إنجلتراالرئيسية
أخر الأخبار

صدمة في ليلة سقوط وست هام.. لماذا انفجر قائد الهمرز؟

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

في كرة القدم، يمكن لبداية موسم واحدة أن تحدد مصير عامٍ كامل. هذا ما يعيشه نادي وست هام يونايتد في الموسم الجديد 2025-2026،

إذ لم يكتفِ الفريق بخسارتين مدويتين في الدوري أمام سندرلاند (3-0) وتشيلسي (5-1)،

بل خرج أيضًا من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام وولفرهامبتون بطريقة درامية جعلت جماهيره تفقد أعصابها.

الهزيمة الأخيرة لم تكن مجرد خسارة في مباراة خروج مغلوب، بل كانت مرآة تعكس حجم الاضطراب الذهني والفني الذي يعيشه الفريق.

سيناريو مؤلم يفضح الهشاشة في وست هام

خاض وست هام المباراة أمام وولفرهامبتون في ملعب مولينيو وسط توقعات جماهيرية كبيرة بمحاولة إنقاذ ما تبقى من كبرياء

الفريق، خصوصًا بعد البداية البائسة في الدوري.

بداية اللقاء كانت متوازنة، وسجل رودريغو الهدف الأول لـ”الذئاب”، لكن وست هام عاد بقوة عبر توماس سوتشيك ولوكاس باكيتا ليقلب الطاولة حتى الدقيقة 63.

كل شيء كان يشير إلى أن “الهامرز” في طريقهم إلى أول انتصار معنوي هذا الموسم، لكن الانهيار جاء سريعًا وبأبشع

طريقة. ففي غضون دقيقتين فقط (82 و84)، قلب البديل يورغن ستراند لارسن النتيجة رأسًا على عقب ليسجل هدفين

قاتلين أطاحا بالفريق اللندني خارج البطولة.هذا السيناريو لم يكن عابرًا، بل تأكيدًا على أن مشكلة وست هام ليست في قلة

التسجيل، بل في هشاشة دفاعية وذهنية جعلت الحفاظ على التقدم أمرًا مستحيلًا.

حادثة جارود بوين.. القائد تحت الضغط

بعد صافرة النهاية، لم يقتصر المشهد على خيبة اللاعبين، بل تطور إلى مواجهة مع الجماهير.

حاول قائد الفريق جارود بوين التوجه إلى أحد المشجعين الغاضبين الذي أطلق عبارات حادة تجاه اللاعبين، لكن زملاءه

اضطروا لإبعاده تجنبًا لتفاقم الأمور.

هذا التصرف، رغم أنه نابع من شغف بوين، كشف عن حجم الضغط النفسي الذي يعيشه اللاعبون. فما كان من القائد إلا أن

يلجأ إلى إنستغرام ليقدم اعتذارًا علنيًا:

🗣️ “أنا شخص شغوف وسأقاتل في كل مرة أدخل فيها الملعب، لكن علي أن أكون قدوة أفضل. أنتم الجماهير تعرفون كم أحبكم وأحب هذا النادي.”

اعتذار بوين لقي تفاعلًا واسعًا بين الجماهير، البعض اعتبره دليلًا على إخلاصه، بينما رآه آخرون محاولة متأخرة لتهدئة غضبٍ عارم لا يمكن احتواؤه بكلمات.

اقرأ أيضاً: ديمبلي: نصيحة ميسي غيرت مسيرتي وجعلتني مرشحًا للكرة الذهبية

وست هام
جارود بوين ينفجر غاضباً في وجه الجماهير

بداية كارثية في الدوري

قبل الخروج من كأس الرابطة، كان وست هام قد تعرض لصفعتين مؤلمتين في الدوري:

  • الخسارة 0-3 أمام الصاعد سندرلاند، في مباراة كشفت عن ضعف الروح القتالية والافتقار إلى التنظيم الدفاعي.

  • ثم السقوط 1-5 أمام تشيلسي، حيث بدت الفوارق الفنية والبدنية صارخة بين الفريقين.

هذان اللقاءان وضعا الفريق في قاع الترتيب منذ البداية، وزادا من حدة الانتقادات الموجهة إلى المدرب وإدارة النادي.

أزمة أعمق من النتائج

1. هشاشة دفاعية

استقبال 11 هدفًا في 3 مباريات رسمية رقم صادم لأي فريق في البريميرليغ. الأخطاء الفردية، سوء التمركز، وغياب الانسجام

بين الخط الخلفي وحارس المرمى جعلت الفريق عرضة للانهيار في أي لحظة.

