إنجلتراالرئيسية

سون هيونغ مين.. نهاية أسطورة آسيوية في توتنهام وبداية فصل جديد

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

بعد عشر سنوات من السحر والإبداع في الملاعب الإنجليزية، أعلن النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، قائد نادي توتنهام هوتسبر، رسميًا أنه سيغادر النادي هذا الصيف، تاركًا خلفه إرثًا كرويًا سيبقى محفورًا في تاريخ “السبيرز” والدوري الإنجليزي الممتاز. هذا القرار، الذي وصفه اللاعب بأنه “الأصعب في مسيرته”، يمثل نهاية حقبة استثنائية، ليس فقط للنادي، بل أيضًا لكرة القدم الآسيوية التي شهدت أحد أبرز سفرائها العالميين.

بدايات سون هيونغ مين: من شوارع تشونشئون إلى الملاعب الأوروبية

وُلد سون في 8 يوليو 1992 في مدينة تشونشئون بكوريا الجنوبية، ونشأ وسط بيئة كروية حيث لعب والده دورًا محوريًا في تدريبه منذ الصغر.

بفضل موهبته الاستثنائية، التحق بأكاديمية نادي هامبورغ الألماني في سن المراهقة، ليشق طريقه بسرعة نحو الفريق الأول.

وفي عام 2010، أصبح أحد أصغر اللاعبين الكوريين المحترفين في أوروبا، ثم انتقل إلى باير ليفركوزن عام 2013 مقابل صفقة قياسية للنادي الألماني آنذاك.

في ليفركوزن، برز سون كجناح هجومي سريع وهدّاف فعّال، مما لفت أنظار توتنهام هوتسبر الذي تعاقد معه في أغسطس 2015 مقابل نحو 18 مليون جنيه إسترليني.

عقد من السحر مع توتنهام (2015–2025)

منذ انضمامه إلى توتنهام، لم يحتج سون سوى لموسم واحد ليصبح حجر الزاوية في خطط النادي. خاض مع الفريق 454

مباراة وسجل 173 هدفًا، ليصبح رابع أفضل هداف في تاريخ النادي. سجّل أهدافًا لا تُنسى، أبرزها هدفه المنفرد الشهير ضد

بيرنلي عام 2019، الذي قطع خلاله نصف الملعب في انطلاقة وصفها النقاد بأنها “هدف مارادوني”.

في موسمه السابع، نال جائزة الحذاء الذهبي للبريميرليغ 2021–22 بعد تسجيله 23 هدفًا، ليصبح أول لاعب آسيوي يفوز بالجائزة منذ تأسيسها.

سجله التهديفي جعل منه رمزًا عالميًا، وأيقونةً للجماهير الكورية التي تابعت توتنهام لأجله.

القيادة ورفع أول ألقاب النادي منذ 17 عامًا

في صيف 2023، تولى سون شارة قيادة الفريق خلفًا لهاري كين، الذي رحل إلى بايرن ميونخ. ورغم الضغوطات، قاد الفريق بعقلية قتالية،

وفي موسم 2024–25، صنع التاريخ بقيادته توتنهام للفوز بـ الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، وهو أول لقب كبير للفريق منذ 2008.

في النهائي أمام مانشستر يونايتد، أحرز سون هدفًا قاتلًا في الدقيقة 85 ليهدي فريقه الفوز 2-1.

ذلك الهدف أصبح لحظة رمزية في مسيرة اللاعب، حيث احتفل أمام جماهير “السبيرز” التي هتفت باسمه وكأنها تدرك أنه الوداع القريب.

اقرأ أيضاً: الدوري الإسباني 2025/2026.. أتلتيك بلباو: الولادة الباسكية لهرم كرة القدم الإسبانية

سون هيونغ مين
سون هيونغ مين مع نادي باير ليفركوزن

إعلان الرحيل: القرار الأصعب

في 2 أغسطس 2025، وخلال الجولة الآسيوية للفريق في سيول، أعلن سون قراره عبر مؤتمر صحفي، قائلاً:

“هذا أصعب قرار في مسيرتي. أتيت إلى لندن وأنا صبي، والآن أرحل كرجل ناضج. لقد منحت كل شيء لهذا النادي، وأشعر أن الوقت قد حان لتحدٍ جديد.”

كلماته كانت مؤثرة للجماهير، التي غمرت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الشكر والحب، فيما وصفه مدرب الفريق الجديد توماس فرانك بأنه “أسطورة حقيقية لتوتنهام، وأحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز”.

تأثيره في كرة القدم الآسيوية

سون ليس مجرد لاعب في الدوري الإنجليزي؛ بل هو رمز رياضي وثقافي لآسيا. بصفته أول لاعب آسيوي يتخطى حاجز الـ 100 هدف في البريميرليغ،

وأول من يقود فريقه للتتويج الأوروبي كلاعب وقائد، وضع معايير جديدة للاعبين الآسيويين الطامحين إلى العالمية.

حظي سون بشعبية جارفة في كوريا الجنوبية، حيث تُباع قمصانه في كل مكان، ويُعتبر مصدر فخر وطني،

تمامًا كما كان بارك جي سونغ مع مانشستر يونايتد. لكن سون تجاوز حدود التمثيل الرمزي، ليصبح نجمًا عالميًا يحظى بالاحترام في أكبر الدوريات.

الوجهة المقبلة: MLS أم مغامرة جديدة في أوروبا؟

التقارير تشير إلى أن سون قريب من الانضمام إلى لوس أنجلوس إف سي (MLS)، في خطوة مشابهة لتحركات نجوم عالميين نحو الدوري الأمريكي،

مثل ليونيل ميسي وكريم بنزيما في أسواق مختلفة. ومع ذلك، لم يُستبعد اهتمام بعض الأندية الأوروبية الكبيرة، إلى جانب عروض من الدوري السعودي.

إذا انتقل إلى MLS، فسيكون الوجه الدعائي الأكبر للدوري الأمريكي في آسيا، مستفيدًا من جماهيريته الواسعة هناك.

أما إذا قرر البقاء في أوروبا، فقد يكون خيار العودة إلى ألمانيا أو حتى الانتقال إلى نادٍ منافس في إنجلترا مطروحًا، رغم حساسية الخطوة.

إرثه داخل توتنهام

لم يكن سون مجرد لاعب هداف، بل كان مثالًا في الاحترافية والانضباط. عُرف بابتسامته الدائمة وروحه الإيجابية داخل غرفة الملابس، مما جعله محبوبًا بين زملائه والجماهير على حد سواء.

إحصائياته تلخص تأثيره:

  • 454 مباراة مع توتنهام.

  • 173 هدفًا و92 تمريرة حاسمة.

  • حذاء ذهبي للبريميرليغ (2022).

  • الدوري الأوروبي (2025) كقائد.

  • أول لاعب آسيوي يتخطى 100 هدف في الدوري الإنجليزي.

عناوين قد تهمك:

سون
سون هيونغ مين بقميص المنتخب الكوري الجنوبي

تصريحات الوداع والدعم الجماهيري

رئيس النادي دانييل ليفي قال:

“سون ليس مجرد لاعب، بل رمز للنادي. نود أن نشكره على كل ما قدمه، وستظل أبواب توتنهام مفتوحة له دائمًا.”

الجماهير عبّرت عن امتنانها بلافتات في ملعب توتنهام هوتسبر ستاديوم:

“شكرًا لك يا سون – أنت أحدنا للأبد”.

نهاية فصل وبداية أخرى

رحيل سون هيونغ‑مين عن توتنهام ليس مجرد خبر انتقال، بل نهاية لعصر ذهبي شهد خلاله النادي أحد أعظم لاعبيه في

تاريخه. مثّل سون الرابط بين الجماهير والنادي، بين آسيا وأوروبا، وبين الطموح والإنجاز.

ورغم الحزن على رحيله، فإن مغادرته تُعد بداية لفصل جديد في مسيرته، سواء في MLS أو أي مكان آخر. سيبقى إرثه في

لندن خالدًا: لاعب جاء كصبي كوري شغوف، وغادر كأسطورة عالمية صنعت التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى