
ديلي سبورت عربي – إسبانيا
في ظل توترٍ متصاعد بين برشلونة والمنتخب الإسباني، خرج لويس دي لا فوينتي عن صمته ليردّ بلهجة هادئة لكنها حاسمة على الانتقادات الموجهة إلى طريقة تعامل جهازه الطبي مع لاعبي النادي الكتالوني.
المدرب الإسباني، البالغ من العمر 64 عامًا، أكد أن الأولوية في كل الحالات تبقى سلامة اللاعبين، مطالبًا وسائل الإعلام والنادي بعدم تضخيم الأمور.
خلفية الأزمة: إصابات بالجملة تثير غضب برشلونة و لويس دي لا فوينتي
بدأ الجدل حين أُجبر الثلاثي لامين يامال وداني أولمو وفيران توريس على مغادرة معسكر المنتخب خلال فترة التوقف الدولي الحالية بسبب إصابات متفاوتة.
برشلونة، الذي يعاني أصلاً من أزمة بدنية حادة في تشكيلته، عبّر عن امتعاضه من إدارة المنتخب لحملهم الزائد، خصوصًا أن الإصابات حدثت تباعًا في غضون أيام.
-
لامين يامال كان قد تعرض لإجهاد في سبتمبر الماضي أثناء مشاركته الدولية.
-
أولمو أصيب مجددًا في ربلة الساق، ومن المتوقع غيابه من أسبوعين إلى ثلاثة، ما يعني غيابه عن الكلاسيكو أمام ريال مدريد.
-
توريس انسحب مؤخرًا بعد تشخيص إصابته بإجهاد عضلي قبل مواجهة بلغاريا.
هذه الأحداث جعلت برشلونة يشكك في مدى تنسيق المنتخب مع النادي بخصوص الحمل التدريبي للاعبيه.
ردّ دي لا فوينتي: “نحن نعتني باللاعبين منذ سنوات”
في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة بلغاريا ضمن تصفيات كأس العالم 2026، بدا دي لا فوينتي هادئًا وواثقًا وهو يردّ على موجة الانتقادات:
“هذه ليست أزمة جديدة. نحن نعمل على حماية اللاعبين منذ زمن طويل.
كل لاعب عانى من حالة خاصة استدعت مغادرته للمعسكر، ونحن دائمًا نضع صحتهم أولاً.”
وأضاف بحزم:
“نرى إصابات في الدوري الإسباني كل أسبوع، ومع ذلك لا أحد يعتبرها مشكلة كبرى.
ما يحدث هنا طبيعي في كرة القدم. لا داعي لتضخيم الأمور.”
وأكد المدرب أن استبعاد توريس تحديدًا كان قرارًا احترازيًا وليس بسبب إصابة خطيرة:
“أخبرني أنه لا يشعر بالجاهزية الكاملة، فقرّرنا منحه الراحة. هو لاعب مهم في مستقبل المنتخب.”
الشق الطبي: أين يبدأ سوء الفهم؟
يعود التوتر بين برشلونة والمنتخب إلى الصيف الماضي، حين انتقد النادي الكتالوني طريقة إدارة المنتخب لإصابة لامين يامال، معتبرًا أن الجهاز الطبي لم يمنحه الوقت الكافي للتعافي.
منذ ذلك الحين، يسود توتر صامت بين الأطراف، خصوصًا أن برشلونة يعاني من كثرة الإصابات العضلية في صفوفه هذا الموسم.
خبراء اللياقة في الصحافة الإسبانية يرون أن الخلل لا يكمن في المنتخب وحده، بل في التفاوت بين أنظمة التدريب في الأندية والمنتخبات، ما يزيد احتمال الإصابات عند الانتقال بين البيئتين خلال فترات قصيرة.
اقرأ أيضاً: مويسيس كايسيدو يفاجئ تشيلسي بهذا القرار!!!

تحليل تكتيكي: ضغط المباريات وثمن النجاح الإسباني
من الناحية الفنية، يعيش المنتخب الإسباني واحدة من أفضل فتراته تحت قيادة دي لا فوينتي —
تصدر المجموعة الخامسة بـ9 نقاط كاملة، متقدمًا على تركيا وجورجيا، بينما تتذيل بلغاريا الترتيب دون نقاط.
لكن هذا النجاح يأتي بثمن واضح: ضغط المباريات وتعدد المشاركات للاعبين الأساسيين، معظمهم من برشلونة وريال مدريد.
هذا الضغط يفسر تزايد الإصابات، خاصة لدى لاعبين شباب مثل يامال، الذين لم يعتادوا بعد على كثافة الموسم الكامل.
ما وراء الكلمات: نغمة دفاعية أم ثقة بالنظام؟
تصريحات دي لا فوينتي لم تكن مجرد رد فعل على أزمة آنية، بل تعكس فلسفة الرجل في إدارة المنتخب:
التوازن بين حماية اللاعبين والحفاظ على وحدة الفريق في وجه ضغوط الأندية والإعلام.
من الواضح أنه أراد إرسال رسالة مزدوجة:
-
إلى برشلونة: “نحن لا نهمل لاعبيكم.”
-
إلى الإعلام الإسباني: “الإصابات ليست مادة للتهويل.”
الخلاصة التحليلية: توتر قديم يتجدد بصيغة جديدة
خلاف برشلونة والمنتخب الإسباني حول إصابات اللاعبين ليس جديدًا، لكنه يتخذ الآن شكلاً أكثر علنية.
تصريحات دي لا فوينتي محاولة لاحتواء الغضب دون إشعال مواجهة مباشرة.
لكن الواقع أن تعدد الإصابات وازدحام الروزنامة يجعل هذه الأزمة قابلة للتكرار في كل توقف دولي قادم.
وفي حين يسعى المدرب للحفاظ على وحدة “لا روخا”، يبقى التحدي الحقيقي في بناء جسور ثقة طبية وفنية بين المنتخب والأندية الكبرى — قبل أن يتحول “التعب العضلي” إلى خلاف سياسي في كرة القدم الإسبانية.




