نيمار وباريس سان جيرمان:هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء؟

أكمل نيمار انتقاله البالغ 222 مليون يورو من برشلونة إلى باريس سان جيرمان. لتتغير بعد ذلك كرة القدم .

لقد كانت لحظة فاصلة بالنسبة للرياضة ، مع رسوم انتقال أدت إلى تضخم السوق واعتبرت إما مبتذلة أو بشعة ، اعتمادًا على من سألته. لكنها كانت أكثر من مجرد انتقال لكرة القدم. كان يمكن تسميته “بيان نوايا”.

اليوم انتقل نيمار إلى المملكة العربية السعودية،  ربما أن القصة تتناسب مع شخصية نيمار وحيله وبعض فضائحه؟

نيمار في السعودية مقابل 80 مليون جنيه إسترليني

قدّمت الخطوة ، في عام 2017 ، من قبل داعمي باريس سان جيرمان القطريين دعوة للاستيقاظ لقوة الملكية المدعومة من الدولة وكيف يمكن لهذا التأثير بتشكيل اللعبة العالمية. في هذا السياق ، من المناسب أن يغادر نيمار العاصمة الفرنسية الآن إلى المملكة العربية السعودية ، ويوقع عقدًا مدته عامين مقابل 80 مليون جنيه إسترليني (102 مليون دولار) للانتقال إلى الهلال في الرياض ، مبادلة صندوق ثروة بآخر.

ويضعه مرة أخرى كرمز لتحول القوة الكبير القادم في كرة القدم. نيمار ، لاعب كرة القدم الموهوب الذي ينجرف على طول رياح الجغرافيا السياسية.

أثبتت المملكة العربية السعودية أنها الخيار الوحيد القابل للتطبيق لنيمار بعد ست سنوات ،و الذي يعكس قصته الخاصة في باريس.

يبلغ نيمار من العمر 31 عامًا ، وهو لاعب يجب أن يكون في قمة لعبه مع بقاء بعض السنوات الرئيسية المتبقية ، ولكن بدلاً من ذلك ، يتجه الآن إلى ما يبدو أنه تقاعد مذهل.

المملكة العربية السعودية ليست ما كانت عليه الصين لفترة وجيزة – فنيمار ينضم إلى أفضل ناد في آسيا وواحد من أكثر الفرق التي تحظى بدعم واسع في اللعبة.

ولكن في حين أن حملة الاستثمار السعودي المستمرة قد تجعل دوري المحترفين يومًا ما مسابقة كرة قدم النخبة ، إلا أنها في الحقيقة لم تصل بعد .

كان من المفترض أن يؤدي انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان إلى انتقال المهاجم البرازيلي من كونه أغلى لاعب في العالم إلى أفضل لاعب في العالم ، لكن هذا لن يحدث أبدًا.

بدلاً من ذلك ، سيتم ما يمكن تعريفه بالإحباط.

غادر نيمار برشلونة ليخرج من ظل ليونيل ميسي لكنه وجد مرحلة كان عليه أن يشاركها مع كيليان مبابي ثم ، في الموسمين الماضيين ، ميسي أيضًا.

على أرض الملعب ، أنتج باستمرار عددًا أكبر من الأهداف والتمريرات الحاسمة مجتمعة أكثر من عدد مرات ظهوره ، لكنه كان متاحًا فقط لـ 55 في المائة من مباريات باريس سان جيرمان خلال الفترة التي قضاها في فرنسا بسبب  إصابته بشكل مستمر. موهبته ستقسم عناوين الصحف بأفعاله خارج الميدان. كل الأطراف شعرت  بالإحباط.

لا شك في أن نيمار موهوب بشكل مذهل ، لكنه أكثر من ذلك. إنه رجل استعراضي ، وهي ظاهرة نادرة بشكل متزايد في لعبة حديثة من المواهب الأكاديمية المصقولة.

كانت حيله وحيله للترفيه ، وجلب الانتباه إلى منزله في  بارك دي برينس من باريس سان جيرمان ، متخذاً خطوة أبعد من المسار الذي خلفه سلفه جاي جاي أوكوشا ورونالدينيو.

كانت هناك دائمًا لمحات من التألق وقام بضبط النغمة على الفور.

في أول ظهور له على أرضه ،  عندك كسب باريس المواجهة أمام تولوز ، سجل الهدف الافتتاحي ، وصنع الهدف الثاني ، وحصل على ركلة جزاء ، ثم سدد كرة من ركلة مقصية بواسطة ليفين كوروزاوا بزاوية محفورة بشكل رائع. وتوّج الليلة بهدف ثان ، وراوغ حول ثلاثة مدافعين قبل أن يسدد الكرة في الشباك.

