
ديلي سبورت عربي _ وكالات
في كرة القدم الحديثة، لم يعد الحديث عن اللاعبين الموهوبين فقط على ما يفعلونه بالكرة، بل على كل ما يحيط بهم خارج الخطوط. وبينما يستمر لامين يامال في رسم انطباعه الأول كلاعب استثنائي في سن غير مسبوقة، تتزايد الأصوات التي تحذّر من أن الضوء المسلط عليه لا يضيء الطريق دائمًا… بل قد يحرق.
من بين تلك الأصوات يأتي خافيير كليمنتي، الرجل الذي لم يكن يومًا جزءًا من “نادي المجاملين”. نبرة كليمنتي كانت صريحة بشكل شبه فجّ، لكنها تحمل مزيجًا من الخبرة الطويلة والقدرة على رؤية ما يتجاوز الموهبة اللحظية. بالنسبة له، ما يحدث حول يامال ليس مجرد ضوضاء… بل إنذار مبكر.
كليمنتي يحذّر لامين يامال: “الموهبة وحدها لا تحميك”
في ظهوره على برنامج Què T’hi Jugues عبر كادينا سير، تحدث المدرب السابق بوضوح تام: “هو لاعب ممتاز، لكن إذا لم يلتزم بسلوك صحيح في حياته الشخصية، لن يستمر طويلًا. هذا واضح. لن يسمحوا له بذلك.”
كانت كلماته أشبه برسالة موجهة إلى من يعتقد أن الجودة الفنية كافية لتجاوز كل العواصف. بالنسبة لكليمنتي، لامين يامال ليس مجرد لاعب ناشئ؛ هو مشروع استثنائي، لكنه مشروع هش إذا لم يجد التوازن بين الأداء والاحتراف.

الملعب يقول شيئًا… وخارجه يقول شيئًا آخر
الانتقادات التي يطرحها كليمنتي لا تتعلق بالكرة فحسب. هو يربط سلسلة أحداث بدت منفصلة بالنسبة للبعض، لكنها بالنسبة له تشكيل لصورة واحدة: الاحتفال بعيد ميلاده وسط ضجة إعلامية. المقاطع المتداولة على الشبكات الاجتماعية. الجدل الطبي الأخير الذي أدى إلى استبعاده من المنتخب
بالنسبة لكليمنتي، هذه التفاصيل ليست هامشية. إنها إشارات إلى بيئة محيطة بلا انضباط كافٍ، وإلى لاعب يتعرض لضغط الشهرة قبل أن يملك أدوات التعامل معه.
قراءة فنية بعيون مدرب مخضرم
بعيدًا عن خارج الملعب، يرى كليمنتي أن التحدّي الرياضي أصبح أكثر تعقيدًا: “يقوم بأشياء مبهرة، لكن المنافسين باتوا يعرفون أسلوبه… يعرفون كيف يراقبونه.”
في لغة كرة القدم، هذه ليست ملاحظة عابرة. إنها خطوة طبيعية في تطور أي لاعب كبير: اللحظة التي يتحول فيها “المفاجئ” إلى “متوقع”. المشهد الفني يُشير إلى أن الفرق بدأت تضع يامال في خانة اللاعبين الذين يحتاجون لمراقبة مزدوجة، وقطع خطوط التمرير التي تغذيهم، ووضعهم تحت ضغط جسدي مستمر.
وهنا يتوقع كليمنتي أن يقل مستوى اللمعان، على الأقل في المدى القصير: “لن يكون بنفس اللمعان الذي رأيناه حتى الآن.”
ليس تقليلًا من موهبة اللاعب، بل إقرارًا بأن التطور الحقيقي يحدث حين يصطدم اللاعب بالحائط لأول مرة… ثم يجد معبرًا جديدًا.

عناوين أخرى تهمك
- فلورنتينو بيريز يترك المشهد… من يرث الإمبراطورية المدريدية؟
- لامين يامال يشعل أزمة جديدة بين برشلونة والاتحاد الإسباني
في عالم كرة القدم حيث الشهرة سريعة، والمعلومات متدفقة، والضغوط تتضاعف، يصبح النضج قيمة لا تقل أهمية عن الموهبة. وربما هذا ما يحاول كليمنتي قوله دون أن يقوله مباشرة:
اللاعب العظيم ليس من يملك الجودة فقط، بل من يعرف كيف يحميها.




