منتخب فلسطين في بلباو لفتح أعين العالم
ديلي سبورت عربي-وكالات
في أجواء مشحونة بالمعنى والرمزية، يخوض منتخب فلسطين في بلباو أول مباراة له على أرض أوروبية، مواجهة ودية أمام منتخب إقليم الباسك لكنها تحمل وزنًا أكبر من مجرد مباراة.
هذا الظهور يأتي بعد عامين من حرب دمّرت البنية الرياضية الفلسطينية، وقطعت أوصال بطولات محلية توقفت تمامًا.
كيف يحوّل المنتخب الفلسطيني مباراة ودية إلى منصة دولية؟
على ملاعب «ليساما»، مقر أكاديمية أتلتيك بلباو، يبدأ المدرب إيهاب أبو جزر تدريبات فريقه بصرامة واضحة وثقة لا تخفي ألمًا شخصيًا عميقًا.
أبو جزر، القادم من غزة، فقد عشرات الأقارب، ودُمّر منزله بالكامل، لكنه يقول: «تمثيل فلسطين هو أعظم شرف على الإطلاق».
عبء نفسي يرافق اللاعبين
معظم لاعبي المنتخب لا يعيشون داخل غزة، بل يتوزعون بين قطر وتشيلي وآيسلندا والولايات المتحدة.
هم آخر ما تبقى من كرة فلسطينية أصابها الخراب بعد 7 أكتوبر 2023:
توقف بطولات
تعطل أندية
عشرات الرياضيين بين قتيل ومصاب
رحيل سليمان العبيد «بيليه فلسطين» في قصف أغسطس الماضي
ورغم كل ذلك، تظهر رغبة جماعية في تحويل كل ظهور دولي إلى مساحة لرفع الصوت.
الضغط الدولي عبر كرة القدم
تقام المباراة على ملعب «سان ماميس» بحضور نحو 50 ألف متفرج، يتوقع أن يدعم معظمهم فلسطين، في منطقة سبق أن شهدت احتجاجات سياسية واسعة.
مباراة خيرية لغاية سياسية وإنسانية
العائدات تذهب بالكامل لمنظمة «أطباء بلا حدود»
الرسالة الموجهة للمجتمع الدولي:
«مارسوا الضغط… كي يعيش شعبنا بكرامة»
أبو جزر يربط بين المباراة والشتاء القاسي الذي سيواجهه النازحون في غزة:
الخيام لا تحمي، والمجاعة مستمرة، والهدنة هشة، والقتل لم يتوقف.
صوت اللاعب المحلي: «نمنح بعض الفرح لمن لا يملكون شيئًا»
ياسر حامد… ابن بلباو
المدافع ياسر حامد، المولود في بلباو والمتدرّب في أتلتيك بلباو، يرى في المباراة واجبًا معنويًا: «نمنح صوتًا لمن لا صوت لهم»
«التبرعات ستساهم في إعادة بناء المستشفيات وتأمين الأدوية»
يقول إنه «محظوظ لأنه لا يزال يلعب كرة القدم» بينما «يموت بعض الفلسطينيين من الجوع».
أحمد القاق… من الولايات المتحدة إلى برشلونة
القاق، الذي سيخوض أيضًا ودية Cataluña بعد مباراة الباسك، يصف المهمة بوضوح: «لسنا سياسيين، لكننا نعطي الناس شيئًا يتمسكون به»
«خلال 90 دقيقة، ينسى البعض ما يعيشونه»
«الخسارة ليست نهاية… النهوض جزء من هويتنا»
ما الذي يعنيه هذا الظهور لفلسطين؟
المنتخب لا يبحث عن نتيجة بقدر ما يبحث عن منصة لإعادة تعريف نفسه أمام العالم.
في ظل غياب بنية رياضية داخل فلسطين، وتحول اللاعبين إلى مشتتين عبر القارات، أصبح المنتخب رمزًا أكثر من كونه فريقًا.
اقرأ أيضًا: منتخب فلسطين في كأس آسيا لإيصال رسالته للعالم

«فتح أعين العالم» هدف أكبر من الملعب
بالنسبة لإيهاب أبو جزر ورفاقه، تمثل هذه الجولة الأوروبية محاولة لتدويل المعاناة الفلسطينية عبر لغة يفهمها الجميع: كرة القدم.
إنه استخدام متعمد للملعب كمنبر يروي حكاية شعب، لا مجرد مواجهة بين فريقين.
مستقبل المباريات الأوروبية
بعد بلباو، ينتقل المنتخب إلى برشلونة لمواجهة منتخب كاتالونيا.
مباراتان متتاليتان، لكن الرسالة واحدة:
فلسطين حاضرة… رغم كل شيء.




