
ديلي سبورت عربي ـ إنجلترا
في مباراة نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، تلقى توتنهام هوتسبير درسًا قاسيًا بعد أن خسر أمام ليفربول بنتيجة 4-0 في المباراة الثانية على ملعب أنفيلد، مما يُعيد التأكيد على تراجع أداء الفريق في اللحظات الحاسمة من الموسم.
انهيار تكتيكي وإحصائي لتوتنهام
لم يستطع توتنهام تسجيل أي تسديدة على المرمى خلال الشوط الكامل، وهو أمر غير مسبوق في عهد المدرب أنجي بوستيكوغلو، حيث قال المعلق والناقد جيمي ريدناب “لا أستطيع تصديق أن الفريق لم يسجل أي تسديدة على المرمى في مباراة نصف نهائي”. إذ أن الفريق تمكن من تنفيذ خمس تسديدات فقط مقارنةً بليونيل ليفربول الذي نفذ 26 محاولة، وقدرت نسبة استحواذ ليفربول على الكرة بـ 64%، مما أجبر لاعبي توتنهام على الجلوس في نصف ملعبهم دفاعًا.
تأثير الهزيمة على مسيرة الموسم
تأتي هذه الهزيمة ضمن موسم يُواجه فيه توتنهام أزمة حقيقية، إذ يتطلع النادي إلى إنهاء رحلة البحث عن كأس، إلا أن الأداء في هذه المباراة يُظهر أن الفريق لا يزال يفتقر إلى الحافز والقدرة على تغيير مجرى المباريات الكبرى. وقد كانت هذه الهزيمة الأكبر في محاولة الفريق لاقتناص لقبه، خاصةً وأنهم كانوا يواجهون احتمال الدخول في صراع الهبوط في الدوري الإنجليزي.
أسلوب اللعب وتكتيكات بوستيكوغلو المقلوبة
كان واضحًا أن أسلوب أنجي بوستيكوغلو المعتاد قد تُرك جانبًا في هذه المباراة، حيث اختفى أسلوب الضغط المعتاد الذي يعتمد عليه توتنهام. فقد تم تسجيل أهداف لليفربول بسهولة في الدقائق الأخيرة من المباراة، بينما لم يكن هناك أي محاولات جادة لإحداث تغيير أو محاولة لفرض أسلوب هجومي من قبل توتنهام، مما جعل النتيجة مفروشة من البداية. وقد أثار هذا الأمر استغراب المعلقين والمحللين، بما في ذلك جيمي ريدناب، الذي وصف الأداء بـ”العبثية المطلقة” وتساءل متى سيتغلب توتنهام على ضعفهم التاريخي في المباريات الكبيرة.
اقرأ أيضاً: موعد قرعة نصف نهائي كأس إسبانيا

التحديات المستقبلية وتأثير الإصابات
في ظل هذه الهزيمة، يعاني توتنهام من أزمة إصابات خانقة؛ فقد خرج اللاعب ريتشارليسون من المباراة في الشوط الأول بسبب إصابة، وهو ما يزيد من العبء على الفريق الذي يعتمد على اللاعبين الشباب لتغطية الغيابات. علاوة على ذلك، فإن معاناة توتنهام تتجاوز حدود تكتيكات بوستيكوغلو، حيث يرى بعض النقاد أن تاريخ النادي يشير إلى أن توتنهام نادراً ما يُحدث مفاجأة في المباريات الكبرى، مما يعكس ثقافة متأصلة من الفشل في اللحظات الحاسمة.
آراء المحللين والجماهير
انتشرت تعليقات ناقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعض المشجعين أن مشكلة توتنهام تكمن في الإدارة والتاريخ الذي لا يُظهر أي علامات على الانتصارات الكبيرة في المباريات الحاسمة. وعلق أحد المشجعين قائلاً:
“توتنهام… متى يفوزون بمباراة كبيرة؟ لا أحد يتوقع منهم شيئًا مميزًا أبدًا.”
كما أعرب الناقد جيمي كاراغر عن استيائه قائلاً:
“لم يكن هناك شك منذ البداية أن ليفربول سيفوز؛ توتنهام لا يفاجئ أحدًا أبدًا.”
تُعد هذه الهزيمة بمثابة إشارة واضحة على أن السبيرز لا يزال يواجه تحديات جذرية في خططهم التكتيكية وأدائهم في اللحظات الحاسمة. مع استمرار أزمة الإصابات والاعتماد على لاعبي الشباب،
يبقى السؤال قائمًا حول قدرة بوستيكوغلو على إعادة تشكيل الفريق وتقديم الأداء الذي يليق بتاريخهم في المباريات الكبرى. وفي الوقت الذي تستعد فيه الجماهير لمواجهة قادمة حاسمة في كأس الاتحاد الإنجليزي، يبدو أن الفريق بحاجة إلى تغيير جذري لإعادة الثقة وتحقيق الانتصارات.




