إنجلتراالرئيسية

نيوكاسل يواجه معضلة.. توسعة سانت جيمس بارك أم بناء ملعب جديد بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني؟

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

لطالما كان نيوكاسل يونايتد أحد الأندية الكبيرة في كرة القدم الإنجليزية، لكنه الآن يسعى للانضمام إلى صفوف عمالقة أوروبا. فمنذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على النادي، شهد الفريق تطورًا ملحوظًا شمل استقدام نجوم عالميين، والعودة إلى دوري أبطال أوروبا، والوصول إلى نهائيات البطولات المحلية مرتين في آخر ثلاثة مواسم.

ومع ذلك، هناك عنصر أساسي لا يزال غائبًا عن النادي وجماهيره المتحمسة، وهو ملعب يليق بمكانته الجديدة بين الأندية الكبرى. فرغم أن ملعب سانت جيمس بارك يعدّ أحد أقدم الملاعب في إنجلترا ويتميز بأجوائه الفريدة، إلا أن قدرته الاستيعابية وبنيته التحتية أصبحتا غير ملائمتين لطموحات النادي.

إرث سانت جيمس بارك في فريق نيوكاسل

يُعدّ سانت جيمس بارك أحد أقدم الملاعب في إنجلترا، حيث استضاف أول مباراة موثقة عام 1880، قبل أن يصبح موطنًا لنيوكاسل يونايتد منذ تأسيس النادي عام 1892. مرّ الملعب بعدة مراحل تطويرية، حيث ارتفعت سعته إلى 30,000 مشجع عام 1899، ثم إلى 60,000 بعد فوز الفريق بلقبه الأول في الدوري عام 1905.

ومع تطبيق قوانين جديدة تتعلق بالجلوس في الملاعب، تراجعت السعة الاستيعابية إلى 36,610 مقاعد بحلول عام 1995، وهو ما دفع النادي للبحث عن خيارات للتوسع. وفي عام 2000، تم تنفيذ مشروع توسعة بقيمة 43 مليون جنيه إسترليني، مما رفع سعة الملعب إلى 52,304 مقاعد، ليصبح ثامن أكبر ملعب في إنجلترا والسابع في الدوري الممتاز.

لكن خلال حقبة المالك السابق مايك آشلي، شهد النادي فترات من التراجع، مما أدى إلى انخفاض الحضور الجماهيري وتسجيل حالتي هبوط إلى دوري الدرجة الأولى. ومع استحواذ الملاك الجدد على النادي، عاد الملعب ليكون ممتلئًا بالمشجعين في كل مباراة، مما دفع الإدارة إلى إعادة النظر في مستقبل الاستاد.

لماذا التغيير الآن؟

يعود التفكير في توسيع الملعب أو بناء استاد جديد إلى عدة أسباب، أبرزها الطلب الكبير على التذاكر، حيث يجد المشجعون صعوبة بالغة في حضور المباريات. كما أن زيادة سعة الاستاد ستعزز إيرادات يوم المباراة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل قوانين اللعب المالي النظيف (FFP) ومخططات الاستدامة المالية (PSR).

بالإضافة إلى ذلك، مع افتتاح إيفرتون لملعبه الجديد في 2025 وخطط التوسعة لملعبي مانشستر سيتي وآرسنال، قد يجد نيوكاسل نفسه متأخرًا عن منافسيه من حيث البنية التحتية والاستادات الحديثة.

الخيار الأول: توسعة سانت جيمس بارك

تفضّل إدارة النادي خيار توسعة الاستاد الحالي، حيث يتطلب المشروع استثمارًا ضخمًا “لمرة واحدة في الجيل”، وفقًا لما صرّح به المدير التنفيذي براد ميلر. وستتركز التوسعة على “مدرج جالوجيت” لزيادة سعته بشكل كبير، على غرار مدرج “الجدار الأصفر” الشهير في ملعب بوروسيا دورتموند، مما سيرفع سعة الملعب إلى 60,000-65,000 مشجع، ليصبح ثاني أكبر ملعب في الدوري الممتاز بعد أولد ترافورد.

ومع ذلك، تواجه خطة التوسعة تحديات قانونية ولوجستية، حيث تقع خلف “المدرج الشرقي” مجموعة من المباني التاريخية المصنفة، إضافة إلى امتلاك أحد رجال الأعمال المحليين لقطعة أرض حيوية تمنع التوسعة في تلك المنطقة. كما أن الطرق المحيطة بالملعب تعدّ شريانًا رئيسيًا لمستشفى “رويال فيكتوريا”، مما يجعل أي تغييرات فيها معقدة للغاية.

الخيار الثاني: بناء ملعب جديد

الخيار الآخر يتمثل في بناء ملعب جديد يتسع لحوالي 70,000 مشجع، ما سيمثل قفزة كبيرة في البنية التحتية للنادي. وقد يُبنى الاستاد الجديد في “حديقة ليزز”، وهي منطقة مجاورة لسانت جيمس بارك، إلا أن هذا المقترح يواجه معارضة قوية بسبب الطبيعة التاريخية للحديقة وتصنيفها كمنطقة محمية.

إذا قرر النادي المضي قدمًا في بناء الاستاد الجديد، فسيحتاج للعب في ملعب مؤقت طوال فترة الهدم والبناء. ومن بين الخيارات المطروحة اللعب في “ملعب مورايفيلد” في إدنبرة، وهو ما قد يسبب مشاكل لجماهير الفريق بسبب المسافة الكبيرة التي تتجاوز 120 ميلاً (حوالي 5 ساعات ذهابًا وإيابًا بالسيارة). بدائل أخرى تشمل “ملعب ريفرسايد” في ميدلسبره، أو بناء الاستاد الجديد في “جوسفورث بارك”، وهي منطقة تبعد خمسة أميال شمال الملعب الحالي.

اقرأ أيضاً: ليفربول – باريس سان جيرمان | مهمة صعبة للباريسيين في ملعب أنفيلد

نيوكاسل

التكلفة والتحديات المالية

التكلفة ستكون عاملًا حاسمًا في اتخاذ القرار. فتوسعة سانت جيمس بارك قد تتكلف حوالي مليار جنيه إسترليني، وهو مبلغ هائل مقارنة بمشاريع توسعة ملاعب أخرى مثل مشروع أنفيلد رود الذي كلف 80 مليون جنيه إسترليني فقط.

أما بناء استاد جديد، فقد تصل تكلفته إلى 2-3 مليارات جنيه إسترليني، متجاوزًا حتى تكلفة ملعب توتنهام هوتسبير الجديد، الذي بلغت قيمته مليار جنيه إسترليني. وهذا يعني أن القرار المالي سيكون بالغ الأهمية، حيث يجب على النادي موازنة العائدات المستقبلية مقابل التكاليف الباهظة.

ماذا سيحدث لاحقًا؟

أكد المسؤولون في نيوكاسل يونايتد أنهم في المراحل الأخيرة من دراسة القرار، ومن المتوقع الإعلان عن الاتجاه الذي سيتخذه النادي قريبًا. وكما صرّح المدير التجاري بيتر سيلفرستون: “ما هو واضح أننا بحاجة إلى تلبية الطلب الكبير على التذاكر. لدينا قاعدة جماهيرية متحمسة ترغب في حضور المباريات، ولا يمكننا تلبية هذا الطلب حاليًا”.

سواء اختار نيوكاسل توسعة سانت جيمس بارك أو بناء استاد جديد، فإن الخطوة القادمة ستكون مفصلية في مسيرة النادي نحو التحول إلى قوة كبرى في كرة القدم الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى