موعد مباراة سوريا وفلسطين والقنوات الناقلة

ديلي سبورت عربي _ وكالات
في عالم كرة القدم، قليلون هم من يدخلون مباراة دور مجموعات ويشعرون بثقل التاريخ أكثر من ثقل الخصم أمامهم. في الدوحة، عندما يطلق الحكم صافرة بداية مواجهة سوريا وفلسطين على عشب استاد المدينة التعليمية، لن يكون الصراع على صدارة المجموعة الأولى مجرد بحث عن مركز أفضل، بل محاولة لكتابة سطر جديد في دفتر كرة قدم مشحون بالعاطفة للبلدين معًا.
تنطلق مواجهة الفريقين في تمام الساعة 20:00 بتوقيت مكة المكرمة. وستنقل المباراة على شبكة قنوات beinsport، دبي الرياضية، الكأس.
سوريا – فلسطين.. من يحسم موقعة الصدارة
بالنسبة لفلسطين، قد يكفي التعادل لتحقيق تأهل أول تاريخي إلى ربع نهائي كأس العرب، بعد خمس مشاركات لم تتجاوز فيها حدود الدور الأول منذ نسختها الأولى عام 1963. رحلة طويلة من الانتظار، جيلًا بعد آخر، تقترب الآن من لحظة قد تُدخل المنتخب في زمن جديد، زمن مختلف، يتجاوز كونه “قصة ملهمة” إلى كونه مشروعًا تنافسيًا.
تأهل تاريخي ينتظر الفدائي
لكن الحكاية الفلسطينية في هذه النسخة لم تبنَ على الحظ ولا على ضوضاء العواطف، بل على صلابة خط دفاع صامد وتحولات سريعة وروح قتالية لا تهدأ. الفوز على قطر بهدف قاتل ثم العودة أمام تونس من تأخر بهدفين إلى تعادل مثير 2-2، رسّخ معادلة لم تكن مألوفة في الماضي: منتخب فلسطين ليس فقط خصمًا شرسًا، بل فريقًا يعرف كيف ينهض، ويستمر في القتال حتى اللحظة الأخيرة.
إيهاب أبو جزر الرجل الهادئ خارج الخطوط قدّم منتخبا جريئًا، سريعًا، لا يعتمد على اسماء لامعة بقدر ما يعتمد على كتلة واحدة تتحرك بروح مشتركة. تلك النسخة الفلسطينية – مزيج من لاعبين محليين ومحترفين في دوريات عربية وآسيوية توحي بأن المستقبل أقرب مما كان يتصوره المتابعون.

سوريا تبحث عن اللقب الأول
على الجانب الآخر، سوريا تدخل المباراة برصيد النقاط ذاته، وبذاكرة قريبة تزيد الضغط وتُعزز الطموح. الانتصار على تونس من كرة ثابتة نفذها عمر خريبين بلمسة لاعب يعرف متى يؤذي، ثم هدفه أمام قطر الذي حرم أصحاب الأرض فوزًا محتملا في الأنفاس الأخيرة، رسم صورة منتخب لا يزال قادرًا على تفجير اللحظات الكبرى.
سوريا بلدٌ يعرف ما يعنيه أن تسير كرة القدم على طريق مليء بالعثرات قدمت نسخة متوازنة بين الانضباط التكتيكي واللحظات الفردية المؤثرة. قد لا تكون القائمة الأكثر امتلاء بالأسماء الكبيرة، لكنها تضم لاعبين تعلموا أن الكرة أحيانًا مسألة صبر أكثر من كونها مهارة.

حين يلتقي التاريخ بالأرقامالمواجهة ليست جديدة. 12 مباراة سابقة، خمس منها انتهت بالتعادل، بينما فازت سوريا خمس مرات وخرجت فلسطين بانتصارين فقط. لكن كرة القدم ليست دفتر نتائج، بل لعبة سياق وثقة ولحظة تتغير بلمسة قدم أو انزلاق مدافع.
عناوين أخرى تهمك
التعادل يمنح الطرفين بطاقة العبور، لكنه اختبار لأبعد من الحسابات الرقمية. إنه سؤال أخلاقي كما هو تكتيكي: هل تخوض مباراة لتتجنب الخسارة أم لتحقق الفوز؟وهل تخاطر بالضغط من أجل التاريخ، أم تؤمّن الطريق نحو الدور التالي بأقل تكلفة ممكنة؟




