إيطالياالرئيسية

أليغري يفتح النار على أداء ميلان: كنا أغبياء في بعض المواقف

ديلي سبورت عربي _ وكالات

في ليلة كان من المفترض أن تكون مجرد خطوة روتينية أخرى نحو القمة، اختار ميلان العودة إلى عاداته القديمة في تقديم الهدايا السخية للمنافسين. النتيجة، تعادل بطعم الهزيمة 2-2 أمام بارما على ملعب “سان سيرو”، تركت المدرب ماسيميليانو أليغري في حالة غضب مشروع، ووصف فريقه بـ “الأغبياء” لتحويل تقدم مريح بهدفين نظيفين إلى نقطة يتيمة.

​قد يرى البعض أن التعادل ليس كارثة، ولكن بالنسبة لفريق يطمح للمنافسة على لقب “السكوديتو”، فإن إهدار التقدم بهذه الطريقة يكشف عن مشكلة نفسية وعقلية أعمق بكثير من مجرد أخطاء تكتيكية.

​ميلان ينهي الشوط الأول في المقدمة

​بدأ ميلان المباراة بروح الفريق الذي يريد حسم الأمور مبكراً. هدف أليكسيس ساليمايكرز في الدقيقة السابعة أعطى شعوراً بالسيطرة، وعزز رافاييل لياو النتيجة بركلة جزاء في الدقيقة 22. عند هذه النقطة، كان جمهور “الروسونيري” يخطط للاحتفال بثلاث نقاط سهلة.

ميلان
الروسونيري يفرط بانتصار في المتناول

​ولكن كما نعلم، في كرة القدم، لا شيء يقتل الروح المعنوية للفريق الذي يشعر بالخسارة أكثر من هدف “سرقة” قبل نهاية الشوط مباشرة. أدريان برنابي فعلها لبارما، بهدف جاء في توقيت قاتل تماماً قبل الصافرة، ليُعيد الأمل إلى غرفة ملابس الضيوف ويُرسل رسالة تحذير إلى ميلان مفادها: “المباراة لم تنتهِ بعد”.

ميلان.. ​الانهيار العقلي.. الشك يتسلل

​هذا التحذير لم يستقبله لاعبو ميلان بالشكل المطلوب. وفقاً لأليغري، كان الشوط الثاني عبارة عن تراجع كامل:

​”أضعنا نقطتين ثمينتين. كنا شبه نائمين. دخلنا الشوط الثاني بشكل غير منظم، وسمحنا لبارما بالتحكم في المباراة عبر رميات التماس والركلات الركنية.”

​تلك الكلمات تلخص العلة. ليس الأمر متعلقاً بالجهد البدني بقدر ما يتعلق بالتركيز الذهني. إنريكو ديلبراتو سجل هدف التعادل في الدقيقة 60 من رأسية، كاشفاً عن حالة من التراخي الدفاعي والهشاشة في التعامل مع الكرات الثابتة.

بارما
بارما يعود من بعيد

​هنا يكمن الفرق بين الفريق البطل والفريق الذي يكتفي بمركز متقدم. البطل ينهي المباراة عندما تتاح له الفرصة، ولا يترك أي فرصة للشكوك أن تتسلل. أليغري أشار إلى هذا التذبذب النفسي قائلاً: “كانت مسألة نفسية… الشكوك تسللت إلى عقول اللاعبين بعد هدفهم.”

​إستوبينيان وكبش فداء غير عادل

​عندما سُئل عن أداء الظهير الإكوادوري بيرفيس إستوبينيان، الذي ارتكب أخطاء دفاعية واضحة بعد عودته من إصابة طويلة، كان رد أليغري أكثر حكمة من الانتقاد المباشر:

​”إستوبينيان عاد للتو بعد إصابة طويلة… المسؤولية ليست على عاتق لاعب واحد فقط، كان علينا جميعًا أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات.”

​رد المدرب هنا يوضح أنه يرى المشكلة كـ مشكلة جماعية وليست فردية. في الحقيقة، عندما يخسر فريق تقدم بهدفين، فإن الخطأ يبدأ من الخط الأمامي الذي فشل في تسجيل المزيد، ويمر بخط الوسط الذي سمح باستحواذ الخصم، وينتهي بالدفاع.

عناوين أخرى تهمك 

​ضريبة الطموح

​اعتراف أليغري في نهاية حديثه كان الأكثر إيلاماً: “كنا أغبياء بعض الشيء… الحقيقة هي أننا تركنا 6 نقاط خلفنا ضد فرق مثل كريمونيزي، بيزا، وبارما هذا الموسم. هذا لا يمكن أن يحدث إذا أردنا التنافس على القمة في الدوري الإيطالي.”

​هذا هو اللب. النقاط الـ 6 المهدرة أمام فرق في المتناول هي ضريبة تدفعها فرق المنتصف، وليست الفرق التي تريد رفع الكأس.

​ميلان فريق يملك الموهبة والجودة الفردية لتحقيق الانتصارات، ولكن ما يفتقده هو الغريزة القاتلة والثبات العقلي لتحويل الأداء الجيد إلى نتيجة مضمونة. هذا التعادل هو دعوة صارخة لـ “الروسونيري” ليُدركوا أن المنافسة على القمة تتطلب أكثر من مجرد تسجيل الأهداف الجميلة؛ إنها تتطلب صلابة ذهنية لا تتأثر بالشكوك أو الأخطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى