
ديلي سبورت عربي _ وكالات
يجد ليفربول نفسه على مفترق طرق حقيقي هذا الأسبوع، حيث تُلقي الأضواء على موقعة “أنفيلد” ضد الغريم الأزلي مانشستر يونايتد في إطار المرحلة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز. هذه ليست مجرد مواجهة كلاسيكية؛ إنها عملية “جرد حساب” ضرورية لمدى مرونة مشروع المدرب الجديد أرنه سلوت وقدرته على إعادة الفريق إلى “الشخصية القاسية” التي تميز بها.
شرخ في الإيقاع والمنظومة
بدأ الريدز بخمس انتصارات متتالية، مغازلًا حلم الاستعادة السريعة للعرش، قبل أن ينهار الإيقاع بشكل غير متوقع. ثلاث هزائم متتالية اثنتان في الدوري أمام كريستال بالاس وتشيلسي، وثالثة أوروبية مؤلمة أمام غلطة سراي كشفت عن “هشاشة بنيوية” غير مألوفة في خط الدفاع.
المؤشر الأكثر إثارة للقلق هو استقبال شباك الفريق لـ 9 أهداف في 7 مباريات. هذا الرقم يمثل تناقضًا صارخًا مع هوية فريق سلوت الذي يعتمد على الضغط العالي المضاد (Gegenpressing) كعنصر وجودي. يبدو أن محاولات المدرب لإضفاء “مرونة تكتيكية” على عملية البناء من الخلف لم تستقر بعد، تاركة مساحات خلفية مكشوفة تُعاقب الفريق فور فشل الضغط الأول. إن التوازن بين المجازفة الهجومية والسيطرة الدفاعية هو التحدي اللحظي الذي يواجه الطاقم الفني.

محمد صلاح البحث عن انطلاقة جديدة
على المستوى الفردي، يعيش محمد صلاح، الذي كان دومًا “بوصلة الفاعلية” الهجومية، فترة من التذبذب. لم يفقد النجم المصري حسه التهديفي بشكل كلي، لكن حدته في “الاقتحام العميق” واستغلال “أنصاف المساحات” تبدو أقل من المعتاد. تعلّق الآمال الآن على أن ينجح الوافدان الجديدان، فلوريان فيرتز وألكسندر إيزاك، في إضافة “ديناميكية هجومية” جديدة تُعيد الزخم وتفكك التكتلات الدفاعية.
التحدي في “الميرسيسايد” اليوم يتجاوز مجرد الأرقام؛ إنه يتعلق بإعادة بناء الثقة النفسية التي سمحت للفريق بالهجوم بشراسة والضغط بثقة مطلقة دون الخوف من العواقب.

مانشستر يونايتد: عملية إعادة بناء ذهنية
على الجانب الآخر، يواجه مانشستر يونايتد تحديًا لا يقل تعقيدًا. الفريق الذي لم يتذوق طعم الانتصار في “أنفيلد” منذ عام 2016، يخوض مرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم، الذي يسعى لتطبيق فلسفته القائمة على التوازن التكتيكي والانضباط العالي.
لكن أموريم يدرك أن العقبة الحقيقية أمام “الشياطين الحمر” في المباريات الكبرى هي عقبة نفسية بامتياز. فالفريق يعاني من “تراجع ثقة مزمن” في المواعيد الكبرى، ويسعى المدرب إلى خلق “استقرار ذهني” أولًا قبل تطبيق التعقيدات الفنية. اليونايتد، الذي يحتل المركز العاشر برصيد 10 نقاط، يعتمد على نتيجتيه الإيجابيتين الأخيرتين في أنفيلد (تعادلان) كدافع لكسر عقدة الفوز الغائب.

سطوة التاريخ والضغط المتضاعف
يملك ليفربول “سجلًا تاريخيًا حديثًا” واضح التفوق، إذ لم يهزم أمام مانشستر يونايتد في البريميرليغ سوى مرة واحدة في آخر 14 مواجهة. كما نجح “الريدز” في التسجيل في 10 من آخر 11 لقاء بين الطرفين. هذا الإرث يمنح لاعبي سلوت إحساسًا بالأفضلية، ولكنه يضع عليهم ضغطًا مضاعفًا لتأكيد التفوق، بدلًا من الركون إلى التاريخ.
سلوت، الذي يدرك جودة “الضغط الجماهيري” في أنفيلد، يرى أن الحل يكمن في العودة إلى “الأساسيات القاسية”: التماسك الدفاعي أولًا، التحول السريع الفعّال، واستغلال المساحات خلف خطوط الضغط المتقدمة. بالنسبة لليفربول، المباراة هي فرصة “تطهير” وتصحيح مسار، خصوصًا بعد خسارة الصدارة بفارق نقطة لصالح أرسنال.
نظرة على بقية المشهد: ثبات أرسنال وقلق تشيلسي
في لندن، يواصل أرسنال، متصدر الترتيب، إظهار “مرونة أرتيتا” عبر التعامل بنضج مع غياب أسماء وازنة مثل جابريال جيسوس وكاي هافرتز. مواجهة فولهام تبدو فرصة لتأكيد أن البناء المستمر منذ ثلاثة مواسم يمنح الفريق قدرة فريدة على تجاوز الأزمات قصيرة المدى.

في المقابل، يواجه تشيلسي نظيره نوتنجهام فورست تحت ضغط هائل على المدرب أنج بوستيكوغلو، الذي لم يحقق أي فوز في سبع مباريات متتالية. ورغم الدعم الإداري المعلن، فإن وضع الفريق في المركز السابع عشر برصيد خمس نقاط يشير إلى “أزمة ثقة” عميقة لا يمكن إخفاؤها.
عناوين أخرى تهمك
- انخفاض اللمسات والمراوغات والتسديدات.. هل دخل محمد صلاح مرحلة الأفول؟
- جوردان هندرسون يكشف جراح الرحيل عن ليفربول في حديث صريح
أخيرًا، يبدو مانشستر سيتي في “وضع مثالي” بعد سلسلة من سبع مباريات دون هزيمة. فريق بيب جوارديولا، الذي يستضيف إيفرتون، يسعى لتحقيق فوزه الثالث تواليًا، مؤكدًا أن “الآلة السماوية” تعمل بهدوء وهدوء أكبر مما كانت عليه في بداية الموسم.




