إنجلتراالرئيسية

نقمة تحولت الى نعمة.. كيف استفاد تشيلسي من قرار الفيفا الأخير

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

عندما انضم ميخايلو مودريك إلى تشيلسي في يناير 2023 قادمًا من شاختار دونيتسك مقابل 56 مليون جنيه إسترليني (قابلة للزيادة إلى 88 مليونًا)، كان يُنظر إليه كأحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا،

جناح سريع بقدرة على المراوغة وصناعة الفارق، يشبه في جموحه الهجومي أيام إيدن هازارد الذهبية. لكن ما حدث خلال

العامين التاليين كان أبعد ما يكون عن الحلم: تراجع في المستوى، ضغوط نفسية هائلة، ثم أخيرًا إيقاف بداعي تعاطي مواد محظورة.

ورغم أن الأمر يبدو كارثيًا على المستوى الفردي للاعب وعلى صورته العامة، إلا أن إدارة تشيلسي وجدت نفسها – على نحو

مفاجئ – مستفيدة ماليًا من هذه الأزمة، خصوصًا فيما يتعلق بقيود اللعب المالي النظيف وقوانين تسجيل اللاعبين في بطولات أوروبا.

أزمة مودريك مع تشيلسي

مودريك أوقف في ديسمبر الماضي بعد فشله في اختبار منشطات، وهو ما أبعده عن الملاعب بشكل كامل.

الجناح الأوكراني (24 عامًا) لا يزال يتقاضى راتبه الأسبوعي البالغ نحو 97 ألف جنيه إسترليني، لكنه غير مسموح له باللعب

محليًا أو قاريًا حتى إشعار آخر.

اللاعب كان مُسجّلًا في قائمة تشيلسي لبطولة دوري المؤتمر الأوروبي الموسم الماضي، ما يعني أن وجوده في حسابات

اليويفا المالية لهذا الموسم كان سيكبّل النادي ويمنعه من إضافة أسماء جديدة بسهولة.

قيود اليويفا على تشيلسي

في يوليو الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تغريم تشيلسي 27 مليون جنيه إسترليني بسبب مخالفات مالية

سابقة. لم يكتفِ بالعقوبة المالية فقط، بل فرض قيودًا إضافية على تسجيل اللاعبين في البطولات الأوروبية.

أبرز هذه القيود أن إجمالي الكلفة السنوية للاعبين (رواتب + إهلاك عقود/Amortisation) في قائمة الـ25 لاعبًا لدوري الأبطال

يجب أن يكون أقل من الرقم المسجل الموسم الماضي في البطولة الأوروبية (دوري المؤتمر).

وهنا جاءت “النعمة المقنّعة”: غياب مودريك القسري عن القائمة سمح لتشيلسي بتحرير مبلغ ضخم كان سيثقل الكفة.

اقرأ أيضاً: الزمالك يواصل انتصاراته ويعتلي صدارة الدوري المصري بعد الفوز على فاركو

تشيلسي

الأثر المالي لإبعاد مودريك

وفق حسابات ذا صن، الكلفة السنوية لمودريك بالنسبة للاتحاد الأوروبي تبلغ نحو 17 مليون جنيه إسترليني، تشمل راتبه

الأسبوعي العالي وقسط الإهلاك السنوي من قيمة صفقة انتقاله.

وبالتالي، فإن استبعاده من القائمة الأوروبية هذا الموسم أتاح مساحة كافية لتشيلسي لتسجيل خمس صفقات صيفية بارزة:

  • جواو بيدرو (من برايتون – 60 مليون)

  • جيمي غيتنز (من دورتموند – 52 مليون)

  • جوريل هاتو (من أياكس – 37 مليون)

  • ليام ديلاپ (من إيبسويتش – 30 مليون)

  • إستيفاو ويليان (من بالميراس – 29 مليون)

وبحساب الكُلف السنوية لهؤلاء اللاعبين، فإنها تعادل تقريبًا نفس المبلغ الذي وفّره غياب مودريك وبيع بعض الأسماء الأخرى.

