ديلي سبورت عربي – وكالات
حين يسطع نجم جديد في سماء كرة القدم الأوروبية، يترقب الجميع لحظة انضمامه إلى منتخب بلاده ليثبت نفسه على المستوى الدولي. هذا ما ظنه كثيرون بالنسبة للفرنسي هوجو إكيتيكي، مهاجم ليفربول الجديد ومنتخب فرنسا، الذي خطف الأنظار منذ انطلاق الموسم بتسجيله 3 أهداف في أول 3 مباريات بقميص “الريدز”.
لكن المفاجأة أن المدرب ديدييه ديشامب قرر استبعاده من قائمة المنتخب الفرنسي لتصفيات كأس العالم المقبلة، مفضّلًا عليه أسماء أخرى، وهو ما فتح باب النقاش حول معايير الاختيار داخل “الديكة”.
بداية نارية مع ليفربول لكن ليس في قائمة منتخب فرنسا
إكيتيكي (23 عامًا) وصل هذا الصيف إلى ليفربول قادمًا من آينتراخت فرانكفورت بعد موسم رائع في الدوري الألماني.
-
الأرقام في إنجلترا: 3 مباريات، 3 أهداف.
-
التأثير: فرض نفسه سريعًا كمهاجم أساسي في منظومة المدرب آرني سلوت.
-
جماهير ليفربول بدأت ترى فيه خليفة محتملًا لأسماء كبيرة رحلت عن النادي.
عادةً، مثل هذا التألق يكفي لحجز مكان في المنتخب، خصوصًا أن ديشامب اعتاد منح الفرصة للمهاجمين الجدد حين يثبتون أنفسهم في أندية كبرى.
ديشامب يبرر: “المنافسة شرسة”
خلال المؤتمر الصحفي، قال ديشامب:
“قد تشاهدونه أكثر الآن لأنه في ليفربول، لكننا تابعناه أيضًا في فرانكفورت حيث قدّم موسمًا جيدًا. ما يفعله رائع، لكن هناك منافسة كبيرة على مركزه.”
وبالفعل، النظر إلى قائمة الهجوم يوضح حجم التحدي:
-
كيليان مبابي (ريال مدريد)
-
عثمان ديمبيلي (باريس سان جيرمان)
-
مايكل أوليس (بايرن ميونيخ)
-
ماركوس تورام (إنتر ميلان)
-
ريان شرقي (مانشستر سيتي)
-
ماغنيس أكليوش (موناكو)
-
برادلي باركولا (باريس سان جيرمان)
كلهم أسماء بارزة في أكبر الدوريات الأوروبية، ما يجعل مهمة إكيتيكي أصعب بكثير.
اقرأ أيضاً: لماذا فضّل رافاييل لياو رياض محرز على محمد صلاح؟
لماذا أثار القرار الجدل؟
-
التألق اللحظي: كثير من المدربين يكافئون اللاعبين الذين يبدؤون الموسم بقوة، لكن ديشامب لم يفعل ذلك مع إكيتيكي.
-
عُقدة ليفربول: الصحافة الفرنسية ترى أن لاعبي الدوري الإنجليزي يحظون باهتمام أكبر عادة، لكن هنا تم تجاهل لاعب في نادٍ بحجم ليفربول.
-
المقارنة مع الآخرين: بعض الأسماء المستدعاة (مثل شرقي أو أكليوش) لا يملكون أرقامًا مؤثرة حتى الآن، ما يجعل استبعاد مهاجم مسجل للأهداف غير منطقي في نظر النقاد.
قراءة تكتيكية.. أين يناسب إكيتيكي فرنسا؟
-
يلعب كـ مهاجم صريح أو جناح هجومي.
-
فرنسا غالبًا تعتمد على مبابي كمهاجم أساسي أو جناح أيسر، ومع وجود تورام وأوليس وديمبيلي يصبح المجال ضيقًا.
-
لكن إكيتيكي يتميز بقدرة على اللعب كرأس حربة كلاسيكي، وهو ما قد تحتاجه فرنسا في بعض المباريات المغلقة.
تأثير الاستبعاد على اللاعب
-
معنويًا: قد يشعر بخيبة أمل، لكن اللعب لليفربول يمنحه منصة مثالية لإثبات نفسه.
-
دافع إضافي: عادةً ما يستخدم اللاعبون مثل هذه المواقف كحافز لتقديم مستويات أفضل.
-
مستقبليًا: إذا واصل تسجيل الأهداف في البريميرليغ ودوري الأبطال، سيكون من الصعب على ديشامب تجاهله في المرة المقبلة.
عناوين قد تهمك:
ردود الفعل
-
الإعلام الفرنسي: انقسام بين من يرى أن ديشامب محق بالاعتماد على الخبرة، ومن يعتبره عنيدًا ولا يمنح الفرص الكافية للوجوه الجديدة.
-
جماهير ليفربول: صدمة، لكن كثيرون رحبوا بالقرار معتبرين أن استبعاد إكيتيكي سيعني تفرغه كليًا للنادي بدون ضغط السفر الدولي.
-
خبراء الكرة: بعضهم شبّه وضعه بمواقف سابقة حين تجاهل ديشامب لاعبين متألقين مثل بنزيمة في فترات طويلة.
المستقبل.. هل يعود إكيتيكي قريبًا؟
مع جدولة فرنسا لمواجهات ضد أوكرانيا وآيسلندا في سبتمبر، سيبقى الباب مفتوحًا للمستقبل.
-
إذا استمر مبابي أو ديمبيلي أو غيرهم في التألق، فالمنافسة ستظل صعبة.
-
لكن لو تعرض المنتخب لنقص هجومي أو لعقم تهديفي، قد يصبح استدعاء إكيتيكي خيارًا لا مفر منه.
قرار ديشامب باستبعاد هوجو إكيتيكي من قائمة منتخب فرنسا، رغم انطلاقته القوية مع ليفربول، يعكس فلسفة المدرب في الاعتماد على الاستمرارية والخبرة أكثر من “التألق اللحظي”. ومع ذلك، يظل إكيتيكي في دائرة الضوء، وربما يكون استبعاده مجرد تأجيل مؤقت لانضمام شبه حتمي في المستقبل القريب.
ففي النهاية، لا يمكن لمنتخب يبحث عن المجد العالمي أن يغفل مهاجمًا يواصل التسجيل في أصعب دوري في العالم.
