إنجلتراالرئيسية

كريستال بالاس يقترب من رقم قياسي تاريخي

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

في زمن يتركز فيه الضوء عادة على العمالقة الثلاثة ليفربول ومانشستر سيتي وآرسنال، يظهر فريق كريستال بالاس بهدوء على الساحة.

كريستال بالاس ليس مجرد نادٍ يعيش فترة جيدة، بل فريق يكتب قصة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع سلسلة ممتدة من المباريات بلا هزيمة، وبيانات إحصائية تضعه في موقع أفضل بكثير مما يظهر على جدول الترتيب، يبرز سؤال جوهري: هل أصبح بالاس بالفعل فريقاً قادراً على المنافسة على المراكز الأوروبية، وربما أبعد من ذلك؟

كريستال بالاس.. سلسلة اللاهزيمة وأقرب رقم قياسي

كريستال بالاس لعب 17 مباراة رسمية متتالية دون هزيمة، وهو الآن على بُعد خطوة واحدة من معادلة أطول سلسلة في تاريخه (18 مباراة عام 1969). المواجهة القادمة أمام ليفربول تحمل بعداً رمزياً، خصوصاً أن النسور تفوقوا عليه الشهر الماضي في كأس الدرع الخيرية.

  • إذا تجنبوا الخسارة، سيكتبون صفحة جديدة في تاريخ النادي.

  • الأداء الحالي جعل الفريق يمتلك أفضل انطلاقة له منذ عقود، مع مركز خامس في جدول الدوري وحضور قوي في البطولات المحلية والأوروبية.

ماذا تقول الأرقام؟ بالاس يستحق أكثر

حسب نموذج النقاط المتوقعة (xPts) من Opta، فإن كريستال بالاس يستحق أن يكون متصدراً للدوري لا خامساً.
النموذج الذي يحاكي آلاف السيناريوهات لكل مباراة أظهر أن الفريق جمع نتائج أقل من جودة أدائه الفعلية.

  • ليفربول مثلاً جمع 15 نقطة لكنه في النموذج لا يستحق سوى 8.6.

  • بالاس جمع 9 نقاط، بينما الأرقام تضعه في موقع الصدارة أمام عمالقة الدوري.

هذا الاختلاف بين الواقع والنموذج يطرح سؤالاً مثيراً: هل نحن بصدد مفاجأة كبرى إذا استمر بالاس بهذا المستوى؟

سر النجاح: دفاع صلب وآلة منسقة

قوة كريستال بالاس تكمن في الصلابة الدفاعية، حيث استقبل هدفين فقط في أول خمس مباريات، وهو أفضل سجل دفاعي بجوار آرسنال.

  • ثلاثي الدفاع: مارك جويهي، ماكسينس لاكروا، وكريس ريتشاردز حافظوا على شباك نظيفة في 11 مباراة من أصل 19 لعبوها معاً.

  • رغم أن جويهي كان قريباً من الانضمام لليفربول الصيف الماضي، فقد بُني الفريق ليبقى متماسكاً حتى مع رحيل نجومه مثل إيبيريتشي إيز.

ما يجعل الفريق مميزاً هو أنه ليس “فريق لاعب واحد”، بل منظومة تعمل بتناغم كامل، وهو ما جعل تعيين أوليفر جلاسner في فبراير 2024 أشبه بقرار تحوّلي.

اقرأ أيضاً: إصابة غافي.. ضربة موجعة تكشف هشاشة برشلونة

كريستال بالاس

بالأرقام: كيف يلعب بالاس؟

  • الاستحواذ: 42.4% فقط، ثالث أدنى نسبة في الدوري.

  • الضغط العالي: أقل فريق تنفيذاً لضغوط في الثلث الهجومي (388 مرة فقط).

  • الكتلة الدفاعية: يتمركز بنسبة 62% من الوقت في وسط الملعب، أكثر من أي فريق، ما يعني أنهم ليسوا متراجعين بالكامل.

  • الهجوم: سجلوا كل أهدافهم من كرات عرضية أو ثابتة، لكنهم أيضاً ضمن الخمسة الأوائل في قيمة الأهداف المتوقعة من اللعب المفتوح.

هذه الأرقام تكشف فلسفة متوازنة: دفاع متوسط صلب، مع انتقالات سريعة وفعالة، دون الاعتماد حصري على الهجمات المرتدة.

الأفق المستقبلي: هل يحطمون الأرقام القياسية؟

بالاس حصد 59 نقطة في آخر 38 مباراة بالدوري، أي ما يعادل موسم كامل تقريباً. وإذا جمع خمس نقاط أخرى في سلسلة مبارياته ضد ليفربول، إيفرتون وبورنموث، فسيتجاوز رقمه التاريخي (63 نقطة تحت قيادة آلان باردو عام 2015).

  • هذا المعدل قد يضعه ضمن المراكز الستة الأولى، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي في الدوري الممتاز.

  • استمرار الأداء بنفس المستوى يجعله مرشحاً جدياً لمكان في دوري أبطال أوروبا أو على الأقل الدوري الأوروبي.

النسور تحلق عالياً وقد لا تتوقف

كريستال بالاس يملك كل أسباب الثقة: منظومة دفاعية محكمة، مدرب يعرف كيف يوظف لاعبيه، بيانات تدعم أن نتائجه أقل من أدائه الحقيقي، وسلسلة نتائج إيجابية تقترب من أن تصبح تاريخية.
فهل تصبح حقبة جلاسner نقطة تحول وتضع النسور بين كبار الدوري؟ البيانات تقول نعم، والجماهير بدأت تصدق أن فريقها لم يعد مجرد منافس للبقاء، بل مشروع صاعد لمقارعة القمة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى