مدرب العراق: لا نخشى السعودية والضغوط عليهم
ديلي سبورت عربي-وكالات
في واحدة من أكثر المؤتمرات الصحافية توتّرًا وإثارة، ظهر غراهام أرنولد، مدرب العراق قبل مباراة السعودية، هادئًا لكنه حادّ في كلماته، واضعًا عبء الترقب على خصمه لا على فريقه.
المدرب الأسترالي المخضرم، الذي يعرف المنتخب السعودي جيدًا، قدّم مزيجًا من الثقة والتكتيك الذهني، مستفيدًا من واقع أن فريقه يدخل اللقاء بلا ضغوط التأهل المباشر، بعكس الأخضر السعودي.
أرنولد: الضغط الأكبر على السعودية… وليس علينا
أوضح أرنولد أن السعودية تلعب على أرضها وأمام جمهورها، وهي مطالبة بالفوز أو التعادل للتأهل، وهو ما يُضاعف الضغط عليها: “نحن نلعب من أجل الفوز فقط، وهم يملكون فرصتين، لكن ذلك لا يعني أنهم مرتاحون… بل العكس تمامًا.”
وبالنسبة للمدرب الأسترالي، امتلاء المدرجات بنسبة 90% بالجمهور السعودي ليس عامل دعم للأخضر، بل “عبء إضافي نفسي وجماهيري وإعلامي”.
خطة بدنية محسوبة وتحضير خاص
في ظل ضيق الوقت بين مواجهة إندونيسيا وموقعة السعودية، كشف أرنولد أن بعض اللاعبين خاضوا دقائق محدودة استعدادًا للمواجهة المرتقبة: “لدينا عمق كبير في القائمة، وسنحسم التشكيلة الأساسية يوم المباراة… زيدان إقبال وأيمن حسين جاهزان تمامًا.”
تصريح يشير إلى توازن واضح في إدارة الجهد البدني، وقدرة المنتخب العراقي على توزيع الأدوار من دون الاعتماد على لاعب واحد.
رد ذكي على تصريحات رينارد
حين سُئل عن وصف هيرفي رينارد للمباراة بأنها “الأهم في مسيرته”، رد أرنولد بنبرة فيها تقدير وقراءة نفسية: “ربما قال ذلك لأن الضغط عليه كبير… هو كان مدربًا لمنتخب فرنسا للسيدات، والتصريح بهذا الشكل يعكس حجم التوتر المحيط به.”
واعتبر أرنولد أن كل مباراة لديه لها نفس الأهمية، لكن ما يهمه الآن هو أن لاعبيه “يُمثّلون العراق بشغف ومسؤولية”.
“لا نخشى أحداً”… أرنولد يعيد ضبط نغمة الثقة
في إجابة مباشرة حول تاريخه أمام السعودية، قال أرنولد: “سبق أن فزت على السعودية… وآخر خسارة كانت بركلة جزاء غير صحيحة. نحترمهم، لكننا لا نخشاهم.”
هذا التصريح لم يكن فقط دفاعًا عن الذات، بل زرعًا لثقة مباشرة في أذهان لاعبيه وجمهوره، وسط حملة نفسية تهدف لتحييد أفضلية الأرض والجمهور.
إبراهيم بايش: أرنولد قائد صارم… لكنه أب للفريق
في مداخلة لافتة، قال إبراهيم بايش إن المدرب الأسترالي غيّر الكثير في شخصية المنتخب خلال الأشهر الأربعة الأخيرة: “هو بمثابة أب لنا… وأحياناً يكون أباً قاسيًا، لكننا تعلمنا منه كثيرًا.”
يُظهر هذا التصريح جانبًا من فلسفة أرنولد في القيادة: بناء الثقة داخل المجموعة من خلال الصرامة والانضباط، لا فقط التكتيك.
المعركة الذهنية بدأت في المؤتمر الصحافي
من خلال تصريحاته، لا يحاول أرنولد فقط التخفيف من الضغوط على لاعبيه، بل يسعى لإعادة تشكيل سردية اللقاء:
السعودية تلعب تحت الضغط،
اقرأ أيضًا: هيرفي رينارد: مواجهة العراق الأهم في مسيرتي


العراق يلعب بروح طليقة،
النتيجة قد تعكس هذه المعادلة أكثر من الفوارق الفنية.
رسائل ضمنية وتكتيك إعلامي محسوب
التركيز على أن “الضغط أكبر على السعودية”، واستذكار مواجهة اليابان وأستراليا على نفس الملعب، يشير إلى رغبة أرنولد في نقل مركز الثقل الذهني إلى المعسكر السعودي، وإخراج فريقه من دائرة المقارنة المجهدة.
فوز العراق = صعود تاريخي وتأهل مباشر إلى كأس العالم لأول مرة منذ 1986
خسارة العراق = انتقال إلى الدور الإقصائي من الملحق الآسيوي، مع فرصة قائمة
في كلتا الحالتين، أرنولد يثبت أنه لا يبحث عن مبررات، بل عن تقدم حقيقي في مشروع طويل الأمد