أدت عروض مثل هذه إلى إعجاب الجماهير ، الذين تركوا في نهاية المطاف متنازعين عليه. كان هناك شعور بالامتياز في مشاهدته وهو يلعب ، لكن الإحباط من كل ما يفعله يصرف الانتباه عن الفرحة  ذلك.

كانت علاقة مشجعي النادي مع نيمار معقدة.

رأى البعض أنه أفضل لاعب ارتدى قميص باريس سان جيرمان ، وهو إثبات للنادي نفسه باختياره ترك فريق برشلونة الرائع حيث لعب إلى جانب ميسي ولويس سواريز ، لفرنسا وباريس سان جيرمان. ولكن بعد ذلك ساد السخط على كل شيء خارج الملعب ، وتفاقم حتى الغضب في مايو من هذا العام عندما ذهب بعض المشجعين مباشرة للاحتجاج خارج منزله في بوجيفال ، غرب باريس. وخضع نيمار لجراحة في الكاحل ولم يلعب للنادي منذ ثلاثة أشهر. لكنه كان الهدف لأنه كان رمزًا لمشروع المالكين في باريس.

كان لنيمار توقيعًا ساحرًا ولا شيء يحدد نهاية حقبة ‘galacticos’ في باريس سان جيرمان من رحيله. لقد كان توقيع الرقم القياسي العالمي ، ورجل الاستعراض ، والنجم ، وخلاصة الفردية التي حددت هذه السنوات الأخيرة وربما قوضت قدرة باريس سان جيرمان على تحقيق النجاح في أوروبا. كان لنيمار خمسة مدربين في السنوات الست التي قضاها في باريس ، خلال حقبة هيمنت فيها قوة اللاعب.

ماذا جلب نيمار لباريس سان جيرمان؟..النادي بات ب 4.25 مليار يورو

بالنسبة للنادي ، على الرغم من ذلك ، كان توقيع نيمار مهماً للنادي وأعطى العلامة التجارية للنادي بُعدًا عالميًا أكبر. أعلن رئيس النادي ناصر الخليفي عند إزاحة الستار : “قبل نيمار ، كان باريس سان جيرمان يساوي مليار يورو ، والآن نحن نساوي 1.5 مليار يورو”.

كان يُنظر إلى ذلك على أنه مبالغة في ذلك الوقت ، ولكن اليوم ، يزعم النادي أنه قريب من الترحيب بالمستثمرين الأمريكيين الجدد ، Arctos ، عند تقييم النادي بقيمة 4.25 مليار يورو.

كان نيمار جزءًا أساسيًا من تسريع هذا النمو ، لأنه جلب المزيد من مُقل العيون والجمهور الدولي في عصر حيث يقسم بعض المشجعين ولاءاتهم بشكل متزايد للاعبين مثل الأندية.

في وقت توقيعه ، كان لدى نيمار عدد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من دونالد ترامب.

نعم ، جاء نيمار حاملاً أمتعة ، لكن من الواضح أن هذا لم يكن مهمًا لباريس سان جيرمان. لقد جلب الإحباط – حتى السخط – في السيرك الذي أحاط به ، لكنه كان ذا قيمة للمشروع.

كان هناك أيضا الكثير من الإلهاءات لنيمار بعيداً عن النادي.

كان يستضيف حفلات فخمة تصدرت عناوين الصحف وتسبب مشاكل لمديريه ، بينما كانت هناك بطولات بوكر كان نيمار فيها في وقت متأخر من الليل، حتى عندما يلعب باريس سان جيرمان.

كان أحدث مثال على ذلك هو تخطي نيمار لرؤية زملائه في الفريق وهم يحتفلون اللقب خارج أرضه أمام ستراسبورغ في مايو ، فقط ليتم رصده على ما يبدو في موناكو بين عشية وضحاها.

نيمار وNike.. الفضيحة

كانت هناك فضيحة أيضًا مع Nike  تم تفجيرها ضد نيمار من قبل Nike في عام 2020.

ففي مايو من العام التالي ، أوضحت Nike أن هذا كان لأنه رفض التعاون مع تحقيق في ادعاء بأنه اعتدى جنسياً على موظفة بعد حدث تسويقي في عام 2016 .

وقال بيان صادر عن شركة الملابس الرياضية الشهيرة في عام 2021: “سيكون من غير المناسب لشركة Nike الإدلاء ببيان اتهامي دون التمكن من تقديم حقائق داعمة. أنهت شركة Nike علاقتها بالرياضي لأنه رفض التعاون في تحقيق بحسن نية في مزاعم موثوقة بارتكاب مخالفات من قبل أحد الموظفين “. ووصف نيمار الادعاء بأنه “لم يساهم بحسن نية في التحقيق” وأنه كذب.

