جواو فيليكس… من الطفل الذي راوغ الكرة قبل أن يمشي إلى جوار رونالدو في النصر

ديلي سبورت عربي-وكالات
منذ أن كان في السابعة من عمره، بدأ جواو فيليكس رحلته اليومية الشاقة من مدينة فيسيو إلى بورتو، برفقة والديه، خمس مرات أسبوعياً، ليلتحق بأكاديمية بورتو.
جواو فيليكس ورحلة الطفولة: 241 كيلومتراً من الأمل
ست سنوات من التنقل اليومي لمسافة 241 كيلومتراً، صنعت فيه لاعباً اعتاد الصبر والمثابرة، لكنها أيضاً كشفت له في وقت مبكر عن ثمن الحلم.
فيليكس يتذكر لحظة انتقاله للعيش وحده في بورتو بعمر 13 عاماً بقوله: “ليلة تحقيق الحلم كانت مخيفة. أمسكت يد والدي وقلت: أريد العودة للمنزل. لكنه نظر في عيني وقال: ابقَ الليلة، وإن لم تشعر بالراحة سأعود غداً، لكن سيكون قراراً نهائياً.”
البدايات: كرة في كل زاوية ومنزل لا يخلو من الشغف
في منزل العائلة، كانت الكرة هي الهدية الأثمن. يقول فيليكس: “كنا نملك 15 كرة في المنزل. نلعب في المطبخ وغرفة المعيشة… كانت عالمنا الخاص.”
ويضيف مازحاً: “كان والداي يقولان إنني راوغت الكرة قبل أن أمشي. ربما لم تكن حقيقة، لكنها قريبة منها.”
موهبة فطرية قوبلت بالتشكيك
رغم شغفه باللعبة، لم يجد فيليكس دائماً الثقة في محيطه الكروي. يتحدث عن بداياته في فرق الناشئين: “كنت أحب أن تكون الكرة معي. لكن في النادي، لم يؤمنوا بي. انتقدوا حجمي، أخرجوني من الملعب، وسُلبت متعتي.”
هذه التجربة ساهمت في تشكيل شخصيته داخل الملعب، حيث يقول: “كنت أمرر فقط لمن أثق بهم… الكرة كانت ملكي.”
صعود نيزكي مع بنفيكا… ثم انتقال تاريخي
بعد أن أصبح أصغر لاعب يمثل الفريق الرديف لبنفيكا، لمع نجمه سريعاً. أحرز 20 هدفاً في موسم 2018-2019، وتُوّج بلقب الدوري، وفاز بجائزة أفضل لاعب شاب، ثم جائزة “الفتى الذهبي” كأفضل لاعب تحت 21 عاماً في أوروبا.
ذاك التألق جعله ينتقل لأتلتيكو مدريد مقابل 113 مليون جنيه إسترليني، ليُصنّف كواحد من أغلى اللاعبين في تاريخ اللعبة.
أتلتيكو مدريد… الموهبة تصطدم بالواقعية
تحت قيادة المدرب دييغو سيميوني، دخل فيليكس في صدام تكتيكي. لم يتأقلم مع أسلوب اللعب الدفاعي، وظهرت مؤشرات التوتر مبكراً.
يقول الصحافي غيليم بالاغي: “سيميوني طلب منه أداء مهام تكتيكية، لكن جواو تجاهلها تماماً… منذ تلك اللحظة، بدأت مشكلته في الفريق.”
رغم فوزه بجائزة أفضل لاعب في موسم 2021-2022 داخل النادي، ظل فيليكس يتنقل بين دكة البدلاء والمشاركة غير المستقرة، ليبدأ بعدها سلسلة الإعارات.
تنقلات بلا استقرار… وتشكيك في الذهنية
تشيلسي، برشلونة، ثم تشيلسي مرة أخرى، فميلان… تنقلات متلاحقة لم تُظهر انفجار موهبته كما كان متوقعاً.
بي بي سي أشارت إلى أنه لم يسجل أكثر من 10 أهداف في موسم واحد منذ مغادرته البرتغال، رغم اللعب لأكبر الأندية.
اقرأ أيضًا: جواو فيليكس في ميلان.. الأوضاع لا تسير الى صالح البرتغالي

الصحافي ماركوس ألفيش قال: “الإحساس السائد في البرتغال أن فيليكس تخلى عن فكرة أن يكون لاعباً على أعلى مستوى دولي.”
ويضيف بالاغي: “ليست المشكلة في الإمكانات، بل في الذهنية. المدربون يرون الموهبة، لكن لا يجدون استجابة. إنه لا يصغي.”
وكيل قوي وسيناريوهات مثيرة للجدل
يدير أعمال فيليكس الوكيل الشهير خورخي مينديز، المعروف بعلاقاته القوية مع كبرى الأندية. كثيرون يرون أن مينديز كان المفتاح وراء خروجه من مواقف معقدة، مثل رحيله عن أتلتيكو وإعاراته المتتالية، ما أثار تساؤلات حول استقرار مسيرته.
اليوم، يصل فيليكس إلى نادي النصر السعودي، ليرافق القائد البرتغالي كريستيانو رونالدو.
التحاقه بالنصر جاء بعد أن ارتبط اسمه بالعودة إلى البرتغال، لكن العلاقة الجيدة مع المدرب خورخي خيسوس حسمت وجهته.
قال فيليكس بعد التوقيع: “أخيراً سأعمل مع السيد خيسوس. إنه يحبني جداً، وأنا متشوق للتعلم معه.”
في الـ25 من عمره، لا تزال أمام جواو فيليكس فرصة لإعادة اكتشاف نفسه، وتقديم الوجه الحقيقي للموهبة التي لطالما وُصفت بأنها “فن خالص”.




