أزمة رينان لودي مع الهلال تصل لمرحلة الانفجار
ديلي سبورت عربي-وكالات
في توقيت حرج من الموسم، تصاعدت أزمة رينان لودي مع الهلال بعد أن قرر اللاعب البرازيلي فسخ عقده من طرف واحد ومغادرة المملكة، احتجاجًا على استبعاده من قائمة الفريق المحلية.
في المقابل، أعلن نادي الهلال تمسكه الكامل بحقه القانوني، مؤكدًا أن موقفه سليم من الناحية النظامية.
القضية لم تعد خلافًا رياضيًا فحسب، بل تحوّلت إلى نزاع قانوني مفتوح قد يمتد لأشهر، وقد يُحدث صدى في الأوساط الكروية السعودية والدولية.
موقف الهلال: ثقة قانونية وتصعيد مرتقب
أكد هشام الكثيري، مدير التواصل في نادي الهلال، أن الإدارة تلقت خطابًا رسميًا من محامي اللاعب يُفيد بفسخ عقده. ورد النادي ببيان رسمي جاء فيه أن الإدارة ستتخذ جميع الإجراءات النظامية لحفظ حقوقها، مما يشير إلى أن القضية تتجه إلى تصعيد قانوني أمام الجهات المختصة.
“لن نتنازل عن حقوق النادي”، كانت الرسالة الواضحة التي حملها البيان الهلالي، في إشارة إلى أن الأزمة ستأخذ منحى قانونيًا معقدًا خلال الفترة المقبلة.
لودي: قاتلت من أجل الهلال لكنني حُرمت من اللعب
نشر رينان لودي بيانًا شخصيًا على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، أعرب فيه عن شعوره بالخذلان بعد استبعاده من قائمة الدوري السعودي، موضحًا أنه انضم إلى الهلال لتحقيق البطولات، لكنه لم يكن يتوقع أن يتم استبعاده من المشاركة المحلية بشكل مفاجئ.
أوضح لودي أنه حاول التواصل مع الإدارة لحل الأزمة بطريقة ودية، لكنه لم يتلقَّ ردًا، ما دفعه لاتخاذ خطوات قانونية للمطالبة بحقه في ممارسة مهنته، حسب تعبيره.
خلفيات القرار: تغييرات في الهلال وقيود على الأجانب
أشارت صحيفة “لانس” البرازيلية إلى أن قضية لودي ترتبط بشكل مباشر بالتغييرات التي شهدتها قائمة الهلال بعد بطولة كأس العالم للأندية.
ومع قدوم أسماء بارزة مثل الفرنسي ثيو هيرنانديز والأوروغوياني داروين نونيز، وجد لودي نفسه خارج حسابات المدرب الجديد سيموني إنزاغي.
قيود الاتحاد السعودي على اللاعبين الأجانب:
يسمح بتسجيل 8 لاعبين أجانب فقط في القائمة المحلية.
الهلال قرر قيد مالكوم في القائمة الأساسية.
كايو سيزار أُدرج في قائمة تحت 21 عامًا.
لودي وماركوس ليوناردو تم استبعادهما، ووُضعا في حالة “إجازة مدفوعة”.
الصحافة البرازيلية: تهميش متعمد أم قرار فني؟
تناولت وسائل الإعلام البرازيلية تفاصيل الأزمة بشكل موسع، حيث ذكرت صحيفة “يو أو إل” أن لودي غادر الرياض غاضبًا متجهًا إلى كوريتيبا، بعد أن أبلغ إدارة الهلال بفسخ العقد.
ووصفت القرار بأنه رد فعل على “قلة احترام” شعر بها اللاعب وممثلوه بعد استبعاده من القائمة دون مبررات واضحة.
وأكدت “غلوبو” أن اللاعب، البالغ من العمر 27 عامًا، لم يكن مستعدًا لقضاء موسم كامل بلا دقائق لعب كافية، خاصة أنه لا يزال في ذروة عطائه الفني والبدني.
رؤية إنزاغي: فلسفة مختلفة وسقوط ضحايا
مع وصول المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، تغيرت فلسفة اللعب في الهلال بشكل ملحوظ، إذ أصبحت الأولوية للسرعة والمرونة التكتيكية على الأطراف.
ويبدو أن لودي، رغم خبرته، لم يكن منسجمًا تمامًا مع هذه الرؤية، مقارنة بثيو هيرنانديز الذي يتمتع بمواصفات هجومية أكبر وانسجام أسرع مع أسلوب المدرب.
أرقام وإحصائيات مقارنة:
رينان لودي: 58 مباراة – 4 بطولات – معدل تمرير 87%
ثيو هيرنانديز (مع ميلان): مساهمات هجومية أعلى، تمريرات عرضية فعالة، وتنوع في الأدوار الدفاعية والهجومية
هل تعود القضية إلى الفيفا؟ السيناريوهات المحتملة
يبدو أن الخلاف بين الطرفين لن يتوقف عند حدود البيانات الصحفية، إذ تشير مصادر متعددة إلى أن إدارة الهلال قد تلجأ إلى تقديم شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، في حال أصر لودي على فسخ العقد من طرف واحد دون تسوية.
اقرأ أيضًا: الهلال ضد الدحيل: كانسيلو جاهز وآمال على ليوناردو

من جهته، يعوّل اللاعب على الدعم القانوني الذي يتلقاه، ويعتبر أن استبعاده يُعد انتهاكًا لحقه في مزاولة المهنة، ما قد يمنحه قوة دفع في النزاع القانوني.
خاتمة تحليلية: خسارة فنية أم بداية مرحلة جديدة؟
مهما كانت نهاية أزمة رينان لودي مع الهلال، فإنها تسلط الضوء على تعقيدات إدارة النجوم في الأندية السعودية، خصوصًا مع تشدد القواعد التنظيمية الخاصة بالأجانب، وتزايد الضغوط على المدربين لتحقيق النجاح الفوري.
الهلال خسر لاعبًا خبيرًا في توقيت صعب، لكن إدارة النادي ترى أنها تملك بدائل أكثر فاعلية، وتُراهن على انسجام الأسماء الجديدة مع مشروع إنزاغي.
ما إذا كان لودي سيكسب قضيته أو يعود مجددًا إلى الملاعب السعودية، فذلك ما ستكشفه الأيام المقبلة.