استراتيجية تشيلسي في سوق الانتقالات

تشيلسي لم يكتفِ بالاستفادة من إيقاف مودريك، بل عزز الموقف عبر صفقات بيع استراتيجية، أبرزها:

  • نوني مادويكي إلى أرسنال مقابل 52 مليون (حقق النادي ربحًا محاسبيًا يتجاوز 30 مليونًا).

  • كيران ديوسبري-هال إلى إيفرتون مقابل 28 مليون.

  • ليزلي أوجوتشوكوو وأرماندو بروخا إلى بيرنلي بمبالغ معتبرة.

  • إنهاء إعارة جادون سانشو (وتوفير 7.5 مليون كأجور سنوية).

هذه التحركات ضمنت توفير ما يقارب 60 مليون جنيه إسترليني، أي ما يكفي لتغطية رواتب وكُلف صفقات الصيف الجديدة.

الجانب الفني – من يخسر أكثر؟

على الصعيد الكروي، قد يبدو أن تشيلسي يخسر جناحًا سريعًا وموهوبًا. لكن الحقيقة أن مودريك لم ينجح في تقديم الأداء المتوقع منذ وصوله، إذ سجل أرقامًا ضعيفة مقارنة بسعره الكبير. غيابه لم يؤثر سلبيًا على الفريق، خصوصًا مع بروز أسماء مثل كول بالمر وإستيفاو ويليان الذين يثيرون حماس الجماهير ويعيدون للأذهان سحر هازارد.

الجماهير نفسها بدأت تتقبّل فكرة أن “الحقبة الجديدة” لا مكان فيها لمودريك، حتى لو عاد من الإيقاف لاحقًا.

السؤال القانوني والأخلاقي

من زاوية أخرى، يطرح الوضع الحالي سؤالًا أخلاقيًا: هل يُعقل أن يستفيد نادٍ ماليًا من إيقاف لاعب بسبب منشطات؟

الجواب معقد. صحيح أن تشيلسي لم يسعَ لمعاقبة مودريك، لكن القوانين المالية لليويفا تعامل اللاعبين غير المؤهلين ببساطة كـ”عبء مالي مستبعد”، ما يتيح للنادي إعادة توزيع موارده.

عناوين قد تهمك:

مودريك
انفراجات للبلوز بعد عدم تسجيل مودريك في القوائم

ماذا عن مستقبل مودريك؟

يبقى السؤال الكبير: هل لمودريك مستقبل في تشيلسي بعد انتهاء فترة الإيقاف؟

من الناحية الفنية، من الصعب تخيل عودته ليصبح ركيزة أساسية في ظل المنافسة القوية على المراكز الهجومية، خصوصًا مع قدوم إستيفاو، وبروز بالمر، ومحاولات النادي لضم غارناتشو أو تشافي سيمونز.

ومن الناحية الاقتصادية، راتبه المرتفع سيظل عائقًا أمام أي بيع، إلا إذا قبل بتخفيض راتبه أو تمت إعارته لاحقًا.

“نعمة مقنّعة”

بجمع كل الخيوط، يمكن القول إن إيقاف مودريك تحوّل إلى “نعمة مقنّعة” لتشيلسي:

  • ساعد النادي على الالتزام بقيود اليويفا.

  • أتاح تسجيل صفقات جديدة في دوري الأبطال.

  • خفف الضغوط الجماهيرية والإعلامية على اللاعب نفسه.

  • أعطى مساحة لوجوه شابة وواعدة لتثبت نفسها.

لكن هذه “النعمة” لا تمحو الخيبة من استثمار ضخم لم يُؤت ثماره، ولا تُخفي احتمال أن يتحوّل مودريك إلى “صفقة فاشلة” في تاريخ تشيلسي، شبيهة ببعض الأسماء التي لم تصمد طويلًا في ستامفورد بريدج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى