فينيسيوس جونيور| اللاعب الذي تحدى العالم وتجاوز كرة القدم

ديلي سبورت عربي
جاءت خسارة فينيسيوس جونيور لجائزة الكرة الذهبية لعام 2023 لصالح زميله رودري كصفعة كبيرة لجماهيره التي كانت ترى فيه المرشح الأبرز.
خسارة فينيسيوس تثير الجدل في ريال مدريد والبرازيل
عدم حصول اللاعب على الجائزة أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية؛ إذ رفض نادي ريال مدريد إرسال ممثليه لحفل التتويج تعبيراً عن احتجاجه على القرار، في حين وصف الإعلاميون والسياسيون في البرازيل الأمر بأنه “ظلم كبير” لفينيسيوس.
إقرأ أيضًا:ورثة مارادونا يطالبون باستعادة الكرة الذهبية الخاصة بالأسطورة الأرجنتينية
24 عاماً، سوى بتغريدة عبر منصة “إكس”، قائلاً: “سأفعلها 10 مرات إن لزم الأمر. إنهم غير مستعدين”.
ويستعد اللاعب لخوض مباراة حاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد فريق ميلان، لتأكيد أن خسارة الجائزة لم تكن سوى عقبة صغيرة في مسيرته نحو القمة.
رحلة ملهمة لفينيسيوس: من شوارع ساو غونسالو إلى النجومية العالمية
بدأت رحلة فينيسيوس في مسقط رأسه ساو غونسالو، وهي مدينة صعبة التنقل خارج ريو دي جانيرو تسيطر عليها العصابات.

منذ سن صغيرة، أظهر فينيسيوس موهبة فريدة، ما جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية، حتى أن كشافاً من مانشستر يونايتد قال لمساعديه في فلامينغو: “لم أرَ لاعباً في الـ14 من عمره يفعل ما يفعله هذا الشاب”.
في عام 2018، انتقل إلى ريال مدريد في سن الثامنة عشرة، ليبدأ مسيرة صعبة في إسبانيا واجه خلالها تحديات عديدة، أبرزها الإساءات العنصرية المتكررة.
ومع تزايد دوره في تشكيلة ريال مدريد، أصبح فينيسيوس هدفاً لهتافات عنصرية وإساءات علنية، وتم توجيه نحو 21 حادثة عنصرية بحقه إلى القضاء الإسباني.
في خطوة غير مسبوقة، أُدين ثلاثة مشجعين من فالنسيا بالسجن لمدة ثمانية أشهر بتهمة الكراهية ضده، ما يُعدّ أول حكم من نوعه في ملاعب كرة القدم الإسبانية.
رائد في مواجهة العنصرية وصوت أساسي في عالم كرة القدم
رغم الظروف الصعبة، لم يتراجع فينيسيوس عن أداء رسالته؛ بل أصبح الرائد في محاربة العنصرية، قائلاً: “أنا لست ضحية للعنصرية، أنا كابوس العنصريين”.
وحتى مع الصعوبات، لم يؤثر ذلك على مستواه؛ فقد حقق موسماً استثنائياً في 2023-2024 بتسجيله 24 هدفاً وتسع تمريرات حاسمة، محطماً رقماً قياسياً كأصغر لاعب يسجل في نهائيات دوري الأبطال، متفوقاً على رقم ميسي.
فينيسيوس جونيور… مثال للالتزام داخل وخارج الملعب
لم تقتصر تميزه على أدائه داخل الملعب؛ بل يتميز أيضاً بشخصية مؤثرة.
ففي معسكر للمنتخب البرازيلي تحت 15 سنة، نظم نجم الريال، الذي حصل على صفقة رعاية شخصية مبكراً، مفاجأة لزميله الذي لم يكن يمتلك هاتفاً، حيث قدّم له هاتفاً جديداً وزوجاً من الأحذية.
في سن الـ24، لا يزال جونيور رمزاً للمثابرة والتحدي، مصمماً على المضي قدماً في مشواره ضد العنصرية، محققاً النجاح على أرض الملعب وخارجه، ويدرك أن نضاله يمتد لما هو أبعد من كرة القدم.




