يايسله يرد على اتهام فقدان الشغف بعد تجديد عقده مع الأهلي السعودي

ديلي سبورت عربي – السعودية
عشية المواجهة القارية أمام الغرافة القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة، وجد ماتياس يايسله، مدرب الأهلي السعودي، نفسه في قلب جدلٍ جديد حول مستقبله وشخصيته داخل النادي.
فخلال المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، وُجه إليه سؤال مباشر من أحد الصحفيين حول ما إذا كان قد فقد شغفه بعد تجديد عقده في سبتمبر الماضي — اتهام أثار جدلاً واسعًا في الشارع الرياضي السعودي بعد سلسلة النتائج المتذبذبة لـ“الراقي”.
من التجديد إلى التراجع: أين الخلل؟.. سؤال ليايسله
سبعة لقاءات لم تقنع الجماهير
منذ إعلان النادي في 4 سبتمبر عن تجديد عقد يايسله حتى 2027 (مع خيار التمديد إلى 2028)، خاض الأهلي سبع مباريات في ثلاث بطولات، خرج منها بانتصارين فقط:
-
على ناساف الأوزبكي (4-2) في الجولة الأولى الآسيوية.
-
وعلى الحزم (2-0) في دوري روشن.
لكن الصورة الأكبر أكثر تعقيدًا:
-
4 تعادلات أمام الاتفاق (0-0)، الهلال (3-3)، الشباب (1-1)، والدحيل (2-2).
-
هزيمة مؤلمة أمام بيراميدز (1-3) أخرجته من كأس القارات للأندية.
هذه النتائج أوقفت زخم الأهلي بعد ثماني انتصارات متتالية قارياً، وأعادت الأسئلة القديمة حول قدرة المدرب الألماني على الحفاظ على الجوع الذهني بعد التجديد.
تحليل فني: الأهلي بين الهوية والفعالية
ضغط هجومي بلا عمق دفاعي
تكشف أرقام الأهلي في آخر خمس مباريات عن مشكلات متكررة في التحول الدفاعي:
-
استقبل الفريق 8 أهداف خلال تلك الفترة، رغم سيطرته في أغلب اللقاءات بنسبة استحواذ تجاوزت 60%.
-
معدل “الأهداف المتوقعة ضده” (xGA) ارتفع إلى 1.74 لكل مباراة، وهو الأعلى منذ بداية الموسم.
في المقابل، لا تزال القوة الهجومية حاضرة بفضل انسجام الثلاثي رياض محرز – غابري فيغا – روبرتو فيرمينو، لكن التفاوت في الأداء بين الشوطين يوحي بوجود إجهاد ذهني أكثر منه بدني.
يايسله نفسه ألمح إلى ذلك في تصريحاته الأخيرة حين قال:
“لدينا الجودة والمهارة، لكن ما نفتقده أحيانًا هو ردّ الفعل، لا الحماس ولا الانضباط.”
البعد النفسي: بين الشغف الفردي والروح الجماعية
تجديد عقد المدرب في منتصف الموسم غالبًا ما يُختبر بعد أول سلسلة نتائج سلبية.
في حالة يايسله، تزامن ذلك مع ضغط المباريات وتنوع البطولات — ما جعل انطباع الجمهور بأن المدرب “تشبّع” يبدو منطقيًا، ولو جزئيًا.
لكن رد فعله الإعلامي الأخير يكشف أن الألماني ما زال مدركًا لحساسية المرحلة:
هو لا ينكر وجود أزمة، لكنه ينقل مركز الثقل من شخصه إلى الفريق، في رسالة مفادها أن “التحفيز لم ينتهِ، بل يجب أن يصبح جماعيًا”.
اقرأ أيضاً: أشرف حكيمي يحتفل بتتويج منتخب المغرب للشباب: “المستقبل لنا”

التوقعات قبل موقعة الغرافة
الأهلي يدخل مواجهة الغرافة على ملعب الإنماء بجدة محمّلًا بضغط النتائج المحلية، وبحاجة ماسة للفوز لتأكيد صدارته القارية.
ويرى متابعون أن أي تعثر جديد — خصوصًا في دوري الأبطال الذي يحمل لقبه — قد يعيد فتح النقاش حول خيارات النادي الفنية.
لكن الانتصار سيعيد صياغة السرد بالكامل، إذ سيُثبت أن مشكلة الأهلي ذهنية مؤقتة وليست بنيوية، وأن يايسله ما زال يملك القدرة على توجيه البوصلة نحو البطولات.
خلاصة تحليلية
المدرب الألماني رفض الاتهام الأخطر في مسيرته السعودية بنبرة القائد لا المدافع.
وبينما يتساءل الجمهور عن “الشغف”، يبدو يايسله أكثر انشغالًا بـ“الاستجابة” — وهي المفردة التي تلخّص فلسفة المدرب الألماني منذ وصوله إلى جدة.
🔵 “الشغف لا يُفقد بتجديد عقد، بل حين تتوقف عن الإيمان بالفريق” — جملة غير منطوقة من يايسله، لكنها تلخص موقفه.




