الدوري السعوديالرئيسية

بعد إنجاز الهلال المونديالي… الاستثمار الأجنبي يطرق أبواب الدوري السعودي

ديلي سبورت عربي-وكالات

أعاد نادي الهلال السعودي رسم ملامح الدوري المحلي بعد أدائه التاريخي في كأس العالم للأندية، حيث بلغ ربع النهائي وأقصى مانشستر سيتي في مفاجأة كبرى، ما جعل من الصعب الاستمرار في وصف الدوري السعودي بأنه مجرد مشروع مؤقت مدعوم بالأموال.

من “مشروع غرور” إلى قوة كروية عالمية بسبب الهلال

رغم امتلاك الهلال لترسانة من النجوم مثل روبن نيفيز وكاليدو كوليبالي، وتعاقده مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي مقابل راتب مضاعف عمّا كان يتقاضاه في إيطاليا، فإن الإنجاز الذي تحقق لم يكن مجرد نتيجة استثمار مالي، بل ثمرة مشروع طويل الأمد بدأ منذ عامين.

بداية التحول: خصخصة الأندية المحلية

منذ أن استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص الأغلبية في أربعة من أبرز أندية الدوري، بينها الهلال والنصر، بدأت ملامح الخصخصة تتبلور بوضوح.

اليوم، تدخل السعودية مرحلة جديدة بفتح الباب لأول مرة أمام الملكية الأجنبية في الدوري.

ووفقاً لتقرير الصحافي جوردان كامبل عبر شبكة The Athletic، تقترب رابطة الدوري السعودي للمحترفين (SPL) من إتمام أول صفقة من نوعها لبيع نادٍ سعودي إلى مستثمرين أجانب، ضمن رؤية أوسع تهدف إلى خصخصة معظم أندية الدوري خلال السنوات المقبلة.

ستة أندية في الموجة الثانية للخصخصة.. بينهم الهلال

ضمن ما يُعرف بـ”الموجة الثانية” من الخصخصة، تم طرح ستة أندية، من بينها الأخدود، العروبة، الخلود، الزلفي، النهضة، والأنصار، في مناقصات رسمية خلال العام الماضي.

الهدف من ذلك هو توسيع قاعدة التنافس، وتحقيق بيئة رياضية أكثر عدالة واستدامة مالية.

الاستثمار الأجنبي يدخل الساحة

إذا ما اكتملت هذه الصفقة المرتقبة، فإنها ستُعتبر تحولاً نوعياً في تاريخ الكرة السعودية. فحتى الآن، ظل الاستثمار في الأندية السعودية محصوراً داخل الحدود الوطنية. أما الآن، فإن الاهتمام الدولي يتزايد، مدفوعاً بنجاح الأندية محلياً وقارياً.

الهلال يعيد تشكيل صورة الدوري

ما فعله الهلال أمام مانشستر سيتي لم يكن مجرد فوز؛ بل كان إشارة قوية على نضج المشروع السعودي. وهذا الإنجاز لم يأتِ صدفة، بل نتيجة استراتيجية استثمارية بدأت منذ فترة، وتُظهر أن السعودية تسعى لتأسيس أندية منافسة عالمياً، وليست مجرد محطة مؤقتة للنجوم.

“نيوم”، “العلا”، و”الدرعية”… الرياضة كأداة للتنمية

تجربة نادي نيوم تمثل أحد أبرز نماذج التحول في مفهوم الأندية السعودية. النادي، الذي صعد مؤخراً إلى دوري المحترفين، يضم أسماء لامعة مثل سعيد بن رحمة وألكسندر لاكازيت، ويُدار ضمن إطار مشروع المدينة المستقبلية في تبوك.

الأمر ذاته يتكرر في العلا والدرعية، حيث تم ربط تطوير الأندية بمشروعات اقتصادية وثقافية وسياحية، مما يعكس توجهًا حكوميًا لجعل الرياضة محركاً للتنمية الإقليمية، وليس مجرد نشاطاً ترفيهياً.

هيكلة إدارية جديدة… واستدامة اقتصادية

تطورت أيضاً البنية التنظيمية للدوري السعودي، حيث أصبحت الرابطة مسؤولة عن الإشراف المالي على الأندية، بدلاً من وزارة الرياضة.

اقرأ أيضا: ثيو هيرنانديز يشكر الهلال ويعد بتحقيق البطولات

الهلال


كما بدأ صندوق الاستثمارات العامة يتحدث بشكل متزايد عن عوائد الاستثمار والاستدامة، ما يشير إلى انتقال المشروع من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التطوير الاقتصادي طويل الأمد.

هل يتحول الدوري السعودي إلى “البريميرليغ الجديد”؟

البروفيسور سايمون تشادويك، المتخصص في اقتصاديات الرياضة بجامعة “إيمليون” الفرنسية، يرى أن السعودية تسعى لتكرار تجربة الدوري الإنجليزي الذي يدر نحو 8 مليارات جنيه إسترليني سنوياً على الاقتصاد البريطاني. وهو ما يشير إلى أن الرؤية السعودية تتجاوز كرة القدم إلى بناء صناعة رياضية متكاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى