الرئيسيةكأس العالم 2026
أخر الأخبار

مونديال ايطاليا 1934.. وكيف انتصر موسوليني بالكأس الثانية؟ وقصص لم نقرأها بعد عن كأس العالم


ديلي سبورت عربي – الدوحة

هل كان من الصدفة مثلاً ، أن تفوز الدول المضيفة لكأس العالم ، بنصف البطولات التي احتضنتها مثل مونديال ايطاليا 1934

حتى انتشر البث التلفزيوني المباشر، في كل أنحاء العالم مطلع الثمانينيات، أو أن يبلغ أصحاب الأرض

الدور النهائي بسهولة في نسختين خلال هذه الفترة؟

المؤرخون يشككون ، مثلاً في استحقاق ايطاليا، الفوز في اللقب في نسخة عام 1934 ، والتي كانت تحت حكم الديكتاتور بنيتو موسوليني؟

بعد ان خفّ زحام المباريات وبدأ مونديال قطر يحزم حقائبه للرحيل ، بانتظار من سيعود الى باريس أو بونيس آيرس حاملاً كأس الذهب ليركنه في خزائنه لبضع سنوات قادمة سيقدم موقع ديلي سبورت عربي بعض الذكريات من مونديال ايطاليا عام 1934، والتي اخترناها بتصرف من كتاب “أغرب الحكايات في تاريخ المونديال”للكاتب الارجنتيني لوسيانو ييرنيكي

بوستر كأس العالم 1934
بوستر مونديال 1934

كأس العالم 1934 عنوةً في ايطاليا

سعى نظام بنيتو موسوليني الاستبدادي بعد ضغط كبير على ( فيفا) ، من أجل أن تُنظّم إيطاليا البطولة عام 1934

مستخدماً طرقاً ملتوية ، حتى لا يتعثر ال ” اتسوري “(١) ، في طريقه نحو لقب المونديال .

حتى أن بعض لاعبي المنتخب ، صاحب الضيافة تلقوا تهديدات بالقتل ، اذ هم لم يتوجوا باللقب

حتى أن الضغط طاول لاعبي منتخبي ألمانيا و إيطاليا لكي يؤدوا التحية ” النازية ” المعروفة أثناء عزف نشيد البلدين الوطني قبل بدء المباراة.

تعكس هذه الحالة المناخ المعتم الذي كان يهيمن على أوربا، في تلك الفترة ، التي قرر فيها ستة عشر منتخباً

على الرغم من ذلك- التجمع بهدف التنافس على النسخة الثانية، من كأس العالم لكرة القدم .

نظام المنافسات الظالم في مونديال ايطاليا

شهد نظام المنافسات في النسخة الثانية ، فرض منظومة الإقصاء المباشر

الأمر الذي يعني أن ثمانية فرق من أصل 16 بلداً مشاركاً ستودع البطولة ، بعد مباراتها الأولى.

كما النسخة الأولى ، كان سفر الفرق إلى ايطاليا يشكل مغامرة بحرية لا تخلو من المخاطر.

فقد استغرق وصول البرازيل والأرجنتين إلى شبه الجزيرة اسبوعين تقريباً ، وبعد يومين أو ثلاثة ، تعرضا للاقصاء ، بسبب نظام المنافسة الجديد.

اقرأ أيضا: بعد فوز صعب على المغرب .. فرنسا تقابل الأرجنتين في نهائي كأس العالم 2022

لكن الأسوء هو ما تعرض له فريقا المكسيك ، والولايات المتحدة ،اللذان تشاركا نفس السفينة ، التي قطعت رحلتها الطويلة

إلى روما ليقوم فريق الولايات المتحدة بإقصاء المنتخب المكسيكي، بعد مباراة انتهت بأربعة أهداف مقابل اثنين على الملعب الوطني .

لكن فريق ال ” يانكيز”(٢) لم تستمر إقامته طويلاً فبعد ثلاثة أيام، وعلى المسرح نفسه أقام أصحاب الأرض

حفلاً من الأهداف ،بنتيجة سبعة مقابل واحد ، ليعود الأميركيون يجرّون أذيال الهزيمة فوراً.

الديكتاتور “الديمقراطي” في مونديال ايطاليا

هذه المباراة حضرها موسوليني، مع وفد كبير من موظفيه ، المطيعين، لكنه رفض الدخول إلى الملعب دون التذكرة المطلوبة

وتوجّه بنفسه إلى أحد شبابيك التذاكر ، واشترى ثلاث تذاكر له ولاثنين من ابنائه الخمسة، كانا بصحبته.

الديكتاتور بينيتو موسوليني

اسبانيا: كنا الأحقّ بالانتصار..وأول تعادل في مونديال ايطاليا !

رحل الاسبان عن ايطاليا وهم يحملون قناعة بأنهم الأحق بالانتصار في النزال الذي جمعهم مع أصحاب الأرض.

تلك المباراة التي تعادلوا فيها مع الطليان، بهدف لكل منهما في أول تعادل مونديالي

لتعاد المباراة، ويخرج منتخب ال” آتسوري” منتصراً بهدف مقابل لا شيء.

الصحافة الاسبانية واللاعبون ، وصفوا تلك المباراة بالسرقة ، والتي كَسر حارس مرماهم فيها

ريكاردو ثامورا، اثنان من اضلاعه، بسبب ضربة قوية ، وجّهها له المهاجم الإيطالي انجيلو سكيافو، وسجّل على أثرها هدف التعادل .
إلى جانب إلغاء الحكم لهم هدفاً اعتبروه الاسبان صحيحاً بداعي التسلل.

الزيّان الأسود والأبيض، وأطرف مواقف مونديال إيطاليا 1934

مباراة شهدت موقفاً غريباً وغير عادي ، فقد خرج الفريق الألماني، والنمساوي، ليتنافسا على المركز الثالث، إلى أرض ملعب

مدينة نابولي، وكانا يرتديان زيّاهما التقليديين: القمصان البيضاء ، والسراويل السوداء ، وكانت الجوارب هي الفارق الوحيد .

أطلق الحكم صافرة البداية، دون أن يتفق قائدا الفريقين، بخصوص من يجب عليه، تغيير قميصه.

فريق النمسا يرتدي قميص(نابولي) السماوي

اتسعت دائرة البياض في الملعب حتى اضاع النمساويون تركيزهم، الأمر الذي سمح للألمان بالتقدم بهدفين في ظرف دقائق معدودة.
في الشوط الثاني ، ارتدى فريق النمسا، قمصاناً سماويّة جُلبت على عجل ، تخصّ الفريق المحلي ” نابولي”

لكن ذلك لم يمنع الألمان من تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل إثنين.

ايطاليا بطلة العالم1934.

ال “دوتشي” ممرراً سبابته على عنقه :”عليكم الفوز او الصمت”

أُقيم نهائي البطولة في العاشر من يونيو/حزيران عام 1934 ليلتقي أصحاب الأرض مع نظيرهم التشيكوسلفاكي

في نهائي كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا، ليظهر بشكل جلي اختلاط السياسة بالرياضة .

موسو ليني

لم يكن استمتاع ال” دوتشي” موسوليني بالانتصار على التشيك، بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة النهائية

إلا بعد مجموعة ضغوط وتهديدات لم ينجُ منها حتى مدرب المنتخب الإيطالي فيتوريو بوتو

والذي حذّره موسوليني قائلا له قبل بداية البطولة : ” انت المسؤول الوحيد عن النجاح، لكن ليكن الرب في عونك، اذا انتهى الأمر بفشلك”.

وامتد تهديده إلى لاعبي الفريق الإيطالي ” إما الفوز او الصمت التام ” ممرراً سبابته ، بعرض عنقه ، عند حنجرته، اثناء وليمة غداء جمعتهم.

مخالفات بالجملة في مونديال ايطاليا

لم يكن فوز ايطاليا بالكأس مجرد منافسة رياضية للديكتاتور.

بل كانت فرصة مثالية لإظهار القوة الفاشية للعالم بأكمله.

فكان عليه الاستفادة من كل الامور، حتى أن ال” آتسوري ” كان يضم بشكل مخالف لقوانين ال (فيفا) أربعة ارجنتينيين

وآخر برازيلي هو امبيلو كيو ماركيس، والذي غيّر اسمه إلى انفليو غواريسي، ليصبح أحد أبناء شبه الجزيرة الإيطالية.

كانت أجواء العنف ثخينة لدرجة أن المهاجم الأرجنتيني، لويس مونتي، في الفريق الإيطالي، عجز عن فهم الامور ، فقال : بعدها بعامين:
” في مونتفيديو، كنت سأتعرض للقتل ، لو فزت ، وفي روما كنت سأقتل، لو خسرت” .
لكن لحسن الحظ حالفه التوفيق، ونجا بحياته، في المرتين.


(1) الآتسوري: لقب منتخب ايطاليا ويعني الأزرق.
(2) الانكيز: لقب المنتخب الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى