
ديلي سبورت عربي – وكالات
قدّم توماس توخيل واحدة من أغرب النسخ التكتيكية للمنتخب الإنجليزي منذ سنوات، حين اعتمد أمام ألبانيا على تمركز هجومي شديد الضيق، حتى بدا وكأن جميع لاعبي إنجلترا يشغلون مركز “رقم 10” في الوقت نفسه.
ورغم المخاطر التي حملتها هذه المقاربة، فإنها أثمرت فوزًا ثامنًا على التوالي، وأبقت سجل الأسود الثلاثة مثاليًا في تصفيات كأس العالم 2026.
ضربة تكتيكية غير مألوفة من إنجلترا، كل اللاعبين في مركز واحد
في مفارقة تناقض تصريحاته ما قبل المباراة، دفع توخيل بكل من هاري كين، جود بيلينغهام وفيل فودن معًا في أدوار متداخلة تمامًا تميل نحو العمق.
والمفاجأة الأكبر كانت في أن متوسط تمركز جميع لاعبي المنتخب – باستثناء قلبي الدفاع – كان داخل الثلث الأخير من ملعب ألبانيا، وبتمركز ضيق غير معتاد.
خريطة المواقع تكشف خطة “الاختناق المركزي”
أظهرت خرائط التمركز أن:
- جارود بوين كان الأكثر تقدمًا.
- هاري كين وآدم وارتون احتلا تقريبًا نفس الموقع!
- الظهير الشاب نيكو أوريلي ظهر في عمق ملعب المنافس رغم مركزه التقليدي على الأطراف.
هذه القراءة تؤكد أن توخيل كان يريد “حشر” المباراة في عمق دفاع ألبانيا واجبارهم على اتخاذ قرارات صعبة بتمريرات قصيرة وسريعة بين الخطوط.
لماذا اعتمد توخيل على العرض الضيق بدل فتح الملعب؟
بعكس الأسلوب المعتاد أمام دفاع منخفض، لم يبحث توخيل عن العرضيات ولا عن استغلال الأطراف.
بل سعى إلى خلق ازدحام مركزي يمنح إنجلترا وفرة عددية حول منطقة العمليات، لإجبار مدافعي ألبانيا على الاختيار بين:
- مجاراة التحركات والدخول إلى العمق، مما يفتح الأطراف.
- البقاء في مواقعهم، مما يسمح لإنجلترا بخلق المساحة بين الخطوط.
تبادل مراكز مستمر يصعّب المراقبة
ظهر ذلك بوضوح مع:
- تحرك بيلينغهام بين العمق والجانب باستمرار.
- دخول فودن إلى العمق رغم مشاركته دقائق قليلة.
- تقدم أوريلي ووارْتون إلى مناطق لا يشغلانها عادة.
الجانب الخطير في الخطة… المساحات خلف الظهيرين
إصرار توخيل على تكديس لاعبيه في العمق جعل الأطراف مكشوفة تمامًا، وهو ما حاولت ألبانيا استغلاله بمرتدات سريعة عبر هوكشا وباجرامي.
ألبانيا كادت تسجّل الأفضل في المباراة
أبرز الفرص جاءت عبر:
- تمريرات طويلة من كريستيان أسلاني استهدفت المساحات خلف أوريلي وكوانساه.
- فرصة خطيرة لهوكشا تصدى لها دين هندرسون.
ورغم سيطرة إنجلترا على المجريات، فإن فريقًا أكثر فاعلية أمام المرمى كان يمكنه معاقبة الانفتاح المبالغ به.
كين يحسم المباراة… ولكن من كرات ثابتة وعرضية
رغم سيطرة إنجلترا المركزية، فإن الهدفين جاءا:
- الأول: من ركنية.
- الثاني: من عرضية مذهلة لراشفورد نحو القائم البعيد.
ما يعني أن خطة “الاختناق المركزي” لم تتحول بعد إلى فرص محققة من اللعب المفتوح.
خاتمة تحليلية
تجربة توخيل في تيرانا قد تكون واحدة من أكثر أفكاره جرأة منذ توليه قيادة إنجلترا.
الرهان على تمركز مركزي ضيق خلق فوضى إيجابية في الهجوم، وأربك ألبانيا دفاعيًا، لكنه في الوقت نفسه كشف هشاشة الأطراف وفتح بابًا لمرتدات خطيرة.
ويبقى السؤال:
هل كانت هذه الخطة اختبارًا عابرًا… أم مقدمة لفلسفة جديدة يعمل عليها توخيل قبل مونديال 2026؟
الأسابيع القادمة ستكشف الكثير.





