هيرفي رينارد يشرح إخفاق الأخضر

ديلي سبورت عربي-وكالات

هيرفي رينارد لا يتعامل مع الخسارة كحادث عابر، بل كمرآة تعكس ما يجب إصلاحه سريعًا. بعد الإقصاء من نصف نهائي كأس العرب، قدّم مدرب المنتخب السعودي قراءة هادئة ومسؤولة، تضع التفاصيل الصغيرة في قلب المشهد، وتفتح في الوقت ذاته نقاشًا أوسع حول الاستمرارية، الفاعلية الهجومية، وما ينتظر “الأخضر” في الاستحقاقات الكبرى المقبلة.

هيرفي رينارد قبل مواجهة الإمارات: الاحتراف أولًا

يدخل المنتخب السعودي مباراة تحديد المركز الثالث بعقلية مختلفة، بحسب رينارد. ليست المواجهة التي كان يتمناها، لكن إنهاء البطولة بصورة تليق بالمنتخب يظل هدفًا واضحًا.
رينارد شدّد على أن الاحترافية بعد الإقصاء أصعب من أي وقت، وأن التركيز الذهني هو التحدي الحقيقي في مثل هذه المباريات.

ماذا حدث أمام الأردن؟ التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق

أرقام لا تعكس النتيجة

رينارد أوضح أن التحضير لنصف النهائي كان جيدًا، وأن الإحصائيات مالت لصالح السعودية:

• استحواذ أعلى

• وجود طويل في ملعب الخصم

• معرفة مسبقة بأسلوب الأردن

لكن كرة القدم لا تكافئ الأرقام وحدها.

فرص ضائعة وفعالية غائبة

بعد هدف الأردن، سنحت فرصتان واضحتان للتعديل، لم تُستغل. هنا، بحسب رينارد، حُسمت المباراة:
غياب اللمسة الأخيرة والتسديد على المرمى سمح للخصم بالخروج منتصرًا، رغم سيطرة الأخضر على مجريات اللعب.

هيرفي رينارد والإقالة: موقف هادئ بلا صدام

عند سؤاله عن إمكانية تقديم تقرير فني أو الخوف من الإقالة، كان رد رينارد مباشرًا وواقعيًا:

الحفاظ على المنصب ليس مسؤوليتي.
إذا قرر المسؤولون إنهاء المهمة، سأغادر دون تردد.

تصريح يعكس فلسفة مدرب يدرك طبيعة كرة القدم، ويتعامل مع الضغوط دون تصعيد أو تبرير.

الجانب الذهني بعد الإقصاء: لا أعذار

رينارد أقرّ بأن خسارة نصف النهائي تترك أثرًا نفسيًا، لكنه شدّد على أن التعامل معها يجب أن يكون مهنيًا بالكامل.
لا مكان للأعذار، فقط إعداد جيد ومحاولة الفوز في المباراة التالية.

تقييم كأس العرب: تنظيم جيد وطموح أكبر

من حيث التنظيم والحضور الجماهيري، وصف رينارد البطولة بالإيجابية.
لكن فنيًا، الطموح كان أعلى بكثير من النتيجة النهائية، وهو ما يترك شعورًا بعدم الرضا داخل الجهاز الفني.

نظرة إلى المستقبل: كأس العالم مختلف تمامًا

رينارد حذّر من مقارنة كأس العرب بما ينتظر المنتخب في كأس العالم، خاصة أمام منتخبات مثل إسبانيا:

• استحواذ أعلى

• سرعة تداول

• ضغط ذهني وفني أكبر

الجاهزية، هنا، لا تكون بدنية فقط، بل تكتيكية وذهنية أيضًا.

هل يعاني اللاعب السعودي من ضعف التحفيز؟

مدرب الأخضر نفى وجود مشكلة تحفيزية، مؤكدًا معرفته باللاعبين منذ 2019.
لكنّه أشار إلى “معاناة داخل الملعب” ظهرت في نصف النهائي، ما يعيد طرح السؤال القديم:
لماذا غابت البطولات منذ 2003؟

المشكلة الحقيقية: الهجوم لا الدفاع

رغم الانتقادات الدفاعية، دافع رينارد عن أرقامه:

• الاستحواذ كان سعوديًا

• اللعب جرى في نصف ملعب الخصم

المعضلة، وفق تحليله، كانت العجز عن تحويل السيطرة إلى أهداف، وهو ما منح الأردن أفضلية لم يحتج معها إلى مجازفة كبيرة.

اختيار اللاعبين والدقائق في الدوري

رينارد أوضح أن سلطان مندش لاعب جيد، لكنه لم يُستدعَ لافتقاره للخبرة الدولية في بطولة بهذا الحجم.
المدرب شدّد على أن المتابعة مستمرة للاعبين الشباب، وأن الجاهزية لا تُقاس بالدقائق فقط، بل بالقدرة على الأداء في الضغط العالي.

اقرأ أيضًا: هيرفي رينارد يعترف بصعوبة الهزيمة أمام الأردن: “التركيز الآن على ما هو قادم”

فلسفة رينارد: الدفاع أساس كل شيء

في ختام حديثه، أعاد رينارد التأكيد على مبدأه الواضح:

كرة القدم تبدأ من الدفاع.
وإذا تعذّر التسجيل، فإن الحفاظ على التوازن الدفاعي يظل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

هيرفي رينارد لا يتهرب من المسؤولية، لكنه يرفض تبسيط الخسارة. بين أرقام إيجابية، وفعالية هجومية مفقودة، وضغوط مستقبلية كبرى، يبدو أن الأخضر يقف عند مفترق طرق يتطلب قرارات أدق… قبل أن تحسمها “تفاصيل صغيرة” مرة أخرى.