمى بورتوريكو، وصل لاوتارو إلى 35 هدفًا دوليًا في 74 مباراة، متفوقًا على مارادونا (34) ومعادلًا رقم هيرنان كريسبو.
هي محطة رمزية لكنها كاشفة؛ إذ تُظهر كيف نجح اللاعب القادم من باهيا بلانكا في ترسيخ مكانته ضمن الجيل الذهبي الثاني من الكرة الأرجنتينية، خلف ميسي وباتيستوتا.
منذ ظهوره الأول بقميص المنتخب في 2018، لم يكن لاوتارو المهاجم الأكثر سحرًا، لكنه كان الأكثر التزامًا، والأقرب لفلسفة الفريق في مرحلة ما بعد ميسي.
قدرته على التحرك بين الخطوط، ضغطه المتواصل، وإحساسه بالمساحة جعلته جزءًا لا يتجزأ من منظومة ليونيل سكالوني، حيث بات الخيار الأول في مركز المهاجم الصريح حتى في وجود نجوم بحجم ألفاريز وديبالا.

لاوتارو مارتينيز.. موسم مزدوج الملامح
في ميلانو، يعيش لاوتارو حالة توازن دقيقة بين الإرهاق والطموح. بعد نهاية موسم شاق خسر فيه إنتر ثلاثة ألقاب في المراحل الأخيرة، بدأ القائد الأرجنتيني الموسم الجديد بطاقة مختلفة.
في 7 مباريات بجميع المسابقات، سجل 5 أهداف وصنع هدفًا واحدًا، وهي بداية تشير إلى عودته للفعالية أمام المرمى.
لكن الأرقام لا تروي القصة كاملة. في كل مرة يظهر لاوتارو في الملعب، يضيف للنيراتزوري أكثر من مجرد الأهداف — قيادة هادئة، وحضور ذهني يفرض الإيقاع، خاصة في اللحظات التي يفتقد فيها الفريق للتماسك.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو الاستمرارية، خصوصًا مع جدول مزدحم وإرهاق السفر من القارة الأمريكية.

معضلة إنتر: الإرهاق قبل القمة
إنتر يستعد لمواجهة روما على ملعب الأولمبيكو في مباراة قد تحدد ملامح المنافسة على الصدارة.
لكن ما يثير القلق في ميلانو هو توقيت عودة قائده، الذي خاض وديتين مع الأرجنتين بين ميامي وبورتوريكو. رحلة تمتد لأكثر من 8 آلاف كيلومتر، يعقبها وصول متأخر مساء الأربعاء، قبل أن يبدأ التحضيرات صباح الخميس — أي قبل المواجهة بيوم واحد فقط.
في حديث داخلي مع الطاقم الفني، يدرك تشيفو أن الحالة البدنية للاوتارو ستكون العامل الحاسم:
هل يمكنه المجازفة بإشراكه منذ البداية؟ أم يمنحه راحة جزئية في مباراة بهذا الثقل؟
في موسم طويل، مثل هذه القرارات الصغيرة قد تصنع الفارق بين المنافسة على اللقب وفقدانه.
عناوين أخرى تهمك
إنتر.. قوتان متناقضتان
أوروبياً، بدا إنتر فريقًا متماسكًا ومنظمًا؛ فاز على أياكس (2-0) وسلافيا براج (3-0)، وسجل خمسة أهداف دون أن يستقبل أيًا منها.
لكن في الكالتشيو، الصورة أكثر تعقيدًا: خسارتان أمام أودينيزي ويوفنتوس، و12 نقطة من 6 مباريات تضع الفريق في المركز الرابع خلف نابولي وروما.
الاختلاف بين البطولتين لا يرتبط فقط بالمستوى، بل بطبيعة الأداء. في دوري الأبطال، يمتلك الفريق توازنًا دفاعيًا نادرًا، بينما في الدوري يفتقد أحيانًا للحدة الذهنية، خاصة في الدقائق الأخيرة من المباريات.