2. غياب القائد التكتيكي

رغم امتلاك الفريق لاعبين أصحاب خبرة مثل باكيتا وسوتشيك، إلا أن غياب “العقل المدبر” داخل الملعب يترك وست هام بدون هوية واضحة.

3. ضغط الجمهور والإعلام

جماهير الهامرز معروفة بشغفها وصرامتها. البداية الكارثية خلقت أجواء مشحونة انعكست على اللاعبين، حتى وصل الأمر

إلى مواجهة مباشرة كما حدث مع بوين.

4. سوء إدارة المباريات

التبديلات المتأخرة والتعامل السلبي مع تقدم النتيجة أمام وولفرهامبتون مثال صارخ على أن الجهاز الفني لا يزال بعيدًا عن

قراءة تفاصيل المباريات بشكل صحيح.

بوين.. من رمز الحماسة إلى مرآة الأزمة

جارود بوين، الذي كان يُنظر إليه كرمز مقاتل وهداف بارع في السنوات الماضية، أصبح اليوم عنوانًا للأزمة.

تصرفه مع المشجع أظهر مدى اختناق اللاعبين تحت الضغط، لكنه في الوقت نفسه أعاد النقاش حول مسؤولية القائد في الأوقات الصعبة:

هل يجب أن يكون مثالًا للتماسك أم أن شغفه يبرر ردود أفعاله العاطفية؟

تداعيات الخروج المبكر من كأس الرابطة

بالنسبة لنادٍ مثل وست هام، البطولات المحلية مثل كأس الرابطة كانت فرصة واقعية لإنقاذ موسم قد لا يعرف النجاح في الدوري أو أوروبا.

الإقصاء المبكر يعني:

  • خسارة فرصة المنافسة على لقب محلي طالما حلمت به الجماهير.

  • تعميق أزمة الثقة بين اللاعبين والمدرب.

  • زيادة الضغط على الدوري الإنجليزي كطريق وحيد لتلميع صورة الموسم.

مستقبل النادي.. إلى أين يتجه “الهامرز”؟

الموسم لا يزال في بدايته، لكن إشارات الخطر واضحة:

  • إذا لم يتم تدارك الأخطاء الدفاعية بسرعة، قد يجد الفريق نفسه ضمن دائرة الهبوط.

  • إذا لم يُدعَم اللاعبون نفسيًا، قد نشهد مزيدًا من الانفجارات بين الجماهير واللاعبين.

  • إذا لم يقدم المدرب حلولًا تكتيكية عاجلة، قد يضطر النادي إلى التفكير في تغيير القيادة الفنية مبكرًا.

عناوين قد تهمك:

جارود بوين

مقارنة مع مواسم سابقة

الغريب أن وست هام قبل موسمين فقط كان يحتفل بلقب دوري المؤتمر الأوروبي 2023 تحت قيادة ديفيد مويس. هذا النجاح الأوروبي رفع سقف الطموحات، لكن الحاضر يبدو مختلفًا تمامًا:

  • من فريق ينافس في أوروبا إلى فريق عاجز عن الفوز على سندرلاند أو الحفاظ على تقدمه أمام وولفرهامبتون.

  • من أجواء الفرح في لندن ستاديوم إلى أجواء متوترة تُهدد بانفجار داخلي.

الجماهير.. بين الغضب والإيمان

لا يمكن الحديث عن وست هام دون التطرق إلى جمهوره. مشجعو “الهامرز” لطالما كانوا جزءًا من هوية النادي، سواء في لحظات الانتصار أو الانكسار.
اليوم، يقف المشجعون أمام خيارين:

  • الاستمرار في الضغط الشديد على اللاعبين وهو ما قد يعمّق الأزمة.

  • أو التحلي بالصبر ودعم الفريق لعبور هذه المرحلة الحرجة.

لكن الواقع يشير إلى أن الصبر بدأ ينفد، والاحتجاجات قد تتصاعد إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

هل من أمل؟

ما يعيشه وست هام اليوم ليس مجرد سلسلة نتائج سيئة، بل أزمة ثقة وهوية. الفريق بحاجة إلى إعادة تنظيم دفاعه،

استعادة الروح القتالية، وتقديم إشارات واضحة للجماهير بأن الموسم لم ينتهِ بعد.

حادثة جارود بوين، رغم سلبيتها، قد تكون نقطة تحول إذا استثمرها اللاعبون والمدربون كفرصة لمراجعة الذات والتوحد مجددًا.

الموسم طويل، والدوري الإنجليزي لا يعترف باليأس المبكر. لكن السؤال الأهم: هل يمتلك وست هام القدرة على قلب الطاولة قبل أن يغرق أكثر في وحل الكارثة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى