قطر تستهل مشوارها في كأس العرب أمام فلسطين
ديلي سبورت عربي-وكالات
تتجه الأنظار إلى استاد البيت في الخور، حيث تنطلق كأس العرب 2025 بلحظة تحمل خصوصية فنية وإنسانية. مواجهة قطر وفلسطين لا تشكل افتتاحًا اعتياديًا، بل محطة تجمع بين بطل آسيا الذي يدخل البطولة بطموحات كبرى، ومنتخب فلسطيني يخوض المنافسة وسط ظروف استثنائية تضفي على ظهوره بعدًا معنويًا قويًا.
قطر… جاهزية عالية ومشروع يتجه إلى 2026
يدخل المنتخب القطري البطولة وهو في أفضل حالاته الفنية تحت قيادة الإسباني جولين لوبيتيغي، الذي بنى مشروعه على مزيج من الخبرة والعناصر الشابة. ويبرز أكرم عفيف في مقدمة المفاتيح الهجومية بعد مساهمته المباشرة في 11 هدفًا خلال كأس آسيا الأخيرة، إلى جانب الحارس مشعل برشم وثنائي الوسط عاصم مادبو وعبد العزيز حاتم، ولاعبي الخبرة أحمد فتحي وطارق سلمان.
ورغم اكتمال الهيكل الفني، يفتقد العنابي بعض الأسماء البارزة مثل خوخي بوعلام والمعز علي، إضافة إلى الثنائي المصاب أحمد الراوي وأحمد الجانحي وبيدرو ميجيل. ومع ذلك، فتح لوبيتيغي الباب لعدد من المواهب المحلية التي برزت هذا الموسم، على غرار خالد علي ومحمد خالد والهاشمي الحسين وأيوب محمد، في إطار رؤية تستهدف إعداد الفريق لمنطقة ما بعد التأهل إلى كأس العالم 2026.
العنابي يدخل المباراة بثقة الجماهير ودعم الأرض، وهي عناصر أثبتت قوتها خلال كأس آسيا الأخيرة حين لعب الفريق تحت ضغط وخرج بانتصارات كبيرة على ملاعب ضخمة مثل البيت ولوسيل.
فلسطين… طموح رغم التحديات
المنتخب الفلسطيني يخوض نسخة 2025 وسط ظروف إنسانية وسياسية صعبة، لكنها شكلت دافعًا إضافيًا للفريق الذي يشارك للمرة السادسة في تاريخه.
تأهل فلسطين جاء عبر بوابة الملحق بعد الفوز على ليبيا بركلات الترجيح، وهو ما أضفى روحًا قتالية على المجموعة التي اختارها المدرب إيهاب الجزار.
القائمة تضم مزيجًا من المحترفين، مثل عدي الدباغ مهاجم الزمالك، وحامد حمدان لاعب بتروجيت، والقائد مصعب البطاط، والمدافع ياسر حمد. كما لفتت الأنظار مشاركة الحارس عبد الهادي ياسين والمدافع أحمد طه بعد رحلة معقدة لتأمين مشاركتهما، ما منح المنتخب دفعة معنوية قبل ضربة البداية.
قراءة فنية: تفوق قطري واضح… وطموح فلسطيني قابل للانفجار
التاريخ بين المنتخبين محدود، إلا أن آخر مواجهة في كأس آسيا حملت تنافسية لافتة انتهت بفوز قطر بهدفين مقابل هدف. الفارق الفني يميل بوضوح لمصلحة العنابي، سواء في جودة اللاعبين أو في القدرة على السيطرة على الإيقاع والضغط العالي، وهي عوامل رسخها لوبيتيغي خلال الأشهر الماضية.
في المقابل، يعتمد المنتخب الفلسطيني على التنظيم الدفاعي وروح المجموعة، إلى جانب محاولات هجومية مبنية على سرعة الأطراف واستغلال الكرات الثابتة.
أجواء جماهيرية تضيف بُعدًا إنسانيًا
ينتظر استاد البيت حضورًا جماهيريًا كبيرًا يشمل مشجعي قطر والجمهور العربي الداعم للقضية الفلسطينية. هذه الأجواء تضفي على المباراة خصوصية تتجاوز كرة القدم، وتقدم صورة لقيم التضامن داخل البطولة.
اقرأ أيضًا: موعد مباراة منتخب سوريا وتونس والقنوات الناقلة

كما أن خبرة قطر التنظيمية بعد استضافة كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2024 تجعل المباراة فرصة جديدة لإظهار الجاهزية اللوجستية والتقنية في ملاعب مثل البيت وأحمد بن علي وخليفة.
مجموعة صعبة تبدأ من التفاصيل
تقع قطر وفلسطين في المجموعة الأولى إلى جانب تونس وسوريا، وهي مجموعة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات. العنابي يمتلك الأدوات الفنية للتأهل المبكر، بينما يبحث المنتخب الفلسطيني عن بداية إيجابية تمنحه دفعة في مسار المجموعة.
وتجمع المباراة بين منتخب يبحث عن اللقب، وآخر يملك طموح إثبات الذات في سياق يتجاوز حدود الملعب، ما يجعل الافتتاح حدثًا محوريًا يعكس الأبعاد الرياضية والإنسانية لكأس العرب 2025.




