إنجلتراالرئيسية

أزمة ليفربول تتعمّق رغم إنفاق 440 مليون جنيه… وصلاح في قلب العاصفة

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

بعد صيفٍ ضخم أنفق فيه ليفربول أكثر من 440 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه، توقّع الجميع أن يدخل الفريق مرحلة هيمنة جديدة تحت قيادة آرنه سلوت.
لكن ما حدث كان العكس تمامًا: خمس هزائم في آخر ست مباريات، أداء باهت، وانهيار معنوي جعل الفريق يهبط إلى منتصف جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، فيما تحوّل النجم المصري محمد صلاح من رمزٍ للثبات إلى مصدر قلقٍ كبير داخل “أنفيلد”.

تكرار لعنة الأبطال لليفربول : لماذا الدفاع عن اللقب أصعب من الفوز به؟

يشير تقرير The Sun إلى أن ما يمرّ به ليفربول ليس استثناءً في تاريخ البطولة.
فمنذ حقبة سير أليكس فيرغسون، لم يتمكّن أي فريق من الدفاع المستمر عن لقبه سوى مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا.
ويقول الكاتب البريطاني ديف كيد إن الدفاع عن اللقب “يستنزف طاقة الأبطال أكثر من تحقيقه”، مشيرًا إلى أن ما يحدث لليفربول الآن يُشبه انهيارات سابقة:

  • تشيلسي تحت قيادة أنطونيو كونتي بعد موسم 2017.
  • ليستر سيتي بعد معجزة رانييري في 2016.
  • وحتى كلوب نفسه عام 2021 حين خسر الفريق ست مباريات متتالية على ملعبه.

استثمارات ضخمة… ونتائج صادمة

أنفق ليفربول في الصيف أكثر من 440 مليون جنيه إسترليني على صفقات هجومية ودفاعية ثقيلة، بينها:

  • فلوريان فيرتز (116 مليون جنيه)
  • ألكسندر إيساك (130 مليون جنيه)
  • جيريمي فريمبونغ وميلوش كيركِز في الأطراف
    لكن رغم الكلفة الهائلة، فشل أغلب الوافدين في الاندماج مع منظومة سلوت.
    الفريق خسر خمسًا من آخر ست مباريات، واستقبلت شباكه أهدافًا بمعدلات مقلقة، في حين تراجعت فعالية الهجوم بشكلٍ ملحوظ.

صلاح في أزمة غير مسبوقة

النجم المصري محمد صلاح، الذي احتفظ بلقب “لاعب العام” الموسم الماضي، يبدو بعيدًا عن مستواه المعتاد.
يشير التقرير إلى أن صلاح “لم يعد يشكّل التهديد نفسه في الثلث الأخير من الملعب”، كما أنّ الفرق المنافسة باتت تستهدف الجهة التي يشغلها بسبب ضعف المساندة الدفاعية.

بعمر 33 عامًا، بدأت الأسئلة تتزايد حول مدى قدرته على الاستمرار في القمة، خاصة بعد توقيعه عقدًا جديدًا وُصف بأنه “الأكثر إثارة للجدل في تاريخ النادي”.
وللمرة الأولى، يقول كيد إن جماهير ليفربول “لن تقلق كثيرًا” هذا الموسم من فقدان صلاح بسبب كأس الأمم الإفريقية، في إشارة إلى تراجع تأثيره في منظومة الفريق.

ليفربول

فيرتز وإيساك تحت المجهر

بينما وُصف فيرتز عند قدومه من ليفركوزن بأنه “العقل الجديد للهجوم الأحمر”، إلا أن بدايته كانت محبطة.
اللاعب الشاب بدا “خفيفًا بدنيًا” وفق وصف المحلل غاري نيفيل الذي قال إن “فيرتز بدا كطفل وسط رجال”.
أما الصفقة الثانية القياسية، ألكسندر إيساك، فقد عانى بدوره من الإصابات وعدم الجاهزية، حتى أنه لم يُشارك في الخسارة أمام مانشستر سيتي مؤخرًا.

بين الواقع والطموح: سلوت أمام اختبار الشخصية

يُدرك المدرب الهولندي آرنه سلوت أن التحدي الحقيقي ليس فنيًا فقط، بل نفسي أيضًا.
فالفريق فقد قائده المعنوي ديوغو جوتا بعد وفاته المفجعة، ما ترك أثرًا كبيرًا في غرف الملابس.
ومع رحيل عناصر الخبرة مثل ترنت ألكسندر أرنولد ولويس دياز، أصبح على سلوت أن يعيد بناء الهوية من الصفر وسط ضغوط جماهيرية هائلة.

نظرة تحليلية: تراجع شامل في المنظومة

الإحصاءات تُظهر بوضوح حجم الانحدار في أداء ليفربول:

  • تراجع متوسط الاستحواذ إلى 53% فقط (مقابل 62% الموسم الماضي).
  • انخفاض معدل التسديدات على المرمى بنسبة 28%.
  • استقبال الفريق 14 هدفًا في آخر 6 مباريات — وهو أسوأ رقم منذ 2015.

ويُعلّق كيد بأن “ليفربول لا يعاني من لاعبٍ واحد، بل من فقدان الانسجام بين الخطوط”، مؤكدًا أن غوارديولا كان محقًا حين قال:

“الاستمرار في القمة هو أصعب مهمة في كرة القدم الإنجليزية.”

المستقبل: عودة ممكنة أم بداية النهاية؟

ما زال الموسم في بدايته، لكن إشارات الأزمة واضحة.
فليفربول يحتاج إلى استقرار تكتيكي وعودة صلاح لمستواه ليوقف النزيف.
وإن فشل سلوت في إعادة الانضباط الذهني، فإن الفريق مهدّد بتكرار سيناريو تشيلسي 2016 أو ليستر 2017 — حين تحوّل الحلم إلى كابوس بعد التتويج مباشرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى