
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
حينما يستضيف أستون فيلا فريق نيوكاسل يونايتد على ملعب “فيلا بارك” لافتتاح الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز 2025/26،
لن تكون المباراة مجرد ثلاث نقاط عادية، بل هي مواجهة تحمل في طياتها قصة ثأر مؤجلة وحسابات معقدة بين فريقين أصبحا جزءاً من معادلة القمة في إنجلترا.
أستون فيلا أنهى الموسم الماضي وهو يلعن خسارة بطاقة دوري الأبطال في الجولة الأخيرة لصالح نيوكاسل، الذي تفوق
بفارق الأهداف. بالنسبة لجماهير “الفيلانز”، فإن خسارة ذلك المقعد الأوروبي التاريخي لم تكن مجرد إخفاق رقمي، بل جرح
كبرياء يحتاج إلى انتقام سريع. واليوم، في أول مباراة، تأتي الفرصة الذهبية للرد على أرضهم وأمام جمهورهم.
فيلا بارك.. قلعة أستون فيلا التي لا تُقهر
من أبرز ملامح الفريق تحت قيادة أوناي إيمري هي صلابة “فيلا بارك”. فالفريق يدخل اللقاء وهو لم يخسر في آخر 21 مباراة
متتالية على أرضه في جميع المسابقات (15 فوزاً، 6 تعادلات)، بينها ثمانية انتصارات متتالية. هذه السلسلة الذهبية هي
الأطول للنادي منذ حقبة السبعينات حين حقق رقماً مماثلاً امتد لـ 24 مباراة.
إيمري نجح في تحويل الملعب إلى حصن حقيقي، ليس فقط بالنتائج بل أيضاً بالأداء: ضغط عالٍ، سرعة في الانتقالات، وحضور
جماهيري يجعل الخصم يشعر بالاختناق منذ الدقيقة الأولى. وفي مواجهة نيوكاسل، الذي عانى تاريخياً على هذا الملعب
وخسر خمساً من آخر ست زياراته، تبدو الأرضية مهيأة لمواصلة التفوق.
غياب إيساك.. معضلة نيوكاسل الكبرى
القصة الأكثر إثارة قبل اللقاء هي غياب ألكسندر إيساك، هداف نيوكاسل ونجم الفريق، بعد أزمته مع الإدارة ورغبته العلنية
في الانتقال إلى ليفربول. اللاعب السويدي أحرز 11 هدفاً في آخر 13 مباراة خارج أرضه في البريميرليغ، ولا يسبقه في هذه
الإحصائية سوى محمد صلاح.
لكن الأرقام تُظهر بوضوح حجم الكارثة على “الماغبايز” عند غياب إيساك: الفريق لم يحقق أي فوز في آخر خمس مباريات
بدون مهاجمه الأساسي (3 تعادلات، هزيمتان)، وفشل في التسجيل في آخر ثلاث منها. بالنسبة لإيدي هاو، هذا الغياب
يمثل تحدياً تكتيكياً ونفسياً، إذ سيضطر إلى إيجاد حلول بديلة في الخط الأمامي.
خيارات هاو.. حلول ناقصة وقلق متزايد
من المرجح أن يُزج أنطوني غوردون في دور المهاجم الوهمي، رغم أنه جناح بطبيعته. اللاعب الشاب تألق في الموسم
الماضي على الأطراف، لكن وضعه في مركز متقدم يفتح الباب أمام علامات استفهام حول الفاعلية.
الخيار الآخر هو المهاجم الشاب ويليام أوسولا، الذي لم يشارك سوى في 906 دقائق بالدوري حتى الآن، ما يجعل الاعتماد
عليه مغامرة. هاو ربما يعوّل أكثر على تحركات برونو غيمارايش وجويلينتون في الوسط لدعم الهجوم، لكن غياب القناص
الصريح يبقى نقطة ضعف واضحة قد يستغلها فيلا.
اقرأ أيضاً: ألكسندر إيساك مع نيوكاسل: هل يكتب الصيف الحالي الفصل الأخير في القصة؟

هدوء سوق فيلا.. وصخب نيوكاسل
في فترة الانتقالات، لم يشهد أستون فيلا ثورة كبيرة، بل اكتفى بانتدابات محدودة وذكية مثل الحارس الهولندي ماركو بيزوت
لتعويض غياب إيميليانو مارتينيز الموقوف، والظهير ياسين أوزكان من كاسيمباشا. الفريق اعتمد على الاستقرار أكثر من التغيير.
