الفيفا يفرض حظر التسجيل على الشباب والرياض في الدوري السعودي
ديلي سبورت عربي-وكالات
في خطوة جديدة تُسلّط الضوء على الضغوط المالية داخل الكرة السعودية، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منع ناديي الشباب والرياض من تسجيل لاعبين جدد حتى تسوية قضايا مالية معلقة. القرار يعيد طرح سؤال جوهري: إلى أي مدى باتت إدارات الأندية قادرة على موازنة الطموح الرياضي مع الانضباط المالي؟
خلفيات القرار: ما وراء حظر الشباب والرياض
بحسب القائمة الرسمية الصادرة عن الفيفا، انضم الشباب والرياض إلى تسعة أندية سعودية أخرى تواجه قيودًا مماثلة.
عادة لا يكشف الاتحاد الدولي تفاصيل تلك القضايا، لكنها غالبًا تتعلق بمنازعات مالية مع لاعبين أو أندية سابقة، أو خروقات تنظيمية في تسجيل العقود.
ورغم غياب التفاصيل الدقيقة، إلا أن القرار يُعد رسالة واضحة حول تشديد الفيفا الرقابة على الامتثال المالي في الدوريات التي تشهد توسعًا استثماريًا كبيرًا مثل الدوري السعودي.
الأثر المباشر على نادي الشباب
نادي الشباب يعيش بالفعل فترة انتقالية صعبة، بعد موسم متقلب على المستويين الفني والإداري.
قرار الفيفا يأتي في وقت يسعى فيه النادي لتجديد صفوفه استعدادًا للنصف الثاني من الموسم، ما يعني أن أي تجميد لحركة التسجيل قد يحد من خيارات الجهاز الفني ويؤثر على طموحات الفريق في المنافسة.
قد يضطر الشباب إلى الاعتماد على العناصر الحالية أو تصعيد لاعبين من الفئات السنية، بانتظار تسوية الملف المالي لرفع الحظر.
وضع نادي الرياض: تحدٍ مزدوج في موسم العودة
أما الرياض، الذي عاد حديثًا إلى الأضواء، فيواجه تحديًا مضاعفًا. فبعد محاولاته تعزيز قائمته لمجاراة إيقاع دوري روشن، جاء قرار الفيفا ليعقّد خططه في فترة الانتقالات الشتوية.
ويبدو أن النادي مطالب بتحرك سريع لحسم القضايا قبل بدء السوق، إذ أن التأخير قد يضعف فرصه في البقاء بالمراكز الآمنة.
الأندية السعودية الأخرى المتأثرة
قائمة الفيفا تضمنت أيضًا تسعة أندية سعودية من مختلف الدرجات:
طويق، نجران، الصفا، الوحدة، الشعلة، المحمل، الجندل، العين، وأحد.
هذا العدد اللافت يشير إلى تحدٍ بنيوي في إدارة الالتزامات المالية، رغم الطفرة الاستثمارية التي يشهدها المشهد الكروي المحلي.
دلالات القرار: بين الحوكمة والطموح
تسعى وزارة الرياضة ورابطة الدوري السعودي لتعزيز حوكمة الأندية وتحسين الامتثال المالي ضمن مشروع “نموذج الاستدامة”.
اقرأ أيضًا: 100 يوم تفصلنا عن دورة الألعاب الأولمبية في باريس – كل شيء بات جاهزًا، ولكن هناك تساؤلات حول حفل الافتتاح والأمن

لكن قرارات كهذه من الفيفا تكشف أن الطريق لا يزال طويلًا أمام بناء بيئة مالية منضبطة ومستدامة.
رفع الحظر سيكون ممكنًا فور تسوية المخالفات، إلا أن الأثر المعنوي والسمعة الدولية سيبقى حاضرًا لفترة طويلة.
ما الخطوة التالية؟
وفق لوائح الفيفا، يُرفع الإيقاف مباشرة بعد تسوية النزاعات وسداد المستحقات.
لذلك، من المتوقع أن يتحرك الشباب والرياض بسرعة لإغلاق ملفات القضايا لتجنب أي تأثير سلبي على استعداداتهما للموسم.
قرار الفيفا ليس مجرد عقوبة إدارية، بل إنذار تحذيري للنظام الكروي السعودي في خضم طفرة الاستثمار والتعاقدات الضخمة.
التحدي الحقيقي للأندية الآن لا يكمن فقط في المنافسة على الملعب، بل في إدارة المال بذكاء ومسؤولية توازي الطموح الرياضي.




