
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
كارلو أنشيلوتي، المدرب المخضرم الذي قاد أندية القمة في أوروبا واليوم يشرف على المنتخب البرازيلي، لم يتردد في تسمية التجربة الأصعب في مسيرته التدريبية.
ورغم أنه عمل تحت إدارة شخصيات نافذة مثل سيلفيو برلسكوني في ميلان وناصر الخليفي في باريس سان جيرمان وفلورنتينو بيريز في ريال مدريد،
إلا أن فترة عمله مع الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في تشيلسي “لم يقترب منها شيء” من حيث الصعوبة.
ضغوط غير مسبوقة من مالك متطلب على كارلو أنشيلوتي
-
أنشيلوتي تولى تشيلسي عام 2009 وحقق الثنائية التاريخية (الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي) في موسمه الأول، لكن هاجس المالك ظل متمثلاً في دوري أبطال أوروبا.
-
الهزيمة أمام إنتر ميلان لجوزيه مورينيو في أول موسم أوربي له كانت القشة الأولى، إذ شعر وكأن نجاح منافسه السابق شكّل “إحراجاً” أمام أبراموفيتش.
-
حتى الانتصارات المحلية لم تكن كافية، إذ أُقيل بعد موسم ثانٍ أنهى فيه الدوري بالمركز الثاني وخسر أوروبياً أمام مانشستر يونايتد.
قال أنشيلوتي في سيرته الذاتية “الحلم – الفوز بدوري الأبطال”:
“كنت أعلم أن إنجازاتي لن تضمن لي الكثير، فقد كان أبراموفيتش واضحاً في مطلبه: دوري الأبطال وهوية كروية مثالية. لم أشهد هذا القدر من الرقابة من أي رئيس آخر.”
تدخلات المالك وتأثيرها على الفريق
أبرز لحظات التوتر بين الطرفين:
-
حضور أبراموفيتش شخصياً بعد الخسارة أمام ويغان لمطالبة المدرب بتفسير مفصل.
-
إقالة مساعده راي ويلكنز دون استشارته مما أثار استياء غرفة الملابس.
-
التعاقد مع فرناندو توريس بصفقة قياسية ثم الضغط المستمر لإشراكه رغم ضعف مستواه.
-
تحذيرات مباشرة من “العواقب” قبل مباريات حاسمة في دوري أبطال أوروبا.
أنشيلوتي لخّص الأمر قائلاً: “استبدال توريس في ربع النهائي أمام يونايتد وضعني مباشرة في مواجهة مع المالك – وفي لحظة، نسيت أنك لا تستطيع أبداً الانتصار على المالك.”
النهاية المتوقعة ووداع مؤثر
إقالته جاءت بعد الهزيمة من إيفرتون، حيث تلقى الخبر في ممر ملعب غوديسون بارك من الرئيس التنفيذي للنادي، فيما التزم أبراموفيتش الصمت. لكن اللاعبين احتفلوا بمدربهم على طريقتهم، إذ أقاموا عشاء وداعياً وصفه أنشيلوتي بـ”اللحظة التي لا تُنسى”.
ورغم مرارة التجربة، أبدى تقبلاً نادراً للأمر:
“ربما كان محقاً في إقالتي. في الموسم التالي حصل تشيلسي أخيراً على دوري الأبطال، حتى لو أقال المدرب بعد ستة أشهر.”
اقرأ أيضاً: ميسي يواصل كتابة التاريخ في الدوري الأمريكي بثنائية جديدة

أنشيلوتي وبيلينغهام: شهادة استثنائية
بعيداً عن ذكريات تشيلسي، أشاد أنشيلوتي مؤخراً بلاعبه السابق في ريال مدريد، جود بيلينغهام، واصفاً إياه باللاعب “الاستثنائي”، مؤكداً أن كلماته في نهائي دوري الأبطال 2024 ساهمت في قلب النتيجة لمصلحة الفريق الملكي.
سجل الألقاب: أكثر من مجرد مدرب عادي
مع مسيرة ممتدة عبر إيطاليا، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا وإسبانيا، يظل أنشيلوتي المدرب الوحيد الذي حصد دوري أبطال أوروبا خمس مرات كمدرب، بجانب باقة من الألقاب المحلية والقارية أبرزها:
-
ميلان: دوري أبطال أوروبا مرتين + ألقاب محلية عدة.
-
تشيلسي: الدوري الإنجليزي + كأس الاتحاد الإنجليزي.
-
باريس سان جيرمان: الدوري الفرنسي.
-
ريال مدريد: 3 ألقاب دوري أبطال أوروبا + الدوري الإسباني مرتين.
-
بايرن ميونخ: الدوري الألماني.
تصريحات كارلو أنشيلوتي تكشف جانباً مختلفاً من تاريخه مع تشيلسي، حيث اصطدم بأسلوب ملكية متطلبة تتدخل في التفاصيل الصغيرة. ورغم نجاحاته الباهرة في أوروبا، بقيت تجربة ستامفورد بريدج علامة فارقة تذكره بأن أعظم المدربين قد يصطدمون بالظل الثقيل للمالكين.




