الرئيسيةرياضات أخرى

هولك هوغان: بين أسطورة المصارعة وشبهة الرحيل الغامض

ديلي سبورت عربي – وكالات

رحل أسطورة المصارعة الحرة هولك هوغان عن عمر يناهز 71 عامًا في 24 يوليو 2025، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا ضخمًا وصدمة لجماهيره المنتشرة حول العالم.

لم يكن خبر وفاته مجرد حدث عابر في سجل الرياضة العالمية، بل تحوّل إلى قضية مثيرة للجدل بعد أن أعلنت شرطة مدينة

كليرواتر – فلوريدا فتح تحقيق رسمي في ملابسات رحيله، وسط تضارب في الروايات الطبية وتناقض في تصريحات أفراد

عائلته. بين الرواية الرسمية التي تحدثت عن احتشاء حاد في عضلة القلب، والفرضيات الأخرى التي ألمحت إلى خطأ طبي

أو حتى شبهة قتل، يبقى مصير “هولكمانيا” الأخير غامضًا ومفتوحًا على احتمالات شتى.

هولك هوغان.. رمز ثقافي قبل أن يكون مصارعًا

لا يمكن الحديث عن وفاة هوغان دون التوقف عند تأثيره الثقافي والشعبي. فقد كان أكثر من مجرد بطل حلبات؛ كان رمزًا

لأجيال الثمانينات والتسعينات، ومثالًا على القوة والروح الأميركية في حقبة الحرب الباردة. من بطولاته المتعددة في WWE

وWCW، إلى دخوله عالم السينما والبرامج التلفزيونية، نجح في صناعة صورة “البطل الخارق” الذي يتجاوز حدود الرياضة.

لذلك، لم يكن خبر وفاته حدثًا رياضيًا فحسب، بل صدمة ثقافية أثارت ردود أفعال عالمية.

الرواية الرسمية للوفاة

بحسب وثائق نشرتها Us Weekly وتقارير شرطة كليرواتر، فإن سبب الوفاة يعود إلى احتشاء حاد في عضلة القلب.

  • فرق الطوارئ تلقت بلاغًا الساعة 9:51 صباحًا، وتم نقله إلى مستشفى مورتون بلانت حيث أُعلن عن وفاته رسميًا.

  • التقرير الطبي أشار أيضًا إلى أن هوغان كان يعاني من سرطان الدم الليمفاوي المزمن، ما يزيد فرضية أن حالته الصحية كانت هشة.

لكن هذه الرواية لم تمر بهدوء، إذ سرعان ما تصدرت عناوين الصحف أسئلة محرجة:
هل كانت الوفاة طبيعية فعلًا؟ أم أن هناك عوامل أخرى تم إغفالها عمدًا؟

فرضية الخطأ الطبي

أحد أكثر التفاصيل إثارة للجدل جاء على لسان اختصاصي علاج طبيعي كان حاضرًا في منزله، حيث قال إن العصب الحجابي تعرض لقطع خلال عملية جراحية أجراها هوغان مؤخرًا، وهو ما قد يكون سبب فشلًا تنفسيًا أدى إلى توقفه عن التنفس.

  • زوجته سكاي ديلي أكدت أيضًا هذا الطرح، وقالت في تصريح لـ TMZ Sports إن هناك “ضررًا” تعرض له العصب أثناء العملية.

  • هذا التصريح فتح الباب واسعًا للحديث عن إهمال طبي أو خطأ جراحي محتمل.

اقرأ أيضاً: ريال أوفييدو 0-3 ريال مدريد | مبابي كلمة السر

هولك هوغان
هل وفاة هوغان طبيعية؟

تضارب روايات العائلة

الغموض ازداد مع تصريحات بروك هوغان، ابنة الراحل:

  • نفت تمامًا أن والدها كان مصابًا بالسرطان، وقالت إنها كانت تتابع تحاليله باستمرار، بل وصف أحد الأطباء دم هوغان بأنه “مثل دم شاب في الخامسة والعشرين”.

  • اعتبرت أن الإعلان عن إصابته باللوكيميا بعد الوفاة “أمر غريب”.

  • أضافت أنها لا تعرف ما إذا كان الجثمان قد تم حرقه وفق وصيته، ما جعل الملف أكثر ضبابية.

