
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
الجدل لا يفارق مانشستر سيتي عندما يتعلق الأمر بتقنية الفيديو (VAR). فبعد فوزه 3-0 على ليفربول في قمة الجولة، عاد الحديث مجددًا حول “الانحياز التحكيمي”، بعدما ألغى الحكم هدفًا لفيرجيل فان دايك بداعي التسلل، رغم عدم تدخل مباشر في اللعب. المدهش أن هذا السيناريو ذاته تكرّر لصالح السيتي في المواسم الثلاثة الأخيرة.
لقطة مثيرة تشعل النقاش من جديد بين مانشستر سيتي وليفربول
جاءت اللحظة الحاسمة عندما سجّل فان دايك هدف التعادل، قبل أن يتدخّل الـVAR ليُلغيه بحجة أن زميله أندي روبرتسون كان في وضع تسلل “تداخلي”.
اللاعب الاسكتلندي لم يلمس الكرة أو يعترض حارس السيتي جيانلويجي دوناروما، لكن تقنية الفيديو اعتبرت وجوده مؤثرًا على مسار اللعب — قرارٌ أثار حفيظة مدرب ليفربول آرنه سلوت بعد اللقاء.
سلوت يهاجم الـVAR ويستحضر واقعة العام الماضي
المدرب الهولندي لم يُخفِ غضبه، مذكّرًا بأن الحكم نفسه احتسب هدفًا مشابهًا لمانشستر سيتي أمام وولفرهامبتون الموسم الماضي رغم موقف مشابه تمامًا.
وقال سلوت بعد المباراة:
“من الصعب تفهّم القرار. روبرتسون لم يؤثر على حارس المرمى بأي شكل. الأمر ذاته حدث العام الماضي، وتم احتساب الهدف لمانشستر سيتي.”
وأضاف:
“رفع الحكم المساعد رايته بعد 13 ثانية من تسجيل الهدف، ما يعني أن هناك تردّدًا أو نقاشًا خلف الكواليس. مثل هذه القرارات تغيّر مجريات المباريات الكبرى.”
تاريخ من الحالات المتكررة لصالح السيتي
ليست هذه المرة الأولى التي يقف فيها الـVAR في صف مانشستر سيتي بنفس السيناريو.
ففي موسم 2023/2024، سجّل جون ستونز هدف الفوز أمام وولفرهامبتون رغم وجود برناردو سيلفا في موقف تسلل واضح وهو يعترض الحارس جوزيه سا، لكن القرار النهائي كان باحتساب الهدف بعد مراجعة طويلة.
أما في الموسم الذي سبقه (2023)، فقد شهدت مواجهة فولام هدفًا مثيرًا للجدل أيضًا عندما سجّل ناثان آكي هدفًا حُسب رغم تواجد مانويل أكانجي في وضع تسلل أثناء محاولته لعب الكرة.
ثلاث لقطات متشابهة في ثلاثة مواسم مختلفة… وجميعها جاءت لصالح مانشستر سيتي.

بين التحكيم والتكرار: أين تكمن المشكلة؟
يرى محللون أن تكرار مثل هذه القرارات يسلّط الضوء على غموض لوائح “التسلل التداخلي”، التي تترك هامشًا واسعًا لتقدير الحكم.
ومع تطوّر التقنية، تزداد التساؤلات حول مدى اتساق تطبيقها، خصوصًا في المباريات الحساسة التي تحدد مصير المنافسة على اللقب.
تحليل فني: تأثير القرار على مجريات اللقاء
رغم الجدل التحكيمي، لم يكن ليفربول في أفضل حالاته خلال المباراة، إذ أقرّ سلوت بأن فريقه “كان ضعيفًا في الشوط الأول”، مؤكدًا أن الهدف الملغى كان يمكن أن يغيّر من الحالة الذهنية للفريق.
انتهى اللقاء بثلاثية نظيفة للسيتي، الذي واصل بذلك صدارته في البريميرليغ، بينما ترك ليفربول يتساءل مجددًا: هل هو سوء حظ… أم مشكلة متكررة في العدالة التحكيمية؟
خاتمة تحليلية
بعد ثلاثة مواسم من الجدل نفسه، يبدو أن علاقة مانشستر سيتي بتقنية الـVAR أصبحت أكثر من مجرد صدفة.
قرارات متشابهة، مواقف مطابقة، ونهاية واحدة: استفادة الفريق السماوي.
وحتى يتّضح الخط الفاصل بين “التسلل الفعّال” و”التأثير غير المباشر”، سيبقى الـVAR في قلب النقاش الأكبر في كرة القدم الإنجليزية.




