
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
حين يستضيف وولفرهامبتون فريق مانشستر سيتي على ملعب “مولينو” في الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز 2025/26، فإن القصة أكبر من مباراة افتتاحية. إنها مواجهة بين فريق أنهى الموسم الماضي كمعجزة بفضل مدربه الجديد، وفريق آخر جريح يسعى إلى استعادة كبريائه بعد سقوط لم يشهده منذ ما يقارب عقداً من الزمن.
وولفرهامبتون.. من القاع إلى الأمان
قبل أقل من عام، كان وولفرهامبتون يعيش واحدة من أسوأ بداياته في البريميرليغ. تحت قيادة غاري أونيل، تلقى الفريق 40 هدفاً في أول 16 مباراة، ووجد نفسه في المركز الـ19 برصيد تسع نقاط فقط.
ثم جاء التحول الكبير: دخول المدرب البرتغالي فيتور بيريرا في ديسمبر 2024.
بيريرا لم يكتفِ بترتيب الدفاع، بل أعاد الروح للفريق بأكمله. الذئاب أنهوا الموسم على بعد 17 نقطة كاملة من مراكز الهبوط، وباتوا فريقاً “صعب المراس”، وهو ما جعل الإعلام الإنجليزي يصف عمله بأنه “أحد أكثر التدخلات التدريبية تأثيراً في تاريخ البريميرليغ الحديث”.
لكن هذا النجاح يقف الآن أمام اختبار جديد: بيريرا يبدأ موسماً كاملاً، ومعه تركة ثقيلة بعد رحيل ماتيوس كونيا، نيلسون سيميدو ورَيَان آيت-نوري، ثلاثة لاعبين كانوا حجر الأساس في الثورة.
انتدابات الذئاب.. بين الأمل والواقعية
رغم رحيل النجوم، لم يقف وولفرهامبتون مكتوف اليدين.
-
عزز هجومه عبر التوقيع بشكل دائم مع يورغن ستراند لارسن، القادم من سيلتا فيغو والذي سجل 14 هدفاً في أول مواسمه بالبريميرليغ.
-
استعاد شاباً واعداً من نفس الفريق الإسباني، فير لوبيز، ليضخ دماءً جديدة في خط الوسط.
-
كما ضم الكولومبي جون أرياس، أحد أبرز نجوم كأس العالم للأندية مع فلومينينسي.
هذه الأسماء ليست بحجم المغادرين، لكنها تمنح بيريرا خيارات لبناء فريق مقاتل.
مانشستر سيتي.. موسم الإخفاق والبحث عن هوية جديدة
من جهة أخرى، يدخل مانشستر سيتي هذا اللقاء وهو لا يزال تحت وقع صدمة الموسم الماضي:
-
للمرة الأولى منذ 2017 فشل الفريق في حصد أي لقب.
-
ودّع دوري الأبطال مبكراً.
-
خسر لقب الدوري لصالح ليفربول.
النتيجة: إدارة النادي قررت ضخ دماء جديدة مع تعيين هوجو فيانا كمدير رياضي جديد، ومنح جوارديولا مجموعة من العناصر لإعادة بناء الفريق.
رحل القائد كيفن دي بروين إلى مغامرة جديدة، تبعه الظهير كايل ووكر، فيما خرج جاك غريليش إعارة إلى إيفرتون.
لكن في المقابل، جاءت أسماء واعدة:
-
رَيَان تشيركي: أفضل صانع أهداف في الدوري الفرنسي (11 أسيست مع ليون).
-
تيجاني ريندرز: لاعب وسط يجمع بين القوة البدنية والتمرير الذكي.
-
رَيَان آيت-نوري: المفارقة أنه سيواجه فريقه السابق مباشرة في أول ظهور له.
-
جيمس ترافورد: الحارس الواعد.
هذه التغييرات تعكس رغبة السيتي في خلق جيل جديد قادر على حمل الراية بعد أفول بعض النجوم.
