
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير مانشستر يونايتد يتخيل أن فريقهم، بكل ما يملكه من أسماء وميزانية ضخمة، سيجد نفسه ضحية واحدة من أكبر مفاجآت كأس الرابطة الإنجليزية عبر التاريخ. الخروج بركلات الترجيح أمام غريمسبي تاون،
فريق الدرجة الرابعة، لم يكن مجرد خسارة في مباراة، بل هزّة عنيفة أعادت فتح ملف الشكوك حول المدرب البرتغالي روبن أموريم، الذي بات على حافة الإقالة بعد أقل من عام في منصبه.
أزمة ثقة بين جماهير مانشستر يونايتد وروبن أموريم
الهزيمة لم تُكتب فقط في النتيجة النهائية، بل في المشهدية المصاحبة. عدسات الكاميرات التقطت أموريم وهو منهمك بلوح
تكتيكي في وقت كان فريقه متأخرًا 2-0، ما فسره الجمهور على أنه “تظاهر بالعمل” بدلًا من التدخل بقرارات جريئة.
الأمر لم يتوقف هنا، فخلال ركلات الترجيح ظهر المدرب مختبئًا في مقعد البدلاء غير قادر على متابعة المشهد. هذه اللقطات
تحولت إلى مادة ساخنة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وُصف أموريم بـ “الجبان”، وتوالت المطالبات بإقالته فورًا.
الجماهير، التي لطالما اشتهرت بدعمها للفريق في أصعب الظروف، شعرت هذه المرة أن المدرب فقد شجاعته ورسالته
القيادية، وأنه غير قادر على مجاراة الضغوط التي تتطلبها هوية “الشياطين الحمر”.
تصريحات تزيد النار اشتعالًا
بعد المباراة، حاول أموريم تفسير ما حدث قائلًا:
“لا يهم إن كنا عدنا أو لم نعد، المهم هو ما أظهره الفريق خلال المباراة. أعتقد أن الأفضل فاز. لقد بدأنا بلا شدة أو ضغط، وكنا تائهين تمامًا.”
هذه التصريحات وُصفت بأنها استسلام علني، بل وإدانة للاعبيه أكثر مما هي تحمل للمسؤولية الذاتية. النقاد اعتبروا أن نبرة المدرب تفتقد لأي نوع من الكاريزما أو الحافز، وهو ما زاد من عزلة الرجل داخل أسوار أولد ترافورد.
اقرأ أيضاً: غريمسبي 2-2 مانشستر يونايتد | صدمة مدوية وخروج مذل ليونايتد بركلات الترجيح

أزمة نتائج: أرقام لا ترحم
الإحصائيات تكشف حجم الأزمة:
-
فوز واحد فقط في آخر 7 مباريات بجميع المسابقات.
-
نسبة الانتصارات منذ تعيينه لا تتجاوز 37%.
-
تراجع في الأداء الهجومي والدفاعي معًا، إذ يعاني الفريق من صعوبة خلق الفرص وفي الوقت ذاته من استقبال أهداف ساذجة.
هذه الأرقام تقارن بمرارة مع تاريخ مانشستر يونايتد ومدربيه السابقين، وتجعل الحديث عن استمرارية أموريم ضربًا من الترف.
التكتيك محل جدل
من أبرز الانتقادات التي وُجهت إلى المدرب:
-
عناد تكتيكي: تمسكه المبالغ به بخطة دفاعية (3-4-3 أو 3-5-2) حتى أمام فرق صغيرة.
-
اختيارات مربكة: مثل إشراك ماسون ماونت كجناح دفاعي في وقت كان الفريق بحاجة لمزيد من القوة الهجومية.
-
غياب المرونة: على عكس مدربين كبار في البريميرليغ مثل غوارديولا أو كلوب، بدا أموريم وكأنه يفرض النظام بغض النظر عن ظروف المباراة.