جدد باريس سان جيرمان لنيمار، قبل أسابيع فقط من بيان Nike في عام 2021.

بدا هذا العقد مفاجئًا بعض الشيء من حيث كرة القدم ..على أي حال لم يقدم نيمار ماكان متوقعًا منه ،كان هذا التوقع هو النجاح الأوروبي ، حيث كانت موهبته في صميمه – القوة الدافعة لباريس سان جيرمان بالطريقة التي قاد بها ميسي برشلونة.

ومع ذلك ، نادرًا ما كان نيمار متاحًا في فترة المواسم الصعبة. في دوري الدرجة الأولى ، عانى نيمار ، وأدت إصابات متتالية في مشط القدم والكاحل إلى الحد من مشاركته على مدار سنواته الست. شارك مرتين فقط في أكثر من 30 مباراة خلال موسم واحد ، والأهم من ذلك أنه سجل هدفين فقط في مراحل خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا .

جاء كلا الهدفين في دور الـ16 من موسم 2019-20 ، حيث وصل باريس سان جيرمان إلى النهائي وخسر 1-0 أمام بايرن ميونيخ.

ومع ذلك ، سيغادر  نيمار الفريق الباريسي بخزانة تذكارية جيدة التجهيز – خمسة ألقاب في الدوري وثلاثة ألقاب في كأس فرنسا واثنين من كأس الدوري.

لكن لم يكن هناك شرف كبير للبرازيل في ذلك الوقت ، ولا الكرة الذهبية. اللافت للنظر ، أنه لم يكن هناك سوى جائزة واحدة لأفضل لاعب في دوري Ligue 1 لهذا العام. ربما كان رائعًا مع باريس سان جيرمان عندما يكون متاحًا ، حيث ساهم بـ 195 هدفًا (118 هدفًا ، 77 تمريرة حاسمة) من 173 ظهورًا ، لكن افتقاره إلى التواجد ألقى بظلاله على ذلك.

لطالما شعر نيمار بعدم التوافق مع محاولات النادي الأخيرة للدخول إلى حقبة جديدة ، تلك التي بنيت حول “تنمية” لاعبيهم بدلاً من شرائهم. إنه رمز تكريم فريق PSG.

كان هذا العقد الذي تم توقيعه في عام 2021 ، لمدة أربع سنوات ولكن مع شروط التمديد التي استمرت حتى عام 2027 ، مربحًا للغاية ، في البداية أكثر من 30 مليون يورو صافيًا سنويًا.

مع مطاردة قانون  اللعب المالي النظيف (FFP) منذ وصول نيمار من برشلونة ، كان من المرغوب فيه خلق مساحة ما لهذا اللاعب . ومع ذلك ، كان الاهتمام بنيمار محدودًا.

عناوين أخرى تهمك:

• كأس العالم للسيدات.. إنجلترا تهزم استراليا وتبلغ النهائي

• إيمريك لابورت قريب من النصر بعد قبول مانشستر سيتي العرض السعودي

الهلال السعودي قدم عرضاً إلى نيمار أول الصيف ..لم يكن لويس إنريكي موجوداً

قدم الهلال عرضًا في وقت سابق من الصيف ، لكن لن يكون الأمر حتى يصبح الاقتراح الثاني واقعيًا.

أوضح لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الجديد أن نيمار لم يكن في خططه ، وبفضل رسوم الانتقال التي يُعتقد أنها تزيد عن 80 مليون يورو ، ساعد السعوديون في إخراج باريس سان جيرمان من مأزق مالي.

من خلال تخفيف حالة اللاعب في قانون اللعب المالي النظيف FFP للنادي ، من المحتمل أن تكون هذه الصفقة قد فتحت الطريق لوفاق ودي بين الأطراف المتحاربة بين كيليان مبابي وباريس سان جيرمان.

في النهاية ، إذن ، يترك نيمار باريس، وهو حجر الزاوية في عصر جذب الانتباه إلى ناديه ولكن ليس للتتويج الشخصي.

ليس هناك شك في أنه ترك بصمته على كرة القدم الأوروبية منذ مغادرته سانتوس إلى الكامب نو قبل عقد من الزمان واستقبله الجماهير بكل شغف، بقدر ما قد يكون غاضبًا من خدعه في اللعب وخارج الملعب. لكن بالنسبة إلى لاعب مثل  موهبته استطاع صندوق سيادي للثروة جلبه إلى السعودية ، فإن الإحباط سيظل قائماً بالطبع.