اقرأ أيضاً: أستون فيلا – نيوكاسل | مواجهة تُفتَتح بها الآمال وتتصادم فيها التحديات

السيتي وعقدة أغسطس
الإحصائيات تصب بقوة في مصلحة السيتي قبل المواجهة:
-
فاز في 13 من آخر 14 مباراة افتتاحية له في الدوري.
-
لم يخسر في أغسطس سوى مرة واحدة منذ 2010 (أمام توتنهام 2021).
-
يدخل المباراة بسلسلة من 8 انتصارات متتالية في أغسطس، سجل خلالها 25 هدفاً وتلقى 5 فقط.
أما وولفرهامبتون، فالوضع معاكس تماماً:
-
خسروا أربع مباريات افتتاحية متتالية.
-
لم يحققوا سوى فوز وحيد في آخر 10 لقاءات ضد السيتي.
-
ورغم ذلك، فإن ذلك الفوز جاء في نفس الملعب (مولينو) قبل عامين، حين تفوقوا 2-1 في مفاجأة مدوية.
المواجهات المباشرة.. كفة زرقاء
على مدار آخر 5 مواسم:
-
السيتي هو الأكثر فوزاً على وولفرهامبتون في ملعب “مولينو” (4 انتصارات).
-
سجل 14 هدفاً مقابل 5 فقط للذئاب.
-
وحقق انتصارات عريضة مثل 5-1 و4-0، تعكس الفارق الفني بين الطرفين.
لكن الذئاب يعرفون أن لديهم “السيناريو التاريخي” لإزعاج الكبار، خصوصاً على أرضهم.
قراءة تكتيكية
-
بيريرا: من المتوقع أن يلعب بخطة متوازنة 4-2-3-1، مع ستراند لارسن كرأس حربة وحيد، مدعوماً بتحركات أرياس ولوبيز. سيحاول إغلاق العمق وإجبار السيتي على التمرير العرضي.
-
جوارديولا: سيستمر في فلسفة السيطرة عبر 4-3-3 متحولة، مع الاعتماد على ريندرز وغوندوغان (العائد) لإعطاء التوازن في الوسط، وفتح الأطراف عبر دوكو وتشيركي، مع بقاء هالاند رأس الحربة القاتل.
عناوين قد تهمك:
-
علي لاجامي… «فيغو السعودي» الذي أذهل مانشستر سيتي
-
الدوري الإنجليزي 2025/2026.. وولفرهامبتون: الذئاب التي صنعت المجد واستعادت الحضور

Opta.. الأرقام ترجّح كفة السيتي
بحسب محاكاة Opta:
-
فوز مانشستر سيتي: 62.2%.
-
فوز وولفرهامبتون: 16.6%.
-
التعادل: 21.2%.
الأرقام تؤكد أن السيتي هو المرشح الأبرز، لكن وولفرهامبتون يملك فرصة لصناعة مفاجأة إذا استغل ضغط افتتاح الموسم على منافسه.
سيناريوهات محتملة
-
سيطرة السيتي: فوز مريح بثلاثية أو أكثر يعيد الثقة للفريق بعد موسم سيئ.
-
مفاجأة الذئاب: خطأ دفاعي مبكر أو تألق ستراند لارسن قد يقلب الموازين كما حدث في 2023.
-
تعادل تكتيكي: بيريرا قد يفرض إيقاعاً دفاعياً صارماً يخرج بالمباراة إلى تعادل إيجابي.
مباراة بين مشروعين مختلفين
هذه المباراة تحمل دلالات أبعد من النقاط الثلاث:
-
وولفرهامبتون يريد إثبات أن ثورة بيريرا لم تكن مجرد طفرة، بل بداية مشروع قادر على المنافسة مع الكبار.
-
مانشستر سيتي يسعى إلى أن يُظهر أن رحيل أساطيره لم ينهِ عصره، بل بدأ مرحلة جديدة يمكن أن تكون أكثر تنوعاً وقوة.
في النهاية، قد تكون النتيجة على الورق محسومة للسيتي، لكن كرة القدم لا تعترف دائماً بالمنطق. ومولينو، عبر تاريخه، يعرف كيف يمنح الذئاب فرصة للعض حتى على أبطال الدوري.




