
ديلي سبورت عربي _ وكالات
بعد ليلةٍ أوروبية مُخيّبة في لندن، يدخل بايرن ميونيخ مباراة السبت ضد سانت باولي وهو لا يزال يحاول هضم خسارته الأولى هذا الموسم أمام آرسنال. سقوطٌ أنهى سلسلة امتدت 18 مباراة بلا هزيمة، وأعاد فتح باب الأسئلة حول حالة الفريق الذي بدأ الموسم بقوة ساحقة قبل أن يتباطأ إيقاعه بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة.
لكن مواجهة سانت باولي ليست مجرد مباراة عادية ضمن الجولة 12 من البوندسليغا. إنها ليلة يتقاطع فيها التاريخ مع التناقضات الاجتماعية، والفوارق المالية مع الروايات الرومانسية، وكل ذلك تحت ضغط رغبة بايرن في تثبيت هيمنته المحلية قبل أن تتسع الشكوك.
خسارة لندن… وهشاشة لم تكن ظاهرة
إيقاع بايرن في بداية الموسم كان أقرب إلى ماكينة محسوبة: 16 انتصاراً متتالياً، تفوق هجومي واضح، وثبات في القمة. لكن الفوز في مباراة واحدة فقط من آخر ثلاث فتح الباب أمام قراءة جديدة لمسار الفريق.
فنياً، لم يكن الفريق سيئاً في لندن، لكنه افتقر إلى الصلابة في لحظات التحول الدفاعي، وهي نقطة تُعد مؤشراً مهماً مع دخول الشتاء وازدياد الضغط البدني.

فينسنت كومباني حاول تحويل الخسارة إلى نقطة انطلاق، لا أزمة.
قال المدرب البلجيكي: «الآن سنرى كيف نتعامل مع هذه اللحظة، وكيف ستجعلنا أفضل. الإجابات ستأتي يوم السبت».
في لغة كومباني، كانت هناك محاولة واضحة لخفض التوتر وإعادة توجيه تركيز لاعبيه نحو المهمة التالية، خصوصاً وأن بايرن — رغم كل شيء — ما زال دون هزيمة في الدوري، ومتربعاً على القمة منذ 43 جولة، مع ضمان تحطيم الرقم القياسي بـ44 جولة مهما كانت نتيجة السبت.
حكاية بايرن ميونخ وسانت باولي… عندما تصبح كرة القدم انعكاساً لمجتمع كامل
قد تكون مباراة السبت على الورق مواجهة بين متصدر يملك 41 هدفاً، وفريق سجل 9 فقط وخسر ثماني مباريات متتالية. لكن هنا، يكمن سحر هذه المواجهة: إنها ليست مجرد أرقام.
بايرن وسانت باولي يمثلان طرفي نقيض في كل شيء تقريباً: عملاق اقتصادي مقابل نادٍ يساري الهوية.
مؤسسة تدار بعقلية الشركات الكبرى مقابل نادٍ يتغذى على ثقافة “البانك” وولاء الطبقة العاملة. شعار نجوم بايرن المتخم بالإنجازات، مقابل الجمجمة والعظمتين التي تحولت إلى رمز ثقافي عالمي.
من هنا تسوّق القنوات الألمانية هذه المباراة تحت عنوان “حرب طبقات”، رغم أن الواقع داخل الملعب عادة ما يميل بثقله التاريخي لصالح الفريق البافاري.
عناوين أخرى تهمك
- موعد مباراة برشلونة وديبورتيفو ألافيس والقنوات الناقلة
- بين نكسة ليفربول وتألق مبابي… ليلة صنعت عناوين الصحف الكبرى
ليلة سقوط بايرن ميونخ.. قاهر بطل العالم
لكن التاريخ أيضاً يحتفظ بذكريات تُعطي سانت باولي حق الحلم، وأشهرها ما حدث في 6 فبراير 2002: فوز الفريق صاحب القاع على حامل لقب الإنتركونتيننتال 2-1.يومها احتفل الجمهور بطباعة كلمة ألمانية يصعب حتى نطقها: Weltpokalsiegerbesieger — قاهر بطل العالم.

مواجهة السبت لن تحمل الأجواء ذاتها، لكنها تستعيد روح تلك الأمسية: فريق بلا ضغط، يزور ميونيخ في أسوأ حالاته، لكنه يعرف أن كرة القدم تُكافئ أحياناً من لا يخشى الخسارة.




