ماركوس ليوناردو… من دموع ساو باولو إلى أمجاد أورلاندو مع الهلال
ديلي سبورت عربي-وكالات
قبل أقل من شهرين، لم يكن ماركوس ليوناردو، مهاجم الهلال السعودي، يحلم بأكثر من أن يرى والدته تفتح عينيها مجدداً، بعد أن قضت 23 يوماً تحت جهاز التنفس الصناعي داخل العناية المركزة.
بين غرفة العناية وملاعب المونديال: رحلة صعود استثنائية لـ ماركوس ليوناردو
واليوم، تحوّلت دموعه في ساو باولو إلى أفراح في أورلاندو، بعدما خطف الأضواء بتألقه اللافت في كأس العالم للأندية 2025، وتحديداً في مواجهة مانشستر سيتي التي انتهت بفوز الهلال 4-3 بعد التمديد.
موقعة أورلاندو… ثنائية لا تُنسى أمام بطل أوروبا
في المباراة التاريخية أمام مانشستر سيتي، سجّل ليوناردو هدفين حاسمين، أحدهما في الدقيقة 112 منح الهلال بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.
لم تكن مجرد أهداف عادية، بل لحظات مفصلية في مسيرته الشخصية والرياضية.
وقال اللاعب، في تصريحات مؤثرة لموقع “فيفا”: “قليلون يعلمون ما مررت به… والدتي كانت في العناية المركزة 60 يوماً. اليوم، هي تشاهدني ألعب وتتحسن حالتها. هذه الأهداف لها”.
من سانتوس إلى الرياض: درب لم يكن مفروشاً بالورود
منذ انتقاله إلى الهلال قادماً من بنفيكا في صيف 2024 مقابل 40 مليون يورو، واجه ليوناردو ضغوطاً مضاعفة؛ بسبب مقارنات لا تنتهي مع النجم المصاب نيمار، واحتياجه للتأقلم مع أسلوب المدرب الجديد سيموني إنزاغي.
لكن اللاعب، الذي ينتمي مثل نيمار إلى مدرسة سانتوس البرازيلية، اختار طريقاً مختلفاً… طريق الصمت والعمل والالتزام. والنتائج كانت واضحة.
أرقام تؤكد التألق: ماركوس في الصدارة
وفق تقرير لصحيفة “آس” الإسبانية، سجّل ليوناردو 3 أهداف وصنع هدفاً في 4 مباريات بكأس العالم للأندية، ليصبح الهدّاف البرازيلي الأبرز في البطولة.
وبالمجمل، منذ قدومه إلى الهلال، سجل 28 هدفاً وصنع 4 أخرى في 42 مباراة، متجاوزاً سجل نيمار مع الفريق خلال موسمين.
إشادة من إنزاغي… واعتراف من الصحافة العالمية
المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي أثنى على لاعبه بعد الفوز على سيتي قائلاً: “ماركوس ليس مجرد هدّاف، هو لاعب ذكي يفهم منظومة الفريق ويضحّي من أجلها. ما قدّمه رغم ظروفه العائلية كان مذهلاً”.
أما شبكة “BBC” فقد ربطت تألقه بتحوّل الهلال إلى أول “نادٍ خارق” في آسيا، مشيرة إلى أن وجود أسماء مثل ليوناردو يعكس جودة المشروع الرياضي السعودي.
قوة ذهنية قبل المهارات: لاعب لا يستسلم
خلال مواجهة مانشستر سيتي، رفض ماركوس الخروج رغم معاناته من تقلص عضلي، وأصر على البقاء حتى نهاية اللقاء. وعن لحظة تسجيله هدفه الثاني، قال: “لم أفكر في شيء سوى أمي. رفعت يدي للسماء فقط، كنت أعلم أنها تشاهدني من ساو باولو. لا شيء يضاهي هذا الشعور”.
اقرأ أيضًا: ماركوس ليوناردو ينهي الفحوصات الطيبة تمهيدا للانتقال إلى الهلال



وأضاف: “هذه البطولة فرصة لأثبت من هو ماركوس ليوناردو، ولأشكر الهلال الذي منحني الثقة رغم كل الظروف”.
نهاية مشوار الهلال وبقاء اسم ماركوس
رغم أن مشاركة الهلال توقفت عند الدور ربع النهائي، ظل اسم ماركوس حاضراً في المشهد، حيث تقاسم صدارة الهدافين بـ4 أهداف مع كل من غارسيا (ريال مدريد)، وغراسي (دورتموند)، ودي ماريا (بنفيكا).
سجّل ليوناردو في شِباك باتشوكا المكسيكي، ومانشستر سيتي، وفلومينينسي البرازيلي، ليؤكد أنه ليس مجرد لاعب صاعد، بل نجم قادم بقوة على الساحة الدولية.