في المقابل، أكد نيك هوغان (الابن) أن العائلة علمت بوجود خطة لتشريح الجثة، لكنه شدد على أن النتائج ستبقى سرية احترامًا لوصية والده.

هذا التناقض بين الابنة والابن، إضافة إلى صمت الزوجة حول نتائج التشريح، جعل الشكوك تتضاعف في أوساط الإعلام والجماهير.

الشرطة والتحقيقات الجارية

شرطة كليرواتر أعلنت رسميًا أن التحقيق مفتوح ويشمل:

  • مراجعة السجلات الطبية.

  • التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية.

  • استجواب الشهود الموجودين خلال الحادثة.

لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن نتائج قاطعة، وهو ما يترك المجال للتكهنات والشائعات حول وجود شبهة جنائية، خاصة مع رواج فرضية أن وفاته لم تكن طبيعية.

الإعلام بين الحقيقة والتكهن

وسائل الإعلام الأميركية لعبت دورًا كبيرًا في تضخيم الجدل:

  • TMZ Sports ركزت على فرضية الخطأ الطبي.

  • Us Weekly نشرت وثائق عن وفاته نتيجة “أزمة قلبية حادة”.

  • منصات التواصل الاجتماعي امتلأت بنظريات مؤامرة عن احتمال “اغتياله” بسبب صراعات شخصية أو مالية.

هذا التضارب جعل الرأي العام في حالة انقسام، بين من يرى أن الوفاة طبيعية تمامًا، ومن يصر على أن هناك ما يُخفى عن الجمهور.

جنازة غائبة وتأبين مؤجل

أثار تأخر العائلة في تنفيذ وصية هوغان بحرق جثمانه الكثير من الجدل.

  • زوجته صرحت بأنها لا تعرف موعدًا محددًا لحرق الجثمان.

  • ابنته بروك قالت في منشور عبر إنستغرام: “قد يكون تم بعد الوفاة مباشرة أو لم يحدث بعد. لا أعلم شيئًا”.

غياب الشفافية في هذه النقطة زاد من الغموض وأعطى انطباعًا بأن هناك تفاصيل تُدار بسرية مطلقة

عناوين قد تهمك:

هولك هوغان

هل قُتل هولك هوغان؟

هذا هو السؤال الذي يطرحه كثيرون اليوم.

  • إذا كانت الوفاة بسبب خطأ طبي، فإنها تدخل في باب الإهمال، وهو ما يختلف قانونيًا وأخلاقيًا عن الوفاة الطبيعية.

  • أما إذا ثبت وجود تعمد أو إهمال جسيم، فقد تتحول القضية إلى قتل غير مباشر أو “جريمة طبية”.

  • ومع غياب نتائج التحقيق، تبقى الإجابة معلقّة.

هوغان بين الأسطورة والجدل الأبدي

ربما لم يكن هوغان ليتوقع أن رحيله سيكون بهذه الضبابية. لكن ما هو مؤكد أن اسمه سيظل حاضرًا في تاريخ الرياضة والثقافة الشعبية الأميركية.

  • هو الرجل الذي ملأ حلبات المصارعة بهتاف “هولكمانيا”.

  • وهو نفسه من يثير اليوم نقاشًا عالميًا حول الشفافية الطبية و”حق الجماهير في معرفة الحقيقة”.

رحيل هولك هوغان لم يكن مجرد حدث مأساوي، بل قضية رأي عام تجمع بين عناصر الدراما: أسطورة رياضية، وفاة غامضة، عائلة منقسمة، وتحقيقات مفتوحة.
إلى أن تعلن شرطة فلوريدا نتائجها النهائية، ستبقى أسئلة كثيرة بلا إجابة:

  • هل مات هوغان موتًا طبيعيًا نتيجة أزمة قلبية؟

  • أم كان ضحية خطأ طبي؟

  • أم أن هناك قصة أعمق لم تُكشف بعد؟

ما هو مؤكد أن الجماهير ستظل تتابع بشغف تفاصيل القضية، مثلما تابعت نزالته الأسطورية في الحلبة، وأن اسم هوغان سيظل محفورًا في الذاكرة بين الأسطورة الرياضية و اللغز الغامض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى