لماذا فضّل رافاييل لياو رياض محرز على محمد صلاح؟
ديلي سبورت عربي – وكالات
في كرة القدم، الكلمات قد تكون أحيانًا أقوى من الأهداف. هذا ما فعله البرتغالي رافاييل لياو مهاجم ميلان، حينما كشف في
مقابلة صحفية أنه سيختار النجم الجزائري رياض محرز على حساب المصري محمد صلاح في فريقه، رغم الإنجازات التهديفية الهائلة للأخير.
تصريح بدا للبعض مفاجئًا، لكنه فتح بابًا واسعًا للنقاش: ما الذي يجعل لاعبًا بحجم لياو يرى محرز “الأفضل” رغم تفوق صلاح بالأرقام؟
خلفية.. المقارنة بين محرز وصلاح من وجهة نظر رافاييل لياو
منذ سنوات، أصبحت المقارنات بين محرز وصلاح مادة دسمة للإعلام والجماهير العربية.
-
محمد صلاح: أيقونة ليفربول، أحد أعظم الهدافين في تاريخ الدوري الإنجليزي (187 هدفًا)، قاد فريقه للفوز بالبريميرليغ ودوري الأبطال. الموسم الماضي وحده سجّل 29 هدفًا وصنع 18، مسهمًا بشكل مباشر في لقب الدوري.
-
رياض محرز: الساحر الجزائري، الذي صنع التاريخ مع ليستر سيتي في 2016 قبل أن يسطع مع مانشستر سيتي ويحقق دوري أبطال أوروبا. اليوم يقود أهلي جدة السعودي، حيث لعب الموسم الماضي 45 مباراة، سجل 17 هدفًا وصنع 21، وفاز مع فريقه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
تصريحات لياو.. رؤية لاعب وليست إحصائيات
حين سُئل لياو عن من يفضل بين محرز وصلاح، قال بوضوح:
“بالنسبة لي، محرز هو الأفضل، سأختاره دائمًا لفريقي. تسجيل الأهداف مهم، لكنه ليس كل شيء في كرة القدم. محرز يستطيع خلق فرص للتسجيل وإنهائها بنفسه.”
التصريح يكشف عدة نقاط:
-
لياو لا يقيس اللاعب بالأهداف فقط، بل بالإبداع وصناعة اللعب.
-
يرى في محرز لاعبًا متكاملًا يجمع بين المهارة الفردية والقدرة على الحسم.
-
يؤمن أن كرة القدم ليست مجرد سباق تهديفي، بل لوحة فنية تحتاج إلى لمسة صانع الألعاب.
تحليل فني: صلاح الهداف ومحرز الساحر
محمد صلاح:
-
نقاط القوة: سرعة خارقة، قدرة تهديفية استثنائية، استمرارية مذهلة في العطاء.
-
الأسلوب: يعتمد على الاختراق من العمق والأطراف، وإنهاء الهجمات بلمسة قاتلة.
-
القيمة: مهاجم يسجل بغزارة ويُعتبر تهديدًا دائمًا لأي دفاع.
رياض محرز:
-
نقاط القوة: مهارة عالية في المراوغة، لمسة فنية خاصة، قدرة على صناعة الأهداف بتمريرات ساحرة.
-
الأسلوب: يميل للعب كجناح كلاسيكي يفتح الملعب، يراوغ، يوزع، ويسجل عند الحاجة.
-
القيمة: لاعب يُحدث الفارق بأسلوبه الفني أكثر من أرقامه.
الأرقام تقول صلاح… لكن الذوق يختار محرز
من الناحية الإحصائية، صلاح يتفوق بوضوح:
-
187 هدفًا في البريميرليغ (رابع أفضل هداف في التاريخ).
-
أرقام قياسية مع ليفربول جعلته ضمن أساطير النادي.
لكن محرز، رغم تسجيله أرقام أقل، يُعتبر لاعبًا “جماليًا” أكثر من كونه هدافًا. جماهيره ترى فيه “متعة المشاهدة”، تمامًا كما
يفضل البعض ميسي على رونالدو، ليس بالضرورة لكثرة الأهداف بل لطبيعة الأداء.
لماذا محرز أقرب للياو؟
رافائيل لياو نفسه لاعب يعتمد على المهارة واللمسة الفنية أكثر من كونه هدافًا تقليديًا.
-
يرى في محرز انعكاسًا لأسلوبه: الجناح الفنان، صانع الإبداع، والمهاجم الذي يلعب بروح الشارع.
-
بينما صلاح أقرب إلى “الآلة التهديفية”، التي قد لا تملك نفس الإبهار في صناعة اللعب، لكنها أكثر حسماً.
اقرأ أيضاً: صدمة في ليلة سقوط وست هام.. لماذا انفجر قائد الهمرز؟
صدى التصريح: الجماهير تنقسم
في الجزائر:
اعتبر المشجعون أن تصريحات لياو اعتراف عالمي بجودة محرز، وتعويض معنوي أمام الأرقام التي دائمًا ما تميل لصالح صلاح.
في مصر:
جماهير ليفربول وصلاح رأت في الأمر تقليلاً من نجمها، مؤكدة أن الأرقام لا تكذب، وأن صلاح يتفوق على محرز في كل
المستويات العالمية من دوري الأبطال إلى الدوري الإنجليزي.
في أوروبا:
الإعلام اعتبر أن اختيار لياو لم يكن مفاجئًا تمامًا، لأن الكثير من اللاعبين يفضلون الأسلوب الفني على الإحصائيات،
خصوصًا حين يتعلق الأمر بصانع ألعاب مثل محرز.
تأثير التصريح على صورة اللاعبين
-
محمد صلاح: لن يتأثر كثيرًا، فمكانته في ليفربول والدوري الإنجليزي راسخة، وأرقامه تتحدث عنه.
-
رياض محرز: التصريح يضيف لرصيده، خصوصًا وهو يلعب حاليًا في السعودية، إذ يعزز صورته كلاعب ما زال يحظى باحترام نجوم أوروبا.
الإعلام.. الوقود وراء الجدل
الصحافة بطبيعة الحال ضاعفت من حجم التصريح، لتُعيد إشعال النقاش الأزلي “محرز أم صلاح؟”.
-
البعض ركّز على “إبداع محرز”.
-
آخرون أكدوا أن “صلاح الأرقام” لا يمكن تجاوزه.
لكن في النهاية، كلاهما يقدمان ما يكفي ليكونا جزءًا من تاريخ الكرة الحديثة في العالم العربي.
عناوين قد تهمك:
مقارنة بين مسيرتيهما
-
صلاح: نجاح أسطوري مع ليفربول (دوري، دوري أبطال، حذاء ذهبي 3 مرات).
-
محرز: معجزة ليستر سيتي، بطل دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي، وأحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي خلال العقد الأخير.
الفن أم الأرقام؟
ما قاله رافائيل لياو ليس حقيقة مطلقة، بل رؤية لاعب يعشق الجمال الفني. صلاح يبقى أحد أفضل هدافي جيله، ومحرز أحد أمتع الأجنحة إبداعًا.
الخلاف سيبقى قائمًا بين أنصار “الأهداف” وأنصار “المتعة”. لكن ربما، الحقيقة أن الاثنين يكملان بعضهما: صلاح القاتل أمام المرمى، ومحرز الساحر الذي يصنع المشهد.