النقاد مثل فيل جونز وجوبي ماكانوف وصفوا هذه القرارات بـ “المربكة” و”البعيدة عن منطق اللحظة”.
ضغط الإدارة والمستقبل المجهول
داخل النادي، يعرف الجميع أن ملكية السير جيم راتكليف وشركائه لا تقبل الفشل. مشروع إعادة بناء مانشستر يونايتد قائم على استثمارات ضخمة في سوق الانتقالات، وبالتالي فإن صبرهم على مدرب يتراجع بشكل مخيف قد لا يستمر طويلًا.
المباراة القادمة أمام بيرنلي في أولد ترافورد ستكون اختبارًا حاسمًا، حيث يرى الكثيرون أنها قد تكون “الفرصة الأخيرة” للمدرب البرتغالي لإنقاذ نفسه من الإقالة.
البدائل المطروحة لخلافة أموريم
الصحافة البريطانية بدأت بالفعل بتداول الأسماء المرشحة لتولي المهمة:
-
غاريث ساوثغيت
-
مدرب منتخب إنجلترا السابق.
-
يملك سمعة قوية في إدارة غرف الملابس، لكنه لا يملك خبرة عميقة مع الأندية الكبرى.
-
الأوفر حظًا بحسب مكاتب المراهنات.
-
-
مايكل كاريك
-
ابن النادي ومدرب ميدلزبره الحالي.
-
يتمتع بدعم قطاع من الجماهير التي تفضل رؤية وجه مألوف يعيد الروح “اليونيتيدية”.
-
-
ماوريسيو بوتشيتينو
-
حاليًا مدرب منتخب أمريكا.
-
خبرة سابقة في البريميرليغ مع توتنهام وتشيلسي، لكنه مثير للجدل بسبب نتائجه المتذبذبة.
-
-
زين الدين زيدان
-
اسم ثقيل وصاحب نجاحات أسطورية مع ريال مدريد.
-
العائق الأكبر: تردده في خوض تجربة خارج إسبانيا، وخصوصًا في بيئة مضغوطة مثل مانشستر.
-
-
أوليفر غلاسنر وتشافي هيرنانديز وماركو سيلفا
-
أسماء أخرى طرحتها وسائل الإعلام، لكنها لا تبدو خيارات أولى بالنسبة للإدارة.
-
عناوين قد تهمك:
-
الأهلي ونيوم.. أضواء النجومية وملايين التعاقدات تشعل بداية الدوري السعودي
-
بوروسيا دورتموند يعاقب عائلة جوب بيلينغهام

بين الواقع والطموح: هل يمكن إنقاذ الموسم؟
رغم الكارثة، يمتلك مانشستر يونايتد عناصر قادرة على قلب الطاولة إذا ما وُضعوا في منظومة مناسبة:
-
ماركوس راشفورد وبرونو فرنانديز لا يزالان من أفضل المواهب في الدوري.
-
تعاقدات مثل مبومو ودي ليخت تمنح الفريق الجودة المطلوبة.
لكن غياب الانسجام التكتيكي، والارتباك النفسي الذي يعيشه اللاعبون تحت قيادة أموريم، يهددان بتحول الموسم إلى كارثة مبكرة.
ساعة الحقيقة
مانشستر يونايتد اليوم يقف عند مفترق طرق. الاستمرار مع روبن أموريم يعني منح الرجل فرصة أخيرة لإصلاح المسار، لكن استمرار التراجع قد يدفع الإدارة لاتخاذ القرار الصعب بالإقالة.
في كرة القدم، النتائج وحدها هي التي تحكم، والجماهير لا تنتظر طويلًا. بعد فضيحة غريمسبي، لم يعد أمام أموريم سوى خيار واحد: الفوز وإعادة الثقة فورًا. أما الفشل، فسيجعل قصته مع يونايتد فصلًا قصيرًا يُضاف إلى قائمة المدربين الذين لم يتمكنوا من إعادة النادي إلى مجده المفقود.




