فرنسا إلى كأس العالم ومبابي يكتب رقمًا جديدًا

ديلي سبورت عربي _ وكالات
في ليلة باردة على أرضية «حديقة الأمراء»، قدّم كيليان مبابي عرضًا يجمع بين الرمزيات والتأكيدات، بين الحاضر المتألق والمستقبل الذي يزداد ثقلاً كلما ارتفع سقف التوقعات. تأهل منتخب فرنسا رسميًا إلى كأس العالم 2026 بعد فوز عريض على أوكرانيا 4-0، لكن الحدث الأبرز لم يكن النتيجة ولا حتى الصدارة المبكرة… بل الوصول إلى محطة رقمية يصعب تجاهلها: 400 هدف في مسيرة لاعب لم يتجاوز السادسة والعشرين بعد.
400 هدف… الرقم الذي لا يريد مبابي الاحتفال به
على الرغم من أن الرقم يضعه ضمن نخبة الهدافين تاريخيًا قبل بلوغ قمة مسيرته، بدا مبابي أكثر تحفظًا من المحيطين به. هو يدرك أن المقارنات مع رونالدو وميسي ليست مجاملة عابرة، بل تحدٍ مكشوف يرافق خطواته منذ كان مراهقًا في موناكو.
قال بعد نهاية اللقاء، في تصريحات نقلها موقع «فوت ميركاتو»: «نحن نقترب، لكن هناك لاعبان سجّلا 900 و950 هدفًا. 400 هدف ليست شيئًا خارقًا. إذا أردت مفاجأة الناس، عليك تسجيل 400 أخرى على الأقل».
هذه الجملة وحدها تكشف الكثير عن الشخصية التي صارت تقود فرنسا: لاعب يرى الإنجاز الكبير “رمزيًا”، ويعتبر المهمة الحقيقية ما زالت في بدايتها.

عرض أوكرانيا: قائدٌ يفرض نسقه
كيليان كان اللاعب الأكثر تأثيرًا في الملعب. هدفان، أحدهما من ركلة جزاء. وصناعة هدف آخر لهوغو إيكيتيكي. لكنه كان أيضًا قائدًا في السلوك، في الضغط العكسي، في صياغة الإيقاع، وفي جعل مباراة تبدو معقدة على الورق تتحول إلى ليلة مريحة أمام جماهير باريس.
فرنسا رفعت رصيدها إلى 13 نقطة، وتخطت أقرب منافسيها بفارق 6 نقاط، لتضمن تأهلها قبل الجولة الأخيرة. ورغم بساطة المهمة رقميًا، يبقى المشهد الفني مختلفًا: منتخب يزداد نضجًا، وقائد يبدأ أخيرًا في تشكيل صورة «الجيل الجديد للديوك».

مستقبل مبابي: هل يمكن الوصول إلى 1000 هدف؟
سئل مبابي عن إمكانية الاقتراب من حاجز الألف هدف، فأجاب بابتسامة تحمل معنىً مزدوجًا:«هذا مستحيل… لكن رونالدو يثبت لنا أن المستحيل يمكن أن يحدث. فلنحاول».
لا يُعرف إن كان هذا ردًا دبلوماسيًا أم قناعة حقيقية. لكن المؤكد هو أن مبابي يدخل مرحلة ستحدد إرثه: دوري جديد مع ريال مدريد. ومنتخب ينافس على كأس العالم. مسيرة بدأت تبتعد عن صفة “الطفرة” وتقترب من كلمة “الإرث”
هاجس الإصابات… وإنذار قصير في المعسكر الفرنسي
ورغم الليلة المثالية، انتهت المهمة بنقطة توتر. مبابي غادر معسكر المنتخب عائدًا إلى مدريد بعد شعوره بآلام في الكاحل.
المصادر المقربة من ريال مدريد أكدت أن الإصابة ليست خطيرة، وأن المهاجم الفرنسي سيكون متاحًا للجولة القادمة من الدوري الإسباني، في قرار يبدو أنه مزيج بين الحذر وتفادي أي تصعيد بدني غير ضروري.
عناوين أخرى تهمك
- طرد تاريخي يهدد مشاركة كريستيانو رونالدو في مونديال 2026
- هل يتعرض رونالدو للإيقاف؟ تصريحات مارتينيز تعيد النقاش للتصعيد
مبابي ما بعد الرقم 400
بالنسبة لمبابي، 400 هدف ليست تصفيقًا أخيرًا ولا محطة توقف؛ هي مجرد علامة على الطريق. الطريق نحو المونديال الثالث في تاريخ فرنسا، نحو ترسيخ مكانته بين أساطير اللعبة، وربما فقط التفاوض مع المستحيل الذي يتحدث عنه.
في كل مرة يرفع فيها كيليان قدمه نحو الكرة، لا يسأل نفسه إن كان قادرًا على التسجيل… بل كم هدفًا آخر يحتاج ليُكتب اسمه في الصفحة الأخيرة من تاريخ اللعبة.




