الرئيسيةكرة قدم عربية

منتخب سوريا… بين إرث البطولات الضائعة ومحاولة كتابة بداية جديدة في قطر

ديلي سبورت عربي _ وكالات

قبل أيام قليلة من انطلاق التصفيات المؤهلة إلى دور المجموعات في كأس العرب، يجد منتخب سوريا نفسه على أعتاب اختبار جديد، حين يواجه جنوب السودان في الدوحة، سعياً لحجز بطاقة قد تعيد ترتيب الكثير من الأسئلة حول هوية الفريق وطموحاته، وربما أيضاً حول مستقبله تحت قيادة الإسباني خوسيه لانا.

منذ عودته التدريجية إلى الواجهة الآسيوية، تحاول سوريا إعادة بناء شيء من الاستقرار المفقود. التأهل إلى كأس آسيا كان إشارة مهمة على أن المشروع الجديد يسير في الاتجاه الصحيح، حتى وإن ظلّ هشاً أمام الاختبارات الكبرى. ومع ذلك، تبقى بطولة مثل كأس العرب فرصة مختلفة: قصيرة، مضغوطة، وقادرة على أن تقول الكثير خلال مباريات قليلة فقط.

المسار مع خوسيه لانا… أرقام تبني الثقة

منذ وصول لانا إلى دمشق، حاول المدرب الإسباني ترك بصمة تكتيكية واضحة: صلابة دفاعية، وتحولات سريعة، وجرأة هجومية غير معتادة على المنتخب السوري في السنوات الأخيرة. في 12 مباراة، حقق الرجل 8 انتصارات، مقابل تعادل واحد و3 هزائم—حصيلة جيدة لفريق ما زال في مرحلة التشكل.

سجّل المنتخب 26 هدفاً واستقبل 12، وهي أرقام تكشف عن قدرة واضحة في الثلث الهجومي، لكنّها تقول أيضاً إن الفريق لم يصل بعد إلى النسخة المكتملة التي يطمح إليها لانا. في المقابل، منح الإسباني الفرصة لوجوه جديدة — 11 لاعباً ظهروا دولياً للمرة الأولى — رهاناً على قاعدة أوسع واكتشافات قد تغيّر شكل المنتخب مستقبلاً.

منتخب سوريا
بعد آسيا.. نسور قاسيون في رحلة البحث عن بطاقة كأس العرب

منتخب سوريا.. غيابات مؤثرة… وخيارات مضغوطة

يدخل نسور قاسيون مواجهة جنوب السودان بصداعٍ مبكر: غياب صخرة الدفاع أيهم أوسو، وهداف الدوري الكوري بابلو صبّاغ، والهداف الكبير عمر السومة، كل ذلك يفرض على لانا حلولاً تكتيكية سريعة، وربما مغامرة محسوبة في الخط الأمامي.

بالنسبة للمنتخب الذي عانى تاريخياً من محدودية العمق، فإن هذه الغيابات لا تمر مروراً عابراً. لكنها أيضاً تشكل اختباراً لنظام لانا نفسه: هل يمكن للفريق أن يظهر كوحدة متماسكة حتى دون أهم نجومه؟

خوسيه لانا

ذاكرة كأس العرب… تاريخ قريب من المجد وبعيد عن اللقب

سبع مشاركات سابقة لم تترك لقباً في الخزائن السورية، لكنها تركت محاولات اقتربت كثيراً من القمة. ثلاثة نهائيات في 1963 و1966 و1988، ثم مركز رابع في نسخة 1992 التي استضافتها دمشق. إرثٌ ثقيل لا يزال يحضر في كل مرة يدخل فيها السوريون البطولة.

لكن النسخة الماضية كانت قاسية: خروج من الدور الأول بعد خسارتين أمام الإمارات وموريتانيا، مقابل فوز وحيد على تونس. فريق بدا قوياً لحظات، لكنه لم يمتلك الاستمرارية.

منتخب سوريا.. بين الماضي والمستقبل… ما الذي يعنيه عبور جنوب السودان؟

قد لا تكون مباراة الثلاثاء نهائياً، لكنها تحمل نبرة مشابهة: ضربة بداية لا تريد سوريا التفريط بها. الانتصار يعني وجود المنتخب في محطة يحتاج إليها المشروع الحالي بشدة، وضياعها قد يعيد فتح الملفات القديمة التي تعب الجمهور من سماعها.

في كرة القدم، أحياناً لا تحتاج المنتخبات إلى ألقاب كي تبني هوية، بل تحتاج إلى محطات صغيرة لكنها صلبة. وربما تكون مواجهة جنوب السودان واحدة من تلك المحطات: اختبار لمدرب شجاع، ولاعبين يبحثون عن فرصة، وفريق يحاول إعادة صياغة اسمه في كرة المنطقة.

عناوين أخرى تهمك 

في الدوحة، سيكتشف السوريون ما إذا كانت خطواتهم الجديدة تقودهم نحو مشروع طويل النفس… أو أنها مجرد ومضات قصيرة في طريق لا يزال طويلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى