
ديلي سبورت عربي _ وكالات
عندما نشر الصحفي الإسباني بيبي ألفاريز عبر حسابه على «إكس» خبرًا شديد الثقل، لم يكن مجرد شائعة عابرة. إذ أشار إلى أن فلورنتينو بيريز، رجل الرياح الكبرى في تاريخ ريال مدريد، قرّر مغادرة كرسي الرئاسة في العام المقبل، رغم أن ولايته تمتد رسميًا حتى عام 2028. خبر بهذه القوة يفتح الباب على تغيير تاريخي في واحدة من أعقد المؤسسات الرياضية في العالم.
خلفية القرار: بيريز يرسم الخلافة بهدوء
وفقًا لألفاريز، فإن بيريز يفضل أن تكون عملية الانتقال سلسة ومنظمة، بعيدًا عن الصراعات الدرامية. هو لا يريد مجرد رجل جديد يتسلم المنصب، بل يرغب في أن يتم توريث السلطة بطريقة تحافظ على استقرار النادي وإرثه. سواء وافق أعضاء الجمعية العمومية على استفتاء داخلي أو رفضوه، يبقى هدفه واحدًا: ضمان أن «مدريد المستقبل» تُبنى على أُسس ثابتة.

مرحلة حساسة لريال مدريد
الخبر لا يأتي في فراغ؛ ريال مدريد يمر بلحظة انتقالية كبيرة: من مشروع تطوير ملعب سانتياغو برنابيو إلى خطط رياضية طموحة لمستقبل الفريق. بيريز كان مهندس هذه المرحلة، وله بصمة لا تُمحى في البنية التحتية والهوية التسويقية للنادي. ولكن بعد سنوات من القيادة، يبدو أن الرجل نفسه مقتنع بأن الوقت قد حان لـ «الجيل التالي».
من هو فلورنتينو بيريز؟ رئيس أكثر من رئيس نادٍ
لا يمكن فهم عمق تأثيره في كرة القدم دون النظر إلى مسيرته خارج الملاعب: مهندس مدني، رجل أعمال ناجح، قاد تحول ريال مدريد من فريق رياضي إلى مؤسسة اقتصادية عالمية.
منذ انتخابه في 2000، أطلق مشروع «الجالاكتيكوس» الذي ضم نجومًا كبارًا مثل زيدان وروبينهو وبيكهام.
أشرف على تطوير المدينة الرياضية في فالدبيباس، مما عزّز قاعدة النادي ومنح الشباب بنية تحتية قوية.
وانتعشت خزائن ريال مدريد بفضل مبيعات القمصان وإيرادات البث والرعايات، لكن دون التضحية بميزانية الفريق هنا وهناك.
تحول بيريز من رئيس طموح إلى رمز مؤسسي. في عهده الثاني، حققت مدريد نجاحات لافتة على الساحة الأوروبية، مع عدد كبير من ألقاب دوري الأبطال، وبدأت مرحلة تتجاوز الإنجازات الفردية إلى إرث اقتصادي ورياضي مستدام.

الاستعداد للمستقبل: من ترميم برنابيو إلى إدارة ما بعد بيريز
إذا تأكد نبأ مغادرته، فسيكون هذا «الفصل الأخير» في حقبة طويلة. لكن بيريز لا يبدو مهتمًا فقط بالإنجازات الماضية. هو يفكر في «ما بعده» بوضوح. تنظيم الخلافة بهدوء، وضمان أن القيادة الجديدة تكون قادرة على مواصلة المشروع، هذا هو الهدف الأساسي.
في الأوساط المدريدية، بدأ الحديث عن من يمكن أن يكون خليفته. هل ستكون هناك انتخابات مبكرة؟ أم خطة انتقال داخلية؟ إلى أي مدى يمكن للجمعية العمومية أن تتدخل؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات لا تزال غامضة.
لمحة عن التحديات القادمة.. فترة مابعد فلورنتينو بيريز
الرياضي: كيف سيتعامل الرئيس الجديد مع التوازن بين النجوم الشباب والقوة القديمة؟
الاقتصادي: مشروع برنابيو لا يكتمل بين ليلة وضحاها، والتزامات مالية ضخمة تنتظر من يقود النادي بعد بيريز.
الهيكلي: إعادة هيكلة الإدارة، وتعزيز التنافس الداخلي، وتحديث البنية التحتية ليست مجرد شعارات بل أولويات ملحة.
عناوين أخرى تهمك
- فرنسا إلى كأس العالم ومبابي يكتب رقمًا جديدًا
- طرد تاريخي يهدد مشاركة كريستيانو رونالدو في مونديال 2026
خاتمة: إرث بيريز… بداية انتقال وليس وداعًا نهائيًا
فلورنتينو بيريز لم يكن رئيسًا عاديًا. هو المهندس الذي أعاد تشكيل ريال مدريد من نادٍ رياضي إلى مؤسسة مالية ورياضية تجعل العالم يقف دقيقة احترام عند اسمه.
إذا قرر المغادرة حقًا في العام المقبل، فستكون نهاية حقبة، وفسح المجال لحقبة جديدة. انتقال السلطة إليه سجّل عبر السنوات ليس فقط بألقاب الكؤوس، ولكن بإرث يُدرس في كليات الأعمال والإدارة الرياضية.
وما إذا كان من يخلفه سيكمل البناء بنفس الطموح والرؤية؟ هذا هو السؤال الأكبر الذي يطرحه عشاق «الميرنغي» الآن.




