ديلي سبورت عربي _ وكالات
تنفّس برشلونة الصعداء أخيرًا. بعد أسابيع من القلق والتكهنات، عاد رافينيا إلى أرض التدريب. لم تكن عودة مكتملة بعد، لكنها كانت كافية لإعادة إشعال الأمل قبل الكلاسيكو، في وقتٍ تبدو فيه أعصاب النادي الكتالوني مشدودة إلى أقصى حد.
رافينيا.. دفعة من الأمل قبل القمة
وفقًا لصحيفة سبورت الإسبانية، شارك النجم البرازيلي في جزء من المران الجماعي صباح الأربعاء، في إشارة واضحة إلى أن رحلة تعافيه من إصابة العضلة الخلفية تسير في الطريق الصحيح. بالنسبة لرافينيا، الذي يعرف تمامًا ما تعنيه مواجهة ريال مدريد في سانتياغو برنابيو، لم يكن هناك هدف أهم من اللحاق بالكلاسيكو.

هانزي فليك، الذي يعيش واحدة من أكثر الفترات حساسية منذ توليه تدريب برشلونة، كان حريصًا على مراقبة الجناح البرازيلي بعناية. المدرب الألماني يعرف أن رافينيا، حتى في نصف جاهزيته، يمكن أن يُحدث الفارق — بتسديدة من بعيد، أو تمريرة ذكية، أو لحظة جنون هجومي يحتاجها الفريق في ملعب خصمه الأزلي.
قلق يتبدد… جزئيًا
في الوقت الذي عاد فيه النجم البرازيلي إلى التمارين، لا تزال الشكوك تحيط بعدد من اللاعبين. روبرت ليفاندوفسكي يواصل برنامجه التأهيلي داخل الصالة، فيما عاد فيران توريس إلى التدريبات بعد حصوله على التصريح الطبي، لكنه لم يُختبر بعد في مباراة رسمية. أما كريستنسن، فلا يزال غيابه مستمرًا بسبب مشاكل هضمية غير مقلقة لكنها مزعجة في التوقيت الخطأ.

برشلونة حاول تعويض النقص العددي بإشراك عدد من لاعبي أكاديمية “لا ماسيا” في الحصة التدريبية الأخيرة، ضمنهم تشافي إسبارت، الذي جذب انتباه الجهاز الفني في الأسابيع الماضية. حتى أن وكيله حضر إلى المدينة الرياضية “جوان جامبر” لعقد اجتماع بروتوكولي مع إدارة النادي، في إشارة إلى ثقة برشلونة في مستقبل الجيل الجديد.
صفعة جديدة: فليك خارج الكلاسيكو
لكن في اللحظة التي بدأت فيها الأخبار الجيدة تتسلل إلى المعسكر الكتالوني، جاءت ضربة موجعة من خارج الملعب. الاتحاد الإسباني رفض الاستئناف الذي قدّمه برشلونة ضد الطرد الذي ناله فليك أمام جيرونا. وهكذا، سيتابع المدرب الألماني أول كلاسيكو له من المدرجات.
المشهد كان دراميًا منذ البداية: تصفيق ساخر على قرار تحكيمي، ثم إشارة وُصفت بـ“البذيئة”، لتتحول إلى طرد أثار جدلاً واسعًا. تقرير الحكم غيل مانزانو لم يترك مجالًا للتأويل — بطاقتان صفراوان بسبب “سلوك غير رياضي” و“علامة احتجاج مهينة”، لتصدر العقوبة بالإيقاف لمباراة واحدة.
ورغم أن العقوبة لا تمتد لأكثر من مباراة، إلا أن غياب فليك عن الكلاسيكو يحمل رمزية ثقيلة. بالنسبة لمدرب بدأ مشروعه في برشلونة على وعد بإعادة الانضباط والهوية، فإن جلوسه في المدرجات بينما يقود مساعده ماركوس زورغ الفريق من على الخطوط يمثل لحظة اختبار حقيقية لصلابة مشروعه.

الكلاسيكو.. بين الغياب والفرصة
في ظل هذه الظروف، تبدو حسابات فليك حتى من خلف الكواليس معقدة. عودة رافينيا تمنحه سلاحًا هجوميًا إضافيًا، لكن القرار النهائي بالمشاركة سيأتي في اللحظة الأخيرة. تشير التوقعات إلى أن البرازيلي قد يبدأ على مقاعد البدلاء، تحسبًا لأي انتكاسة عضلية جديدة، قبل أن يُدفع به في الشوط الثاني وفقًا لمجريات اللقاء.
أما اللاعبون، فالمعنويات مرتفعة رغم كل شيء. الأجواء في المدينة الرياضية “جوان جامبر” توحي بأن الفريق استعاد بعضًا من روحه. بعد مباراة أولمبياكوس في دوري الأبطال، التي قدم فيها برشلونة عرضًا متوازنًا رغم الإرهاق، عاد الإحساس بأن المجموعة بدأت تتماسك من جديد.
كلاسيكو بحسابات مختلفة
الكلاسيكو القادم لن يكون مجرد مباراة ثلاث نقاط. إنه اختبار للمشروع، للثقة، وللشخصيات داخل غرفة الملابس. سيُطلب من زورغ قيادة الفريق بنفس النهج الذي زرعه فليك في الأشهر الماضية: الضغط العالي، الشجاعة في الاستحواذ، واللعب دون خوف في البرنابيو.
وربما، في غياب المدرب على الخطوط، سيحاول اللاعبون أن يجعلوا منه حضورًا غير مرئي أن يلعبوا بروحه، وأن يثبتوا أن الفريق أقوى من الأزمات.
عناوين أخرى تهمك
- برشلونة 6-1 أولمبياكوس | فيرمين ولامين يامال يسرقان الأضواء
- برشلونة يستعيد الصدارة مؤقتًا.. وطرد فليك يُشعل الديربي
رافا، في حال شارك ولو لدقائق، قد يكون عنوان تلك الروح. فعودته ليست مجرد حدث طبي؛ إنها إشارة رمزية بأن برشلونة لا يزال يقاتل، ولا يزال يؤمن بأن موسمه لم يُكتب بعد.




