كأس الأمم الأفريقية | المغرب تحت الأضواء وسط صراع كبار القارة

ديلي سبورت عربي _ وكالات
مع انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من كأس أمم أفريقيا، تنصب الأنظار على المغرب، التي تستضيف البطولة لأول مرة منذ 1988. ستكون مباراة الافتتاح يوم الأحد 21 ديسمبر، حيث يواجه المنتخب المغربي نظيره جزر القمر في الرباط. هذه النسخة تعد بالكثير من الإثارة، وتتنافس فيها أكبر القوى الكروية في القارة السمراء، مع وجود بعض المنتخبات التي تحمل آمالًا كبيرة في تتويج جديد.
المغرب – أقوى المرشحين مع عبء الاستضافة
يأتي منتخب المغرب إلى البطولة وهو في أوج قوته، بقيادة المدرب وليد الركراكي. الفريق المغربي يسير في مسيرة مذهلة، حيث حقق 18 فوزًا متتاليًا في المباريات الدولية المعترف بها من قبل الفيفا، وهو رقم قياسي جديد على مستوى المنتخبات. كما أن المغرب لم يخسر أي مباراة تنافسية على أرضه منذ عام 2009، مما يجعلهم في موقع قوي للذهاب بعيدًا في البطولة.

على الصعيد الفردي، لا يمكن تجاهل تأثير أشرف حكيمي، الذي أبدع مع باريس سان جيرمان في الموسم الأخير وسجل 30 مساهمة هجومية في الدوري الأوروبي، مما يجعله أحد أفضل المدافعين في العالم في الوقت الحالي. لكن رغم هذه القوة الكبيرة، يبقى السؤال: هل يستطيع المغرب أخيرًا إتمام المهمة والتتويج باللقب الذي غاب عنه منذ 1976؟ التحدي النفسي هنا قد يكون أكبر من أي تحدٍ تكتيكي.
مصر – قوة تاريخية تبحث عن العودة إلى القمة
مصر، أكثر المنتخبات تتويجًا بكأس أمم أفريقيا بسبعة ألقاب، لن تكون بعيدة عن دائرة المنافسة. رغم أنها غابت عن التتويج في آخر سبع نسخ، يبقى الفراعنة من أبرز القوى في القارة، بقيادة النجم محمد صلاح. صلاح، الذي سجل سبعة أهداف في آخر 19 مباراة بكأس الأمم، يقود فريقه في سعيه لاستعادة أمجاد الماضي.

المنتخب المصري رغم التراجع الملحوظ في مستوى صلاح مع ليفربول هذا الموسم، حيث انخفض معدل أهدافه بشكل ملحوظ، إلا أن تألقه في تصفيات كأس العالم وتصدر المجموعة دون هزيمة يعطي أملًا لجماهيره. ليس فقط صلاح، بل عناصر مثل عمر مرموش ومحمد النني سيشكلون عاملًا مهمًا في تعزيز قوة الفريق في البطولة.
السنغال – إعادة البناء بعد الخروج المبكر
السنغال، بطل 2021، تدخل البطولة في حالة من التحول بعد الخروج المفاجئ من دور الـ16 في النسخة الماضية. لكن هذا الخروج ساهم في تغييرات جذرية، أبرزها رحيل المدرب عليو سيسيه وتعيين بابي ثياو، الذي بدأ في إعادة بناء الفريق.
رغم ذلك، تبقى السنغال قوة كبيرة بفضل لاعبيها المتميزين مثل ساديو ماني، الذي أصبح أحد أفضل المهاجمين في أوروبا، ونجوم آخرين مثل إسماعيلا سار الذي يقدم أداءً رائعًا مع كريستال بالاس، وإليمين نداي من شيفيلد يونايتد. مع هذه التشكيلة القوية، قد تكون السنغال قادرة على العودة إلى القمة وتجاوز إخفاقاتها السابقة.
عناوين أخرى تهمك
الجزائر.. استقرار وحوافز جديدة
على الرغم من عدم تقديم الجزائر الأداء المطلوب في آخر نسختين من البطولة (2021 و2023)، إلا أن الفريق تحت إشراف المدرب فلاديمير بيتكوفيتش يبدو في حالة أفضل. بعد فوزهم بلقب 2019، تعرضوا لخروج مفاجئ من دور المجموعات في النسختين الأخيرتين، لكنهم بدأوا في استعادة توازنهم، وقدموا أداءً قويًا في تصفيات كأس العالم.

النجم رياض محرز، الذي يخوض على الأرجح آخر بطولاته الدولية، سيكون أحد أكبر الأسلحة في يد الجزائر. كما أن الظهور المميز لمهاجم فولفسبورغ محمد أمورا في التصفيات، إلى جانب أسماء مثل إسماعيل بن ناصر، يعزز من فرص الجزائر في أن تكون “الحصان الأسود” في البطولة.
نيجيريا – القوة الهجومية مع قلق دفاعي
منتخب نيجيريا، وصيف النسخة الأخيرة، يمتلك أحد أعمق خطوط الهجوم في البطولة، بقيادة فيكتور أوسيمهن، الذي يواصل التألق مع منتخب بلاده بعد موسم رائع في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، تشعر نيجيريا بقلق بشأن ضعف دفاعها بعد اعتزال ويليام تروست-إكونغ وإصابة بعض اللاعبين الرئيسيين مثل أولاً عينا وبنجامين فريدريك.
رغم هذه الهواجس الدفاعية، تعد نيجيريا من الفرق التي تمتلك القدرة على التنافس في المراحل المتقدمة من البطولة، بفضل قوة هجومية تضم أيضًا أسماء مثل أديمولا لوكمان وأليكس إيوبي.
بين طموح المغرب والصراع الافريقي
كل فريق من هذه الفرق الخمسة يحمل طموحات كبيرة في كأس أمم أفريقيا 2025. من المغرب التي تستضيف البطولة وتحلم بالتتويج على أرضها، إلى مصر الباحثة عن استعادة مجدها، مرورًا بالسنغال، الجزائر، ونيجيريا التي تمتلك جيلًا من اللاعبين القادرين على المنافسة، تعد البطولة الحالية بالكثير من المفاجآت والدراما. مع بدء العد التنازلي للمباريات، ستكون الأنظار مركزة على هذه القوى الكروية العظمى في القارة، وسط التوقعات بأن تكتب البطولة الجديدة فصلًا مثيرًا في تاريخ كرة القدم الأفريقية.




