إنجلتراالرئيسية

ليفربول – برينتفورد | العودة الأوروبية القوية تهيء الريدز لانتصار محسوم

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

لم يكن الفوز بخماسية على فرانكفورت في دوري الأبطال مجرد انتصارٍ عابر، بل كأنه صرخة تنفس بعد الغرق، لكن في مساء السبت، في ملعب جيتك كوميونيتي (Gtech Community Stadium)، سيواجه ليفربول الحقيقة ذاتها التي حاول الهروب منها لأسابيع:
هل عاد حقًا… أم أن الانفجار الأوروبي مجرد ومضة مؤقتة؟

ليفربول.. العودة من الهاوية

ثلاث هزائم متتالية في الدوري.
أهدافٌ متأخرة تنزع النقاط من بين الأصابع.
وشكٌ يتسلل حتى إلى الأيقونة الأكبر في أنفيلد: محمد صلاح.

منذ فبراير 2021، لم يعش ليفربول سلسلة بهذا السواد.
لكن التاريخ يعلّمنا أن هذا النادي لا ينهار بصمت — بل يعود بعاصفة.
كانت عاصفته الأولى في فرانكفورت، حيث فاز 5–1، وكأن الفريق قرر أن يفرغ كل الغضب دفعة واحدة.
أهدافٌ بخماسية مختلفة الأسماء، وخطوطٌ هجومية تتحرك بانسجامٍ بعد طول صمت.
لكن السؤال الأكبر قبل مواجهة برينتفورد:
هل يمكن تحويل ذلك الانفجار الأوروبي إلى اتزانٍ محلي؟

صلاح… بين الأرقام والرمزية

في عالم ليفربول، محمد صلاح ليس مجرد جناح هداف.
إنه “مؤشر النبض” الذي يُظهر حالة المنظومة كلها.
وعندما يتراجع صلاح، يبدو وكأن كل شيء آخر يتباطأ خلفه.

لأول مرة في مسيرته داخل أنفيلد، يمر بسبع مباريات دون هدفٍ من اللعب المفتوح.
الأرقام قاسية:
انخفض معدله التهديفي إلى 0.25 هدف/90 دقيقة، ومؤشر الـxG إلى 0.30 فقط.
لكن الأرقام، كما يعرف الجميع في ليفربول، لا تحكي القصة كلها.

صلاح لا يزال الوجه الذي يخشاه الخصوم، اللاعب الذي يمكن أن يُعيد توجيه الموسم بلمسة واحدة.
ومع إصابة إيساك، سيعود النجم المصري إلى التشكيلة الأساسية، ليس لأن الأرقام تفرض ذلك، بل لأن الإيمان به لا يزال قائمًا.

برينتفورد… فريق لا يخاف الكبار

برينتفورد لا يمتلك الأسماء البراقة، لكنه يملك شيئًا أكثر قيمة: الهوية.
فريق كيث أندروز بات من أكثر فرق البريميرليغ انضباطًا، لا يضيع الوقت في الاستعراض، ولا يخشى الأسماء الكبرى.
انتصاره الأخير على وست هام 2–0 كشف وجهه الحقيقي — فريق يعرف كيف يخنق خصمه بالضغط، ثم يضربه في لحظة ضعف.

النجم البرازيلي إيغور تياغو يعيش موسمه الخاص: 5 أهداف بدقة تسديد تبلغ 69%، وخطورة دائمة في المساحات الضيقة.
إلى جانبه، الشاب مايكل كايودي، الذي خلق 7 فرص في مباراة واحدة، رقم لم يحققه أي لاعب آخر في الدوري هذا الموسم.

أمام هذا الثنائي، سيحتاج دفاع ليفربول إلى كل شيء: تركيز فان دايك، سرعة كوناتي، وهدوء مامارداشفيلي.

اقرأ أيضاً: الهلال يحسم كلاسيكو الاتحاد الخامس على التوالي بثنائية ليوناردو

ليفربول

سلوت… الرجل الذي يُعيد ضبط الإيقاع

منذ وصول آرنه سلوت (Arne Slot) إلى ميرسيسايد، كان واضحًا أنه يسعى لشيءٍ مختلف.
لم يأتِ ليكرّر أسلوب كلوب، بل ليزرع فلسفة جديدة:
الضغط الواعي بدل الضغط الجنوني، التمرير المحسوب بدل الفوضى المنظمة.

لكن المرحلة الانتقالية دائمًا مؤلمة.
تراجع النتائج كشف هشاشة الفريق الذهنية أمام الضغط، وأظهر كم أن ليفربول بعد كلوب لا يزال مشروعًا قيد البناء.
ومع ذلك، بدا في فرانكفورت أن “الرسالة وصلت أخيرًا”.

الفريق يهاجم كمجموعة، لا كأفراد.
التمريرات تتناوب بين ماك أليستر وسوبوسلاي بسلاسة، واللمسة الأولى باتت حاسمة كما كانت في أوج الفريق قبل موسمين.
المفتاح الآن: الاستمرارية.

السيناريو الأقرب

ليفربول يدخل المباراة بجراحٍ بدأت تلتئم.
وبرينتفورد يدخلها بثقةٍ تفيض من واقعيته.
الأول يملك الجودة، الثاني يملك الخطة.

لكن إذا نجح ليفربول في تجنّب فخ التراخي الدفاعي في الدقائق الأخيرة — تلك اللعنة التي لاحقته في كل خساراته الأخيرة — فسيكون قادرًا على العودة بالنقاط الثلاث.

صلاح مرشحٌ ليكسر الصيام، وربما تكون هذه الليلة بداية استعادة المجد الشخصي.

توقع المباراة

📊 احتمالات أوبتا:

  • فوز ليفربول: 54%
  • تعادل: 22.5%
  • فوز برينتفورد: 23.5%

🎯 التوقع التحليلي:
برينتفورد 1 – 2 ليفربول
⚽ صلاح (هدف)، إكيتكي (هدف) – إيغور تياغو (هدف)

ليفربول الآن في مفترق الطرق:
إما أن تكون خماسية فرانكفورت هي بداية الصحوة، أو مجرد قناعٍ يخفي الارتباك.

لكن في ملعب الجيتك، بين جماهير لا ترحم وخط دفاعٍ عنيد، سيُختبر معدن البطل الحقيقي.
ربما لم يعد هذا الفريق كما كان في 2019، لكنه لا يزال يملك شيئًا لا يمكن شراؤه في سوق الانتقالات:
الذاكرة.
ذاكرة الانتصار، ذاكرة الإيمان، ذاكرة ليفربول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى