الرئيسيةكأس العالم 2026

قبل مواجهة سان سيرو: إيطاليا تبحث عن المستحيل… وتسير نحو الملحق

ديلي سبورت عربي _ وكالات

في مدينة كيشيناو الهادئة، وفي ملعب لم يمتلئ سوى بجزء صغير من مقاعده، حققت إيطاليا فوزًا يبدو عاديًا في الأرقام، لكنه ثقيلٌ في معانيه. تغلّب الأزوري على مولدوفا بهدفين دون رد، وخرج بثلاث نقاط كانت ضرورية أكثر من كونها مُرضية. ومع ذلك، لم يفعل هذا الانتصار البسيط الكثير لتغيير حقيقة كبرى: التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026 أصبح شبه مستحيل.

مجموعة تفرّدت فيها النرويج… وإيطاليا تدفع ثمن البداية

منذ السقوط القاسي 0-3 أمام النرويج في بداية التصفيات، بدا أن ايطاليا تخلّت طوعًا عن المسار السهل. النرويج بقيادة إيرلينغ هالاند كانت فريقًا مختلفًا: أكثر حدة، أكثر وضوحًا، وأكثر قدرة على فرض نسق هجومي مرعب. سبع مباريات، سبعة انتصارات، 33 هدفًا، وأربعة فقط في الشباك.

ايطاليا، على الجانب الآخر، لعبت دور المطارد المتأخر. ستة انتصارات وخسارة واحدة، أرقام جيدة في سياق عام، لكنها لا تشكّل ضغطًا حقيقيًا على فريق يملك فارق أهداف +29 مقارنة بـ +12 فقط للأزوري.
والنتيجة واضحة:
إيطاليا تحتاج إلى الفوز على النرويج بفارق 9 أهداف في سان سيرو الأحد المقبل. معادلة يعرف الجميع أنها لا تحدث إلا في ألعاب الفيديو.

إيطاليا
الأزوري يضمن بطاقة الملحق المؤهل الى كأس العالم

فوز بلا بريق… وصداع في المدرجات

أمام مولدوفا، لم يكن الأداء كارثيًا. لكن لم يكن ملهِمًا أيضًا. سيطرت ايطاليا على الكرة، منعت الخصم من أي تسديدة على المرمى، لكنها ظلت معطوبة في الشرارة الأخيرة. ثم جاء الهدفان في الشوط الثاني لتخفيف الضغط، لكن التوتر كان حاضرًا طوال الوقت.

ورغم قلّة الجمهور في المدرجات، فإن الاحتجاجات كانت واضحة. بعض الهتافات طالبت اللاعبين “بالعمل”، وأخرى حملت نبرة استياء غير معتادة في مباراة كهذه.

جاتوزو: بين الغضب والدفاع عن لاعبيه

جينارو جاتوزو، كما يعرفه الجميع، لا يجيد الدبلوماسية. ما زال ذلك اللاعب الذي يشبه الانفجار أكثر من التصريح الهادئ. وبعد المباراة، بدا واضحًا أن غضبه ليس موجّهًا إلى فريقه بقدر ما هو موجّه إلى الجماهير.

قال في المؤتمر الصحفي، بنبرة لم تُخطئها الآذان:
“ماذا تقصدون بأن هذا لم يكن أفضل أداء؟ سيطرنا على المباراة. مولدوفا لم تسدد كرة واحدة على مرمانا”.

وأضاف: “إذا كنتم تتوقعون نتيجة 11-1 مثل النرويج، فهذه ليست مشكلتي. لا توجد مباريات سهلة”.

لم يكن الحديث تكتيكيًا بقدر ما كان صرخةً ضد حالة الصخب التي رافقت المنتخب. “بعد العودة من بلادنا وسماع أكثر من 500 مشجع يُهينون اللاعبين؟ هذا غير مقبول. هذا وقت الوحدة، لا الشتات”.

غاتوزو
غاتوزو يرفض الاستسلام

البلاي أوف… الطريق الذي تعرفه إيطاليا جيدًا

حسابيًا، ما زال الباب مفتوحًا. واقعيًا، الجميع في كوفرتشيانو بدأ يستعد فعليًا لسيناريو مارس المقبل، حيث ينتظر المنتخب الإيطالي طريقًا طويلًا في الـ”بلاي أوف”مرحلة لم ينسَ الإيطاليون ألمها في 2018، ولا صدمتها في 2022.

لكن المفارقة أن المنتخب الآن يبدو مختلفًا: أكثر صلابة، لكن أقل إبداعًا. أقل عشوائية، لكن أقل قدرة على الحسم.

عناوين أخرى تهمك 

سان سيرو واستحالة الـ«9 أهداف»

لم يعد الحديث عن مواجهة النرويج مباراة “الحياة أو الموت”. تحوّلت إلى مساحة اختبار فقط: اختبار للهوية، للجرأة، ولقدرة الأزوري على مقارعة فريق يُبهر أوروبا بخطّه الهجومي.

الفارق كبير، والاحتمال ضعيف، وحظوظ التأهل المباشر لا تساوي أكثر من هامش رياضي نظري. لكن بالنسبة لإيطاليا، هناك قيمة أخرى في هذه المباراة: “اختبار الشخصية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى