
ديلي سبورت عربي – إسبانيا
يعيش ريال مدريد واحدة من أفضل بداياته في السنوات الأخيرة مع مدربه الجديد تشابي ألونسو، بعدما نجح في تحقيق العلامة الكاملة بحصد خمس انتصارات من خمس مباريات في الدوري الإسباني.
الأداء الهجومي المتنوع والتوازن الدفاعي شكّلا مزيجاً إيجابياً رفع سقف التوقعات، لكن كما جرت العادة في محيط “سانتياغو برنابيو”، لم تغب النقاشات الحادة والانتقادات، سواء داخل غرفة الملابس أو خارجها.
قضية فينيسيوس جونيور… توتر متجدد في ريال مدريد
أكثر الملفات سخونة تمثل في غضب النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي جلس احتياطياً في افتتاح دوري أبطال أوروبا أمام مرسيليا، ثم أبدى امتعاضه الشديد بعد استبداله في الدقيقة 77 ضد إسبانيول. اللاعب لم يكمل سوى مباراة واحدة من أصل 12 مع ألونسو، ما أثار التكهنات حول علاقته بالمدرب. ورغم أن الشائعات ربطت الأمر بمفاوضات تجديد عقده المعقدة، أكدت مصادر مقربة أن قرارات المشاركة تعود حصراً للمدرب، في مشهد يعيد إلى الأذهان علاقة فينيسيوس المتوترة مع زين الدين زيدان سابقاً.
سياسة التدوير تثير الجدل
تشابي ألونسو يبدو مصراً على سياسة التدوير الواسعة، إذ لم يكرر التشكيلة نفسها في أي من مبارياته الست حتى الآن، وهو ما يمنح الفريق مرونة كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يثير استياء بعض النجوم. وحدهم تيبو كورتوا، وألفارو كاريراس، وأوريلين تشواميني، وكيليان مبابي، حافظوا على موقع أساسي ثابت، بينما تناوب البقية على المقاعد. هذه السياسة تعكس رغبة المدرب في إبقاء الجميع في جاهزية، لكنها تحمل مخاطر على مستوى الاستقرار النفسي للاعبين.
عودة بيلينغهام وكامافينغا… خبر سار
الجماهير تلقت دفعة معنوية كبيرة بعودة الثنائي جود بيلينغهام وإدواردو كامافينغا بعد غيابات طويلة بسبب الإصابة. الأول عاد بعد 73 يوماً والثاني بعد 150 يوماً، ليعزز ذلك خيارات ألونسو في خط الوسط. كما خطف المدافع إيدر ميليتاو الأضواء بهدف رائع في مرمى إسبانيول، وسط ارتياح الطاقم الطبي الذي يرى أن اللاعب يسير بثبات نحو استعادة كامل إمكاناته.
غونزالو غارسيا يخيب الآمال
على الجانب الآخر، فشل المهاجم الشاب غونزالو غارسيا في استغلال فرصته الأولى كأساسي هذا الموسم. اللاعب لم يسدد أي كرة على المرمى وخسر الاستحواذ خمس مرات قبل أن يتم استبداله، ما يعكس الفجوة بين تطلعات الجماهير والواقع الذي يعيشه خط الهجوم البديل.
اقرأ أيضاً: نيوكاسل في حالة توتر.. هل بعثر إيساك أوراق الماكبايس بالفعل!!؟

أزمات دفاعية متتالية
الخط الخلفي للنادي الملكي يمر بمرحلة صعبة. إيقاف دين هويسن بعد رفض الاستئناف على طرده أمام ريال سوسيداد، إلى جانب طرد داني كارفاخال ضد مرسيليا وإصابة ترينت ألكسندر-أرنولد، كلها أمور أربكت حسابات ألونسو. وتزداد الأزمة تعقيداً بعد إصابة أنطونيو روديغر بتمزق عضلي قد يبعده حتى ديسمبر، وسط تكهنات حول رحيله في الصيف المقبل إلى الدوري السعودي. هذه الغيابات تجعل من مهمة المدرب الإسباني في تثبيت منظومة دفاعية قوية أكثر تعقيداً.
جدل حول الكرة الذهبية
بعيداً عن المستطيل الأخضر، أثار ريال مدريد الجدل بقراره عدم إرسال أي ممثل رسمي إلى حفل الكرة الذهبية في باريس، رغم وجود عدة لاعبين ولاعبات من صفوفه بين المرشحين. هذا الموقف يراه الكثيرون احتجاجاً صامتاً على ما يعتبره النادي ظلماً متكرراً بحق نجومه، خاصة بعد إدراكه أن فينيسيوس جونيور لن يفوز بالجائزة. النادي كرر بذلك موقفه من العام الماضي، في إشارة إلى استمرار التوتر مع منظمي “فرانس فوتبول”.
أسبوع حاسم أمام ليفانتي وأتلتيكو
التركيز الآن منصب على الأسبوع الحاسم الذي ينتظر الميرينغي، حيث يواجه ليفانتي غداً الثلاثاء قبل خوض ديربي العاصمة ضد أتلتيكو مدريد يوم السبت على ملعب “ميتروبوليتانو”. المباراة الأولى قد تكشف ملامح اختيارات ألونسو التكتيكية، بينما تمثل الثانية اختباراً حقيقياً لطموحات الفريق في المنافسة على الصدارة، خصوصاً أن الديربي لطالما كان مؤشراً على قوة شخصية ريال مدريد في سباق اللقب
بداية تشابي ألونسو مع ريال مدريد مثالية من حيث النتائج، لكنها مليئة بالتحديات من حيث إدارة النجوم والأزمات الدفاعية المتكررة. نجاح المدرب في فرض أسلوبه وتحقيق التوازن بين التدوير والاستقرار النفسي للاعبين سيكون عاملاً حاسماً في استمرار الفريق على طريق الانتصارات. العاصفة تبدو جزءاً لا يتجزأ من حياة “البرنابيو”، لكن التحدي الحقيقي يكمن في أن يحافظ ألونسو على هدوئه وسط هذه الضغوط، ويقود الملكي نحو موسم يليق بتاريخه.