على الجانب الآخر، نيوكاسل كان نشطاً نسبياً، فأبرم صفقات مثل أنطوني إلانغا من نوتنغهام فورست، وماليك ثياو من ميلان،
وأخيراً استعارة الحارس آرون رامسديل. لكن كل هذه التحركات لم تُخفف من ظل أزمة إيساك التي طغت على أجواء الفريق.
أبطال الماضي.. وجراح الحاضر
كذلك في المواجهات المباشرة، يتفوق فيلا بشكل واضح على ملعبه. آخر لقاء جمع الفريقين هنا في أبريل الماضي انتهى بفوز
ساحق 4-1 للفيلانز، حيث تألق أولي واتكينز وأمادو أونانا. ورغم أن نيوكاسل فاز 3-1 في 2024، إلا أن ذلك كان استثناءً نادراً
وسط سلسلة طويلة من النتائج السلبية في برمنغهام.
واتكينز بدوره يدخل اللقاء وهو في حالة معنوية مرتفعة بعد أن أصبح الهداف التاريخي للفريق في حقبة البريميرليغ.
علاوة على ذلك المهاجم الإنجليزي سجل في جميع مبارياته الأربع السابقة على ملعبه ضد نيوكاسل (5 أهداف)، ما يجعله كابوساً حقيقياً لدفاع “الماغبايز”.
قراءة تكتيكية
-
إيمري: سيعتمد على أسلوبه المعتاد 4-2-3-1، مع ضغط قوي في منتصف الملعب وتحركات ذكية من الثلاثي ماكجين – تيلمانس – روجرز خلف واتكينز. غياب روجرز المحتمل بداعي الإصابة قد يُضعف خط الإمداد، لكنه يملك بدائل مثل مالين القادم من دورتموند.
-
هاو: من المرجح أن يعتمد على خطة 4-3-3، مع محاولة بناء اللعب عبر الوسط الديناميكي المكوّن من غيمارايش وجويلينتون وتونالي. لكن التحدي الأكبر هو غياب رأس الحربة، ما قد يدفعه لتجريب أسلوب مرن قائم على الهجمات المرتدة واستغلال سرعة إلانغا وغوردون.
توقعات Opta.. الأرقام لا تكذب
بحسب محاكاة Opta (10,000 سيناريو):
-
أستون فيلا يفوز بنسبة 42.6%.
-
نيوكاسل يفوز بنسبة 32%.
-
التعادل يحدث بنسبة 25.4%.
كذلك الأرقام تضع أصحاب الأرض في موقع الأفضلية، خصوصاً مع سلسلة اللاهزيمة وغياب إيساك عن الضيوف.
عناوين قد تهمك:
-
لماذا يكتفي أستون فيلا بصفقات لا تتجاوز 9 ملايين يورو؟
-
نيوكاسل يبحث عن الحل في “ماكجين”: هل يكون القائد الاسكتلندي حجر الأساس الجديد؟

سيناريوهات محتملة
-
انتصار فيلا المقنع: إذا نجح واتكينز في استغلال ثغرات دفاع نيوكاسل، قد نشاهد فوزاً مريحاً يعزز عقدة “الماغبايز” في فيلا بارك.
-
مفاجأة نيوكاسل: في حال تألق إلانغا أو غوردون، وتمكن برونو غيمارايش من فرض إيقاعه في الوسط، قد يخطف الضيوف الفوز رغم كل الظروف.
-
تعادل تكتيكي: إذا لعب هاو بحذر شديد وأغلق المساحات، قد تؤول المباراة لتعادل سلبي أو إيجابي بسيط.
أكثر من مجرد افتتاح
هذه المباراة ليست مجرد بداية موسم، بل اختبار مبكر لهوية الفريقين:
-
فيلا يريد أن يثبت أن ما حدث في نهاية الموسم الماضي كان حادثاً عابراً، وأنه جاهز للتأهل إلى دوري الأبطال هذه المرة.
-
نيوكاسل يريد تجاوز أزمة إيساك سريعاً وإثبات أن مشروع هاو ما زال قادراً على المنافسة رغم العواصف.
الواقع أن المباراة تحمل في طياتها كل مقومات الإثارة: جمهور متعطش، لاعبون يسعون لإثبات أنفسهم، ومدربان تكتيكيان من
بينما حين يطلق الحكم صافرة النهاية، سيكون لدى الجميع يقين أكبر حول من يمتلك القدرة على اقتحام المربع الذهبي هذا الموسم.




